اتحاد مدن جودة البيئة لحوض البطوف قرر أن ينقل كل ما يتعلق بعلاقة الدين بالبيئة لمعلمين في مجال العلوم البيئية من اللواء الشمالي وهم من كفر قرع جنوباً حتى طوبا الزنغرية شمالاً
نظمت ادارة المركز البيئي لاتحاد مدن جودة البيئة في حوض البطوف بسخنين لقاء تعليمي لمجموعة من معلمي العلوم البيئية 5 وحدات في المدارس تحت عنوان"الدين والبيئة" بمشاركة كل من الشيخ علي أبو ريا إمام وخطيب مسجد النور في سخنين وقدس الأب صالح الخوري راعي الطائفة الاورثوذكسية في المدينة ومخلص حجوج مركز التثقيف البيئي والارشاد في الاتحاد.
وفي حديث لمراسل موقع العرب مع مخلص حجوج المركز التثقيفي قال :" أن اتحاد مدن جودة البيئة لحوض البطوف قرر أن ينقل كل ما يتعلق بعلاقة الدين بالبيئة لمعلمين في مجال العلوم البيئية من اللواء الشمالي وهم من كفر قرع جنوباً حتى طوبا الزنغرية شمالاً وتهدف لايصال المعلومات المتعلقة بالبيئة والتي لا يتضمنها المنهاج التعليمي خاصة وان المعلمون يدرسون 5 وحدات في علوم البيئة ، وكلنا قناعة أن الوازع الديني في المحافظة على البيئة سيؤخذ بعين الاعتبار عند الطلاب والمواطنين عامة ورأينا أن من الاهمية بمكان استثمار التوجه الديني الاسلامي والمسيحي للطلاب ورأي الدين حول هذه القضية التي أصبحت اليوم ملحة في ظل التلويث البيئي لكل مناحي الحياة".
هذا واستهل اللقاء الشيخ علي أبو ريا الذي تطرق الى المعاني السامية للإسلام الحنيف كون إن تنظيم الأرض واستعمار الإنسان فيها من قبل الله تعالى تستدعي إصلاح الأرض وتطويرها وهو معنى نستكشف منه طلب حماية الأرض وليس المهم أن يحصل الإنسان على لقمة العيش كيفما كان بل المهم أن يحصل على مصادر لعيشه خالية من التلوث والأمراض، وأن القرآن الكريم والاحاديث النبوية والأثر من السلف الصالح هناك قرائن وأحكام التي يستدل منها بالتلميح والتصريح على حماية البيئة والمحافظة عليها.
ثروات طبيعية وإستهلاك البشرية وتطرق الشيخ أبو ريا الى أهمية الآيات القرآنية الناهية عن الإسراف والتبذير على أنها وجهاً من وجوه المحافظة على ثروات الطبيعة وتربية الفرد على التوفير وعدم الاسراف ولو كان بجانب نهر جار فبالتالي يعتبر اسرافاً وإفساداً للخيرات حتى وان استعمل المياه للوضوع فإن استخدامه بكثرة زائدة يعتبر لون من ألوان الإسراف ،كما وأن تلويث الأرض يجعلها غير صالحة لون من ألوان الإسراف ، كما وأن هناك النهي الصريح عن تلويث المياه الجارية والراكدة بفضلات الإنسان .
أما قدس الأب صالح الخوري فأكد أنه بات من الواضح أن النصوص الدينية من القرآن والإنجيل ناظرة إلى المكان الذي يعيش فيه الإنسان مع الموجودات الأخرى ، فإن تنظيم الأرض واستعمار الإنسان فيها من قبل الله تعالى تستدعي إصلاح الأرض وتطويرها وهو معنى نستكشف منه طلب حماية الأرض والمحافظة عليها أمانة أستودعها الله خليفته الإنسان .
فالأرض بكل موجوداتها تشكل بيئة الإنسان ولذلك لا بد من تظافر الجهود وجمع الامكانات والقدرات من أجل مسألة البيئة التي تعني بالنسبة للإنسان لوناً من ألوان وعي وجوده ووعي مصيره ، وينبغي أن تتحول مسألة حماية البيئة إلى قضية تدافع عنها الأنظمة والشعوب كدفاعها عن حقوق الإنسان ولقمة عيشه ، فليس المهم أن يحصل على لقمة العيش كيفما كان بل المهم أن يحصل الإنسان على مصادر لعيشه خالية من التلوث والأمراض تؤمن له حياة مستقرة وتساعده على مواصلة المعركة في الحياة من أجل التقدم والإزدهار ، فإن البيئة السليمة تعني وفرة في الانتاج وهذه الأمور تشكل الأرض الصالحة لبناء المجتمع السليم وهي سابقة في أهميتها لأي نشاط من الأنشطة المتأخرة في الحياة الإجتماعية.
الأديان والأخلاق الإجتماعية واكد الأب صالح أن الأديان في جوهرها هي عقائد ومعتقدات تستند في المقام الأول إلى ركائز أخلاقية يسير عليها المؤمنون في الحياة اليومية وإن إختلفت درجات إيمانهم. فالدين معاملة، كذلك البيئة، هي شأن أخلاقي بإمتياز تفكيراً وتدبيراً بالرغم من التفاوت في درجات الوعي لدى الناس. إذاً التزامنا الديني عامة لا يختلف عن إلتزامنا حماية البيئة بكل أبعادهما لأنهما يلتقيان بطبيعة الحال حول مسألة أساسيّة: توعية الإنسان وحثّه على ممارسات أخلاقية في تعامله مع أخيه الإنسان من دون تفرقة ولا تمييز، ودعوته إلى المحافظة على البيئة الطبيعية التي يعيش عليها ويتغذّى منها.
فهي رجاء صادق ودعوة ملحّة من أجل المحافظة على وجود الإنسان وإستمراره في العيش الكريم على هذه الأرض وحثه على إستغلال ثرواتها الطبيعية بشكل سليم.
وأضاف الاب صالح الخوري:"إن الله ترك في الارض بصمات الإلوهة حتى يعقل الذين لا يعقلون فقد أعطى الله الإنسان البيئة من حوله هبة منه ليس بدون سبب بل بسبب فرادة الإنسان في الخليقة من حيث قدرته على الاعتناء بها وأن الخليقة هي مرآة تجلي الله، من هنا يجب على الإنسان أن يحافظ على هذه المرآة ناصعة صافية،كما وانها تشارك الخليقة في تسبيح وتمجيد الخالق، فالكون يعمل في تناغم وانسجام، والمطالب اليوم أن نسعى جميعاً بتوجيه أفكار الأبناء إلى رفض مبدأ الانتفاع في التعامل مع موارد البيئة وتجاوزه إلى مبدأ تكامل العناصر البيئية.