علي خامنئي:
الصهاينة هم اليوم أكثر قلقا من الرئيس الهارب بن علي ونظيره المصري اللامبارك في مصر
من يحكم اليوم مصر ومنذ 30 عاما لم يعارض الحرية فحسب وإنما كان عميلا وخادما للصهاينة
التحليلات الغربية والتعليقات العالمية تصرف الأنظار إلى المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها شعوب المنطقة، ويتم التغافل عن أسباب نشوء هذه الأحداث
قال قائد الثورة الإسلامية في إيران القائد السيد علي خامنئي في خطبة صلاة الجمعة بطهران، نشهد اليوم قلق المسئولين الصهاينة أكثر من المسئولين الفارين من تونس ومصر. وأضاف قائد الثورة الإسلامية، إن الصهاينة هم اليوم أكثر قلقا من الرئيس الهارب بن علي ونظيره المصري اللامبارك في مصر، موضحا بان الصهاينة يعلمون مدى الزلزال الذي سيحدثه انتقال السلطة في مصر وعودة هذا البلد إلى مكانته الحقيقية، وذلك ما أشار إليه وتوقعه الإمام الراحل الإمام الخميني طيب الله ثراه.
علي خامنئي
وقال القائد خامنئي ان التحليلات الغربية والتعليقات العالمية تصرف الأنظار إلى المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها شعوب المنطقة، ويتم التغافل عن أسباب نشوء هذه الأحداث عبر تعمد الأنظمة في مصر وتونس إذلال شعوبها. وأكد قائلا: إن هذا الرجل اللامبارك في مصر أذل الشعب المصري، وان الرئيس التونسي الهارب كان تابعا للإدارة الأميركية وهناك تقارير انه كان عميلا للـ "سي آي إيه". وقال ان الشعب التونسي شعب مسلم وصاحب تاريخ عريق والحضارة الإسلامية برز فيها رجال من تونس، وانه بمجرد أن هرب بن علي من تونس ارتفعت وتيرة ارتداء الحجاب لدى الفتيات التونسيات وهو ما لا ترغب به أميركا.
دولة إسلامية
وأضاف إن مصر أول دولة إسلامية عرفت الثقافة الغربية والأوروبية التي سارت في هذا الاتجاه ومن ثم وقفت في وجهها، وان رجالا من أمثال جمال الدين الأسد آبادي كان يرى انطلاقة حركته من مصر وكان لديه تلاميذ مثل محمد عبده، وقال: ما من دولة عربية خاضت ما خاضته مصر في الحروب ضد الكيان الصهيوني رغم انه لم يكتب لها النجاح، إن مصر كانت أول بلد مسلم إلى جانب سوريا خاضت الحرب ضد الكيان الصهيوني. وقال إن من يحكم اليوم مصر ومنذ 30 عاما لم يعارض الحرية فحسب وإنما كان عميلا وخادما للصهاينة، وأضاف قائد الثورة الإسلامية إن مصر كانت تحمل راية مواجهة المد الصهيوني لكنها في ظل مبارك فرضت الحصار على الفلسطينيين في غزة، وانه لولا تبعية حسني مبارك للصهاينة لم يكن بإمكان الكيان الصهيوني فرض الحصار على غزة.
مصر الكبرى
وتابع القائد خامنئي: إن المساعدات التي لم يكن لمصر فيها سهم منعها النظام المصري من الوصول إلى سكان غزة، وأكد أن الشعب المصري يريد محو العار الذي لطخ مبارك جبينه به لكن الغرب لا يسمح بذلك. وقال عند هروب مبارك من مصر ستكون أول بوابة تغلق بوجهه هي البوابة الأميركية كما حصل مع الشاه وبن علي، مضيفا أن ما يجري اليوم في المنطقة بإمكانه استعادة الكرامة للأمة الإسلامية، وان الحدث الاعجازي انطلق في تونس ويتم استكماله اليوم في مصر الكبرى.
وتابع قائد الثورة الإسلامية، إن مصر نموذج فريد وأول بلد في العالم أقام دولة مستقلة بعد الحرب العالمية الثانية وقام بتأميم قناة السويس، وان مصر هي أول بلد وقف إلى جانب الشعب الفلسطيني واحتلت بحق مكانة الريادة في العالم العربي، مؤكدا أن موقف الشعب المصري من القضية الفلسطينية يشكل نموذجا بارزا لمكانة هذا البلد المسلم. وأكد أن التاريخ لن ينسى أبدا أن مبارك وقف إلى جانب الكيان الإسرائيلي وأميركا ضد الفلسطينيين في غزة، وان الشعب المصري عاش المحنة عندما وقف نظام مبارك الى جانب الصهاينة في الحرب على غزة.
زلزال حقيقي
وأكد القائد خامنئي: ليس من حق أميركا التي دعمت عميلها لمدة 30 عاما ان تتدخل في الشأن المصري، وان الشعب المصري إذا استطاع ان يمضي قدما فستواجه السياسات الأميركية في المنطقة هزيمة غير مسبوقة. وقال إن ما يجري اليوم في المنطقة بإمكانه استعادة الكرامة للأمة الإسلامية، وان العالم الإسلامي على أعتاب إرهاصات مهمة لصالح الشعوب في المنطقة. وختم القائد خامنئي بالقول إن الشعب التونسي استطاع أن يطرد الحاكم الخائن المنقاد لأميركا، وان الأحداث في مصر وتونس مهمة جدا وتعبر عن زلزال حقيقي.