الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 10 / نوفمبر 05:02

جامعة عمان الأهلية تكرّم عائلة المرحوم محمد مصطفى أبو شقرة بشهادة تخرج نجلها

ابراهيم ابوعطا مراسل
نُشر: 09/03/11 21:36,  حُتلن: 10:56

الطالب المرحوم محمد أبو شقرة، كان يدرس في كلية العلوم الإدارية والمالية في مجال التسويق، ووافته المنية قبل فترة وجيزة

بادرة هي الأولى من نوعها في الجامعات الأردنية

أبو شقرة:" أقولها وبكل صدق إن ما رأيناه من رعاية وحفاوة من قبل الجامعة، أعطانا أكثر ممّا نستحق"

ليس بالموقف المألوف أن يتخرج طالب من جامعته وينال شهادة الإنهاء، بعد وفاته، فالدلالة الرمزية للحدث تغني عن الكلام، وتأثيراتها النفسية والوجدانية على ذوي هذا الطالب ستترك كذلك مفاعيلها على الموقف المهيب.
المكان، كان قاعة "المرينا" في جامعة عمان الأهلية في الأردن، والمناسبة كانت الاحتفال بتخريج الفوج الثامن عشر، وذلك يوم السبت الأخير، وكان المحروم محمد مصطفى عبد أبو شقرة، هو الطالب الحاضر الغائب في حفل تخريجه.


وفاضت قاعة الاحتفال بآلاف الخريجين وذويهم، بيد أن الأنظار كانت مسلطة على الوفد القادم من مدينة أم الفحم، وضم مصطفى عبد أبو شقرة- والد محمد- والعشرات من أفراد العائلة والأصدقاء، وكان من بينهم ممثل بلدية أم الفحم مصطفى غليون نائب رئيس البلدية، جاؤوا جميعا للاحتفال بتخريج المرحوم محمد الذي طالته يد الغدر في تاريخ 26.6.2010.
وكانت لحظة تتويج محمد، استثنائية بامتياز، زادتها رهبة، الكلمات التي انتقاها عريف الاحتفال، عند دعوته مصطفى أبو شقرة لاستلام شهادة تخريج نجله المرحوم ودرع وفاء وعزاء من الجامعة مشاركة منها بمصاب العائلة.
وقال عريف الحفل، وسط صمت لف القاعة" إن المرحوم الخريج تميز بأخلاقه وصفاته التي شهد لها الجميع، والجامعة تقدر مشاركة عائلة المرحوم في هذا الحفل، والتي أبت رغم مهابة الحدث، إلا أن تكون حاضرة وفاء لمحمد وأصدقائه من الخريجين".
وصعد مصطفى أبو شقرة إلى منصة التتويج، فيما وقف آلاف الحضور لتحيته، ثم استلم شهادة تخريج نجله ودرع الجامعة من رئيسها الدكتور ماهر سليم، وكانت اللحظة مفعمة بالألم والدموع التي انهمرت من عيون الأقرباء والأصدقاء وحتى أولئك الذين لم يعرفوا المرحوم ولم يلتقوه أبدا.
وفي حديث لموقع العرب وصحيفة كل العرب مع مصطفى أبو شقرة قال:" لا شك أن اللحظة أقرب ما تكون إلى يوم تشييع محمد إلى مثواه، من حيث وقعها وتأثيرها علينا كأفراد عائلة المرحوم، ولكنها أيضا كانت متوجة بمعاني الوفاء للمرحوم، ولن ننسى أبدا هذه البادرة وعمق دلالاتها، وإنني أنتهز الفرصة لأتقدم باسم عائلتي، بالشكر الجزيل لإدارة الجامعة فردا فردا، وأخص بالذكر الأخ الدكتور ماهر سليم –رئيس الجامعة، على ما أبداه من عناية في هذا الموضوع".



الشهامة والأصالة العربية
وأضاف أبو شقرة:" أقولها وبكل صدق إن ما رأيناه من رعاية وحفاوة من قبل الجامعة، أعطانا أكثر ممّا نستحق". ويتابع مصطفى أبو شقرة بلسان الأب الثاكل:" كان محمد يقول لي ولوالدته أريدكم أن تحضروا حفل تخريجي لأنني لن أكون حاضرا، وكان يكرر هذا الكلام، فيما وأنا ووالدته نأخذه من باب المزاح، ولكن يبدو ان محمدا كان يعرف ما يقول".
من جانبه اعتبر مصطفى غليون-نائب رئيس بلدية أم الفحم-والذي كان حاضرا في حفل تخريج محمد- أن الخطوة المباركة التي قامت بها جامعة عمان الأهلية، تستحق كل التقدير والثناء، باعتبارها الأولى من هذا النوع على صعيد جامعات الأردن.
وأضاف:" جئنا وباسم بلدية أم الفحم، لنشارك أبا العبد باستلام شهادة نجله المرحوم، ونكرر شكرنا الجزيل لكل من ساهم بإخراج هذا الأمر إلى حيز التنفيذ، ونخص بالذكر الدكتور ماهر سليم –رئيس الجامعة، الذي تصرف بمنتهى الشهامة والأصالة العربية وكان حاضرا لتقديم كل ما يلزم من أجل مواساة العائلة ومشاركتها مصابها". بقي أن نشير أن الطالب المرحوم محمد أبو شقرة، كان يدرس في كلية العلوم الإدارية والمالية في مجال التسويق، ووافته المنية قبل فترة وجيزة من إتمام بعض المساقات اللازمة لإنهاء دراسته وتخرجه.

مقالات متعلقة