الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 10 / نوفمبر 05:02

كيف نجح شباب مصر من تجنيد الآلاف للتظاهر بواسطة موقع الفيس بوك؟

أمين بشير -
نُشر: 09/02/11 09:40,  حُتلن: 16:21

التأثير الكبير يكون من قبل المجموعة أو ما تسمى في الفيس بوك بالجروب

الشاب الذي لا يجد مكانا في وطنه يلجأ الى العالم الافتراضي فيجد ما يريد ويسمع ما يشاء فيصبح هذا العالم هو حياته الأبدية

عبدلله احمد ميعاري :

الألعاب المعروضة في هذا الموقع والنقاط التي يقوم بجمعها الأولاد، كثيراً ما تتحول هذه النقاط إلى نقود ومن هنا نبدأ بتنشئة جيل مقامر

مع تقدم تكنولوجيا الشبكات الاجتماعية نلاحظ تفوقاً في الجرائم وتعقيداً في المخالفات الاجتماعية، الأخلاقية والإنسانية وأشهر هذه الشبكات أو لربما الموضة الحديثة هي موقع الفيس بوك

في ظل ما شهدته الجمهورية المصرية خلال الأسبوع الأخير من تجنيد الالاف من الشباب للمظاهرات التي خرجت للتظاهر احتجاجاً على ممارسات النظام المصري فإن تساؤلات عديدة محيرة من تجنيد هذا الكم الهائل من الشباب.
والتقينا مع عبدلله احمد ميعاري الخبير في مجال الانترنت والشبكات الاجتماعية والمرشد في الوسط العربي بوزارة المعارف واخبرنا أننا كلنا نعرف أن حدود الفيس بوك ليس لديها حاجزاً بل واخترقت الحواجز الدولية والجغرافية لتكون متزامنة عند الجميع.
وعندما يدور الحديث عن هذا العالم الكبير الفيس بوك فلا بد من وقفة على الأحداث المصرية الأخيرة والتي أشعلها موقع الفيس بوك. الكثير منا يتساءل كيف أدى موقع كهذا إلى هبة الملايين وهل الموقع نذير لانقلابات عديدة في العالم؟
فلو نرجع إلى الوراء ومن يتعمق في الفيس بوك يلاحظ أن التأثير الكبير يكون من قبل المجموعة أو ما تسمى في الفيس بوك بالجروب.

.


أزمة اقتصادية
فشباب مصر وبعد ظهور حركة كفاية قاموا بإنشاء مجموعة في 6/4/2008 وسميت هذه المجموع ب 6 ابريل دعا فيه المؤسسين للاشتراك في إضراب عمال شركة غزل المحلة للنسيج، وكان عدد أعضاء المجموعة ما يقارب ال 71 الف مشترك وعندها سببت هذه المجموعة في أزمة سياسية مصرية وحرج لمؤسسي موقع الفيس بوك.

إنطلاق الشرارة الأولى
فممكن اعتبار ان هذه المجموعة هي انطلاق الشرارة الأولى للتأثير السياسي عبر الفيس بوك مع انها فشلت لاحقا فمن خاف كتابة رأيه بشكل صريح وجد ان الموقع الملجأ لكتابة ما يريد وإسماع صوته للملايين حتى بأسماء مستعارة فمن اشترك في هذه المجموعة كان شعاره الحرية، وبسبب تأثير هذه المجموعة ظهرت العديد من المجموعات الأخرى والتي تشيد بالحكم مثل مجموعة " نعم لجمال مبارك" والتي ضمت ما يقارب الـ 4000 شخص فهنا نلاحظ أن الكلمة انتقلت من الشارع إلى الفيس بوك فمن لم يثق بالشارع وثق في هذا الموقع الذي أصبح مكانا للتعبير عن الرأي وبكل جرأة وبدون خوف بسبب انعدام الرقيب والمحاسبة بعيدا عن الشرطة والأمن.
وبعد هذه المجموعة ظهرت العديد من المجموعات المساندة والمعارضة للحكم وبدأت تنتشر بسرعة هائلة تنتظر اللحظة المناسبة لاستلام أوامر من قادة هذه المجموعات.


عبدلله احمد ميعاري

الهروب من الواقع للخيال
فأحد اسباب المشاركة في الفيس بوك والمجموعات المختلفة هو هروب الشاب من الواقع الى الخيال، الهروب من الظلم او الفقر او البطالة او البحث عن اشياء اخرى كالتعبير عن الرأي، فلم يسمع أحد شباب مصر، فكان المنفس الوحيد لهؤلاء الشباب هو عالم الفيس بوك والذي من خلاله نادوا وطلبوا وصرخوا أي ان السلطة نفسها ونظام الحكم ساعد في تطور وانشاء هذه المجموعات بعدم توفير ابسط الاشياء الضرورية للشباب كالعمل والحرية والديمقراطية فوجدوها في الفيس بوك وانتظروا الفرصة المناسبة، فرصة استخراج الغضب والسخط القائم، فمن خلال الفيس بوك اخذوا المعلومات واستمعوا لأراء مختلفة وبالتالي كان رأي واحد هو المتفق عليه "لا نريد الحكم الحالي".

فقدان الحوار المباشر
فلو كان حوار مباشر مع الشعب وإعطاء الشباب لو القليل من العمل والحرية لما كان سبب في تكوين الكتل الشبابية أو ما تسمى بـ شباب الفيس بوك فكل إنسان بحاجة إلى حيز ومكان في هذا العالم وعندما لا نجده نبحث عنه في كل مكان حتى ولو كان افتراضياً، فالشاب الذي لا يجد مكانا في وطنه يلجأ الى العالم الافتراضي فيجد ما يريد ويسمع ما يشاء فيصبح هذا العالم هو حياته الأبدية وعندما تأتي الاشارة من هذه الحياة التي قبلت بهؤلاء الشباب تلبى بسرعة وتسمع وتغلغل في الأعماق وهذا ما حصل في مصر حتى جاءت الأوامر بعدم تقبل الوضع والثورة حالاً.

معاناة مستقبلية وتنازلات شخصية
ويحذر ميعاري من استخدامات الفيس بوك بشكل مغاير الأمر الذي سيتسبب بمعاناة مستقبلية لهم، فيقول:"مع تقدم تكنولوجيا الشبكات الاجتماعية نلاحظ تفوقاً في الجرائم وتعقيداً في المخالفات الاجتماعية، الأخلاقية والإنسانية وأشهر هذه الشبكات أو لربما الموضة الحديثة هي موقع الفيس بوك".
وأضاف:"من منطلق الحرص وتوعية شبابنا وأولادنا لا بد من وقفة عميقة في غياهب هذا العالم الكبير والذي بهر العالم بكل جوانبه فنلاحظ هروب لطلاب المدارس من مقاعد الدراسة ليستقروا في أحضان الفيس بوك ونزوح فتياتنا من الجامعات ليتعرفوا على هذا العالم الواعد!، هذا الاستقرار والنزوح والوعد يؤدي إلى الإدمان وبالتالي الابتعاد عن القيام بالمهام اليومية ومنها الدراسية والذي نهايته الفشل الاجتماعي والأخلاقي والوقوع في الرذيلة في نهاية المطاف، فهذا الاختراق أدى بشبابنا إلى المشاركة به من دون أي تفكير وتأن، وبالتالي وبسبب عدم التروي تقع المشاكل بل والمصائب والتي لا تليق بمجتمع محافظ، فقبل أن أن تفكر أيها الشاب في الانضمام إلى موقع الفيس بوك عليك اخذ الحذر والحيطة وقراءة الاشتراطات بدقة متناهية ولكل الذين لا يعرفون أو يجيدون اللغة الانجليزية عليهم أن لا يوافقوا على أي شرط بدون الفهم العميق لهذه الشروط، فبعض الشروط بمثابة مصيدة مستقبلية تتربص لكم كأن توافقوا على التنازل عن معلوماتكم الشخصية لصالح شركة الفيس بوك فبالتالي فهي تجارة والهدف الربح لا أكثر بدون الأخذ بالحسبان حياتكم الشخصية".



الإنجراف وراء الفيس بوك !
وأكد ميعاري:" يجب أن نذكر جميع الطلاب والمثقفين المستخدمين للفيسبوك ، إن ما تكتبه لا تستطيع محوه بعد ذلك فعندما تريد الرجوع والعودة يكون الوقت قد فات وانتهى ويوم لا ينفع الندم تأتِ الفاجعة. فانتبهي أيتها الفتاة فما كتب في جيل المراهقة لا يختفي أبداً وكأنه جرح يأبى أن يندمل، فكلنا ندخل إلى هذه الشبكة وبالمقابل يوجد الكثير من الزائرين هدفهم الابتزاز والوصول إلى مقاصد غير أخلاقية، فمن هنا وجب الحذر ثم الحذر من كتابة أي سر عائلي أو كل ما يتعلق بنا وعدم نشر الصور والدلالات التي تشير إلينا فممكن أن تكون العواقب وخيمة وسبب في ظهور أزمة شخصية كبيرة لا تحتمل، فيجب على الجميع الإدراك أن هذا الموقع لا يزيل الأشياء التي كتبت من قبلكم بل وتبقى حتى بعد إغلاق الحساب ومن هنا الكثير من الدول الراقية والتي تهتم بشبابها الواعد وذا مستقبل زاهر أن لا ينجرف وراء الفيس بوك حتى تطلب منهم عدم فتح حساب ولو تم فتح الحساب فيكون بأسماء مستعارة، إذا الاسم المستعار منتشر جدا ومن هنا الحياة الوهمية هي الممثل الرئيسي في ساحة الفيس بوك، فمن قال أن الشخص الذي تم التعرف عليه هو في الواقع نفس الشخص فنلاحظ عند دخولنا انتحال شخصيات مشهورة بأكثر من موقع فنجد ممثل معين له 50 شخصية وأخر له أكثر من 100 شخصية فمن هنا ممكن أن يكون شخص يحاول الابتزاز والإيقاع بنا في اقرب فرصة فنلاحظ أن الذكر قد تحول لأنثى والأنثى لذكر في دقائق معدودة وبدون سابق إنذار بعد أن جمع عنا جميع النقاط التي تتعلق بنا وعرف نقاط الضعف وبالتالي يعرف من أين يبدأ بالهجوم".

تحذير!
ووجه ميعاري تحذيراً للآباء بالانتباه كذالك من الألعاب المعروضة في هذا الموقع والنقاط التي يقوم بجمعها الأولاد، فكثيراً تتحول هذه النقاط إلى نقود ومن هنا نبدأ بتنشئة جيل مقامر والنهاية معروفة من البداية، ففي الآونة الأخيرة نلاحظ الكثير من الاستفتاءات والاستطلاعات ترسل إلى منتسبي الفيس بوك فيسرع صاحب الشأن بحل الأسئلة والفوز ببعض الأحيان بهدية قيمة، تذكروا أن عالم الانترنت والشبكات الاجتماعية لا يعطي أي شيء مجاناً فعند حلك لهذه الأسئلة أو الاستطلاعات تكون قد وافقت على اختراق بريدك وحسابك وحاسوبك بيدك وقمت بارسال تفاصيلك بطريقة غير مباشرة لضعفاء النفوس وبالتالي إلى دمارك".

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.75
USD
4.02
EUR
4.84
GBP
296639.17
BTC
0.52
CNY