الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 10 / نوفمبر 04:02

بهاء رحال يكتب: عهد التغيير والفيس بوك

كل العرب
نُشر: 06/03/11 18:14,  حُتلن: 08:09

بهاء رحال:

هل لنا أن نشاهد هذه الظاهرة بمعزل عما يجري في العالم وخصوصاً ما خططت له الادارة الأمريكية السابقة وكشفت عنه في معادلة الشرق أوسط الجديد

نجاح الثورات في تونس ومصر وقد استطاعت الاطاحة بانظمة الحكم في كلا البلدين لا يعني أن الفيس بوك هو الذي استطاع ان ينتصر على هذه الانظمة بل انها ارادة الشعوب

هل نستطيع أن نطلق على زماننا بأنه عهد الفيس بوك والتويتر واليوتيوب وغيرها من وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي التي غزت العالم وأصبحت نقطه التقاء رئيسية لا يمكن تجاوزها في زمن السرعة والثورة التكنولوجيه الهائلة التي هزت العالم ؟
وهل يمكن أن نصدق ان رجال الفيس بوك حققوا ما عجز عنه رجالات المعارضة في الدول العربية والذين دفعوا حياتهم وسنوات شبابهم داخل سجون الاعتقال السياسي وقد فشلوا في تحقيق ما قامت به رجالات الفيس بوك ؟

ثورات الفيس بوك
وهل لنا أن نشاهد هذه الظاهرة بمعزل عما يجري في العالم وخصوصاً ما خططت له الادارة الأمريكية السابقة وكشفت عنه في معادلة الشرق أوسط الجديد والفوضى الخلاقة التي بشرت بها إدارة الرئيس الأمريكي السابق على لسان وزيرة خارجيتها آنذاك كوندليزا رايس ؟
وهل يمكن أن تكون ثورات الفيس بوك في المنطقة عفوية بلا تخطيط ولا توجد لها إمتداداتها وارتباطاتها الاقليمية والدولية وليست محسوبة الخطوات ومدروسة التوجه ولا تحظى بدعم الدول الكبرى ؟
وهل لهذه الثورات تاريخ بداية وتاريخ انتهاء ؟ أم أن عجله التغير سوف تستمر وتتنقل من بلد الى آخر حتى تجتاح كل دول المنطقة ثم تعيد الكره من جديد كلما إنتهت دورتها ؟
وهل يمكن لهذه الثورات التي أحدثت تغيراً سواء كان مباشراً كما حصل في تونس ومصر أو غير مباشر كما جرى في معظم الدول العربية التي شهدت إصلاحات ووعود بالاصلاح خوفاً من توسع هذه الظاهرة وانتقالها كما يجري الآن في ليبيا واليمن والبحرين ، وهل يمكن لها أن تستمر لتشمل كل دول المنطقة دون استثناء ؟ أم أنها ستتوقف عند حدود عروش وحكام معينة لا تمسسهم وسيبقوا على كراسيهم متحنطين وستشفع لهم القواعد الأمريكية الموجودة على أراضي بلدانهم ؟

زمن رحيل الحكام
قيل الكثير عن هذه الظاهرة ، وكتب الكتاب مئات الأطنان من الورق عن هذه الظاهرة الجديدة التي غزت عالمنا العربي واستطاعت ان تؤدي نتائجها بفعالية وبوقت قياسي ، وفعلت ما انتظرته الشعوب أن يحدث لأكثرمن ستين عاماً ، حتى أتى زمن رحيل الحكام وفرارهم عن السلطة وتركهم مجبرين لسدة الحكم التي تكرشوا بها ، وصار الرؤساء يتزاحمون الى الهجرة وتبدلت الصورة بعد أن كانت الهجرة سمة الشعوب التي كانت تهاجر من بطش أجهزة أمن الحاكم وطلباً للعلم الممنوع وثقافة الإنقتاح المحرمة على شعوب المنطقة خوفاً من التمرد على الحاكم المتخم بالسلطة الذي لم يرضى بتبادل الادوار ولا بالديمقراطية كأساس للتداول السلمي للسلطة وظل يرى نفسه أحد ركائز الدولة التي لا يمكن أن تتغير أو تتبدل بل تتوارث جيلاً بعد جيل في مشهد ظل سائداً لعقود طويلة خلت حتى أتت هذه الثورات المختلفة بالشكل والنتيجة وخلعت هذه الأنظمة وكشفت هشاشتها وضعفها وعدم قدرتها على مجابهة إرادة الشعوب.

نجاح الثورات
نجاح الثورات في تونس ومصر وقد استطاعت الاطاحة بانظمة الحكم في كلا البلدين لا يعني أن الفيس بوك هو الذي استطاع ان ينتصر على هذه الانظمة بل انها ارادة الشعوب التي لا يمكن ان تقهرها اي قوة او سلطة حكم ، ولان هذه الارادة الموجودة فعلاً في الميدان ظلت منسية لعقود ومختزلة بلا اي ارادة ، فيمكننا القول بان الفيسبوك وما شابهه من مواقع اجتماعيه واعلامية كانت الاداة الانجح لبث الروح من جديد في هذه الارادة التي كانت مصلوبة على خشبة بطش الحاكم وسطوته.

مقالات متعلقة