الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 10 / نوفمبر 05:02

دراسات:فحص السكري.. ضروري لدى المرأة الحامل

من أماني حصادية:مراسلة
نُشر: 10/02/11 13:45,  حُتلن: 13:55

يشدد الأخصائيون على ما يُسمّى "فحص أوسوليفان O Sullivan"، الذي يؤكدون أنّه سهل وفاعل

إذا تبيَّن أنّ نسبة السكر في لتر الدم تتراوح بين 1.3 و2 غرام، تُقرِّر الطبيبة إجراء فحص إضافي، للتأكد

- ما هو سكري الحمل؟
سكري الحمل (بالإنجليزية Diabetes Gestational) حالة مَرَضيّة، تنصب على إكتساب الحامل داء السكري أثناء حملها، في حين كانت سليمة منه قبل الحمل. ومن مشاكله الإضافية، عدا عن مشاكل السكري المعتادة: عجز غدة البنكرياس. فخارج فترة الحمل، يمكن للبنكرياس أن يؤدي وظيفته بشكل طبيعي. لكن، أثناء الحمل ومع إرتفاع نسبة السكر في الدم، تعجز تلك الغدة عن تأمين أداء كافٍ لكائنين حيين اثنين، الأُم وجنينها. ومثلما ذكرنا، يصيب سكري الحمل، كمعدل، نسبة 5 في المئة من الحوامل للمرّة الأولى، تزداد لكي تصل إلى 19 في المئة لدى مَن حملن مرّتين أو أكثر. كما تزداد شدة الخطورة في حال وجود عامل وراثي (إصابة فرد أو أكثر من أسرة الحامل بالسكري)، وطبعاً في حال الوزن الزائد والسمنة. كما لوحظ أنّ النساء السمراوات والسوداوات أكثر تعرضاً لسكري الحمل من البيضاوات.


صورة توضيحية

إنتشار السمنة والوزن الزائد
في السنوات الأخيرة، تطورت تقنيات فحص السكري، بما فيه عند المرأة الحامل، حيث يكتسب الفحص أهمية كبرى. ومن بين الفحوص الفاعلة الشائعة، هناك ما يُسمَّى "فحص أو سوليفان". وهو ليس إجبارياً، لكن إجراءه يقدم فائدة كبيرة.
من الضروري إجراء فحص السكري للحامل، لما ينطوي عليه إحتمال إصابتها من عواقب عليها، وعلى الجنين. فبحسب الإحصاءات الطبية في أوروبا الغربية، 5 في المئة من الحوامل يتجاوزن الحد الأقصى المسموح لنسبة السكر في الدم عند الحمل الأوّل. لكن النسبة ترتفع حتى 19 في المئة عند الحوامل الأُمّهات، أي اللائي سبق أن أنجبن طفلاً أو أكثر. هذا في بلدان أوروبية غير معروفة بإنتشار السمنة والوزن الزائد فيها بنسب عالية. لذا، يمكن التكهن بأن نسب الحوامل، في منطقتنا العربية، ممن يواهن خطر زيادة نسبة السكر، أو الإصابة بسكري الحمل، هي أعلى مما هو موجود في أوروبا الغربية.
وفي هذا الشأن، يشدد الأخصائيون على ما يُسمّى "فحص أوسوليفان O Sullivan"، الذي يؤكدون أنّه سهل وفاعل، ولا يتطلب صياماً طويلاً قبل المراجعة. وفي وقت ينصحون فيه أي حامل بالقيام بهذا الفحص، أو ما يشبه (بحسب البلدان وما هو متوافر في المؤسسات الطبية المختلفة)، فإنهم يشددون على ضرورة القيام به ضرورة مطلقة من لدن أي حامل ينطبق عليها واحد أو أكثر من الشروط الآتية:
- تعاني وزناً زائداً أو سمنة، حتى قبل الحمل.
- ثمّة مصاب، أو مصابون، بالسكري بين أفراد أسرتها.
- أنجبت سابقاً طفلاً بوزن 4 كيلوغرامات فما فوق.
- حصلت معها سابقاً مصيبة وفاة جنين في الرحم أو إصابته بتشوهات خلقية.
* ما هو فحص "أوسوليفان"؟
يجري فحص "أوسوليفان"، المسمَّى كذلك نسبة إلى الطبيب الأيرلندي الذي استنبطه، خلال الشهر السادس من الحمل (تحديداً بين الأسبوعين الـ24 والـ28 عقب انقطاع الدورة). والهدف منه: كشف أي حالة سكري أثناء الحمل، أو عدم تقبل الحامل لسكر الغلوكوز. والفحص لا يحتاج إلى صيام مسبق، ما يعدُ من أهم مزاياه، إذ من العسير إرغام إمرأة حامل على الإمتناع عن الطعام لفترة 12 ساعة، مثلما هي الحال مع فحوصات السكري التقليدية. على الرغم من ذلك، من الأفضل أن تكون المراجعة تناولت آخر وجبة (عموماً الفطور) قبل ساعتين من بدء الفحص، الذي ينصب على تناول 50 غراماً من الغلوكوز، في العيادة أو المستشفى.
فمع فحص أوسوليفان، يكفي أن تتناول الحامل كمية بسيطة من سكر الغلوكوز (تحديداً، 50 غراماً)، ثمّ يجرى أخذ عينة من دمها عقب مضي ساعة واحدة من تناولها السكر. وأثناء ساعة الإنتظار هذه، تنصح المراجعة بالراحة والإسترخاء التام، وربّما الإستلقاء في غرفة الفحص أو صالة التقييم (إن توافرتا). في الواقع، لا يجري إلتهام تلك الكمية من السكر إلتهاماً، إنما تقدّم على شكل محلول في الماء، بالغ الحلاوة، تشربه الحامل، ثمّ تنتظر أخذ عينة الدم.
- النتائج:
وتأتي نتيجة الفحص سريعاً، بحيث تمكن الطبيبة من وضع تقدير أولي لحالة المراجعة في ما يخص السكري، وربّما التوصية بإجراء فحوص إضافية، في حالة الشك. وعلى العموم، تتم قراءة معدلات السكر في الدم على النحو الآتي:
* حتى غرام واحد من السكر في كل لتر من الدم: وضع طبيعي، وما من داع للقلق.
* بين غرام واحد و1.3 غرام من السكر في كل لتر من الدم: الوضع طبيعي أيضاً، أغلب الظن. لكن، إذا كانت الحامل في سن 35 أو أكثر، أو تعاني وزناً زائداً قبل الحمل، قد يُنصح بإجراء فحوص إضافية للتأكد.
* بين 1.3 غرام وغرامين اثنين من السكر في كل لتر من الدم: ثمّة شك في التشخيص، يستدعي إعادة الفحص إجبارياً، وذلك بغية التأكد، لكن في هذه المرّة مع تناول كمية 100 غرام من الغلوكوز، وليس 50 غراماً.
* غرامان اثنان من السكر، أو أكثر، في لتر الدم: من دون شك، تعاني المراجعة إصابة بسكري الحمل، تستلزم عناية خاصة ومتابعة دقيقة حتى الولادة.
- ما العمل؟
إذا تبيَّن أنّ نسبة السكر في لتر الدم تتراوح بين 1.3 و2 غرام، تُقرِّر الطبيبة إجراء فحص إضافي، للتأكد. وفي هذه المرة، على الحامل اتباع مراحل متعاقبة معيَّنة، أكثر تنغيصاً من الفحص البسيط السابق، على النحو الآتي:
1- تلتزم المراجعة بتغذية متوازنة من حيث كمية السكريات خلال الأيام الثلاثة التي تسبق الفحص.
2- عشية الفحص، عليها التمسك بفترة صيام 12 ساعة.
3- في الصباح، تؤخذ عينة دم أولى منها.
4- إثر ذلك، تتناول المراجعة 100 غرام من سكر الغلوكوز، محلولة في الماء.
5- ثمّ يجرى أخذ عينة دم منها كل نصف ساعة، على إمتداد ساعتين اثنتين (أي 4 عينات إضافية).
6- تتيح نتائج فحص العينات الخمس توكيد وجود سكري الحمل، أو نفيه.
أمّا في حال إظهار النتائج الأولية وجود 2 غرام سكر أو أكثر في لتر الدم، فتعمد طبيبة الأمراض النسائية إلى إحالة المريضة إلى أخصائي سكري. ويعكف الأخير على متابعتها حتى نهاية الحمل، بمعدل معاينة كل 15 يوماً. وصحيح أنّ العلاج يتوقف على وضع كل حامل، لكن ثمّة خطوط عريضة، تنصب بشكل خاص على وصف حمية غذائية خاصة، قليلة السكريات وغنية بالأسماك، ونصح المصابة بإجراء تمارين رياضية خفيفة. فإن لم تكفي تلك الإجراءات، ربّما يقرر الطبيب وصف إبر أنسولين.
وفي جميع الأحوال، لا داعي للقلق، إذ عقب الولادة تستعيد المصابة وضعها الطبيعي، من حيث نسبة السكر. على الرغم من ذلك، إن بقي وزنها مرتفعاً لمدة طويلة عقب الإنجاب، من الضروري مراجعة أخصائي أمراض السكري. فالإصابة بسكري الحمل تعني أنّ البنكرياس يواجه عبئاً وظيفياً غير قادر على أدائه بصورة صحيحة. وهذا القصور قد يدوم بعد الولادة، ولو بشكل أخف، وينبغي التغلب عليه.
- عواقب سكري الحمل:
لإرتفاع نسبة السكر في الدم أثناء الحمل عواقب مضاعفة، إذ تصيب كائنين حيين اثنين: الأُم وجنينها. فالجنين يتقاسم مع أُمّه دمها. هكذا، تنعكس عليه تلك النسبة الزائدة من السكر في الدم، ما يؤدي إلى تخزينه كميات زائدة من الدهون. وبالتالي، فضلاً عن المشاكل الصحية المعروفة الناجمة عن وجود دهون بكميات مفرطة في الجسم، يصبح الجنين كبيراً أكثر من اللزوم، ما قد يؤدي إلى عسر الولادة.
إلى ذلك، فإن كميات الدهون الزائدة، لدى الجنين، يُجرى تخزين قسم منها في أماكن خطرة للغاية، مثلاً في الحواجز الفاصلة بين تجويفات القلب (البطينين والأذينين). لذا، لا يجب الإستهانة بإرتفاع نسبة السكر لدى الحامل، إذ قد يؤدي ذلك إلى تشوهات خلقية في أعضاء حيوية، منها القلب، وربّما أيضاً حالات وفاة رحمية، فضلاً عن إضطرابات كلوية، وربّما عجز كلوي منذ الولادة. أمّا بالنسبة إلى الأُم الحامل، فلابدّ من أن يفضي إرتفاع نسبة السكر عندها إلى إرتفاع ضغط الدم، وما ينطوي عليه من تداعيات لا تحمد عقباها، فضلاً عن إحتمالات الإضطراب الكلوي.
وينبغي التذكير بأن سكري الحمل يصيب أكثر ما يصيب الحوامل في سن 35 فما فوق، فضلاً عن جميع الحوامل في تلك الفئة العمرية، ولها كيلوغرامات زائدة فوق ذلك، فمن الواجب عليها قطعاً استشارة طبيبة الأمراض النسائية، وطلب إجراء فحوصات السكري، أقله بدءاً من الأسبوع الـ24 من الحمل، ومن الأفضل قبل ذلك.

مقالات متعلقة