الصحيفة :في عام 1964 عندما قرر جهاز المخابرات انهاء هذه الوحدة وضع افرادها تحت خيارين، اما الاختفاء نهائيا من الحياة الزوجية والتخلي عن اطفالهم دون توضيح أي شئ لزوجاتهم وتحولهم لعائلاتهم اليهودية
شكل جهاز المخابرات الاسرائيلي "الشاباك" اول وحدة للمستعربين عام 1952 والذي كان يرأسها ضابط المخابرات شموئيل موريا القادم من العراق ، وجند عشر شبان يهود لهذه الوحدة ليكون هدفها جمع المعلومات عن الوسط العربي حال اندلاع حرب جديدة وامكانية اشتراك الفلسطينيين داخل مناطق 48 في هذه الحرب ، وذلك من خلال التخفي كفلسطينيين يعيشون داخل القرى والمدن الفلسطينية .
تعلم اللهجة الفلسطينية
ونشرت صحيفة "يديعوت احرونوت" اليوم الاحد، بعضا من تفاصيل هذه الوحدة التي تم الكشف عنها عام 1964 واتخذ القرار بوقف عملها ، لان المهمة التي اوكلت لهم لم تكن بهذه الاهمية التي اعتقدها جهاز المخابرات ، وقد قام جهاز المخابرات باعداد هؤلاء الشبان والذين كانوا اصلا قادمين من العراق، حيث خضعوا لكورس لتعلم اللهجة الفلسطينية للغة العربية، كذلك تم تدريبهم في احد معسكرات المخابرات القريب من مدينة الرملة ، ومن ثم تم توزيعهم على البلدات والمدن العربية ، باسماء عربية فلسطينية وكأنهم من اللاجئين الذين كان البعض منهم يعود الى مناطق عام 48 في تلك الفترة ، كذلك تم ابلاغ عائلاتهم انهم يعملون في مهمات خاصة لاسرائيل دون ذكر اي تفاصيل، حيث كان مكان سكنهم سريا على عائلاتهم كذلك الزيارات لعائلاتهم كانت تتم في فترات متباعدة ولوقت قصير ومحدود .
واضافت الصحيفة انه بعد سكن هؤلاء المستعربين وسط السكان العرب وبعد مرور الوقت اقام البعض منهم علاقات مع نساء عربيات ، حيث وقف جهاز المخابرات الاسرائيلي امام هذه المشكلة، واعطى حرية الاختيار لعناصر المستعربين لكي يتخذوا القرار المناسب ، مع الاشارة لوجود رأي داخل المخابرات ان الزواج من نساء عربيات سيسهل عليهم المهمة، وهذا ما دفعهم الى الاقادم على الزواج ومن ثم انجاب الاطفال دون الكشف عن شخصياتهم الحقيقية .
المخابرات الاسرائيلي
واشارت الصحيفة الى انه في عام 1964 عندما قرر جهاز المخابرات انهاء هذه الوحدة وضع افرادها تحت خيارين، اما الاختفاء نهائيا من الحياة الزوجية والتخلي عن اطفالهم دون توضيح أي شئ لزوجاتهم وتحولهم لعائلاتهم اليهودية، واما الكشف عن حقيقة شخصياتهم في مسعى منهم للاحتفاظ بابنائهم وزوجاتهم ، حيث قرروا الخيار الثاني والاحتفاظ باسرهم ، وهذا ما دفع جهاز المخابرات لتسفيرهم الى باريس والكشف عن حقيقة الامر هناك .
وقد اشارت الصحيفة للصدمة التي شكلها هذا الكشف على الزوجات والذي ادى الى اخضاعهن الى العلاج النفسي والطبي نتيجة لذلك ، واستمر الامر لبعض الحالات لاشهر حتى استطاعت بعض الزوجات استيعاب ما كان يحدث ، ولم تشر الصحيفة لكافة التفاصيل والتطورات التي حدثت لهذه الاسر، مكتفية انه جرى تهويد بعض الزوجات بعد موافقتهن على البقاء مع اطفالهن وكذلك ازواجهن ، ولكن الامر الذي اكدت عليه الصحيفة ان ابناء هؤلاء المستعربين يعيشون العديد من المشاكل حتى يومنا هذا ، وقليل منهم من استطاع الخروج من نتائج وتداعيات والده اليهودي وعنصر المخابرات الاسرائيلي .