الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 10 / نوفمبر 05:02

إنتبهي! حاسة السمع لدى طفلك تتأثر بالأصوات

أماني حصادية- مراسلة
نُشر: 14/03/11 12:39,  حُتلن: 12:42

فقدان السمع الناتج من الأصوات المزعجة غير قابل للعلاج، لأنّ التلف يصيب الأعصاب السمعية

سماع الطفل للأصوات المختلفة وتمييزها يعد أمراً مهماً لنموه العقلي والذهني، ولإبداعه وإبتكاره في المستقبل

أطفال إحدى المدارس الواقعة بجوار طريق سريع للسيارات يتأخرون عن غيرهم ممن يدرسون في مدارس بعيدة عن الضوضاء بمقدار سنة كاملة

تعرض الأطفال الأقل عمراً لاسيما في السنة الأولى من العمر بشكل مستمر للأصوات المزعجة يؤدي إلى تأخرهم في التطور الحسي والحركي، والقدرة على التمييز

الأصوات المختلفة جزء من حياة الأطفال منذ الولادة حتى الطفولة المتأخرة. في المنزل يواجه الطفل صراخ إخوته وأصوات التلفاز، والخلاط، والمكنسة الكهربائية. ومن الشارع يسمع أصوات السيارات والشاحنات والحفارات والطائرات وغيرها من الآلات. السؤال الآن: ألا يحمل ذلك ضرراً على سمع الطفل؟ والجواب نعم. إنّ سماع الطفل للأصوات المختلفة وتمييزها يعد أمراً مهماً لنموه العقلي والذهني، ولإبداعه وإبتكاره في المستقبل، بل لنمو ملكته اللغوية والتعبيرية. لكن إرتفاع الأصوات يؤثر سلباً على تلك الجوانب.


فقد كشفت الإحصاءات إرتفاع معدل الإصابة بضعف السمع، أو فقدانه بين الأطفال. كما تؤثر تلك الأصوات سلباً على قدرة الطفل على الفهم والتلقي. في بحث أجري في الولايات المتحدة لدراسة مستوى القراءة عند الأطفال في المرحلة الإبتدائية تبين أن أطفال إحدى المدارس الواقعة بجوار طريق سريع للسيارات يتأخرون عن غيرهم ممن يدرسون في مدارس بعيدة عن الضوضاء بمقدار سنة كاملة. تجربة مماثلة أجريت لإختبار القدرات الذهنية في حل المشكلات وإجراء المقارنة بين طلاب مدرستين. المدرسة الأولى تقع بالقرب من مطار لوس انجلس الدولي، والأخرى تقع في منطقة معزولة عن الضوضاء، طلاب المدرسة الأولى فشلوا في حل بعض المسائل أكثر مما فعل أقرانهم في المدرسة الأخرى. كما أظهرت الدراسات أن تعرض الأطفال الأقل عمراً لاسيما في السنة الأولى من العمر بشكل مستمر للأصوات المزعجة يؤدي إلى تأخرهم في التطور الحسي والحركي، والقدرة على التمييز. ويعزو العلماء ذلك إلى أنّ الأصوات المزعجة تتداخل مع عملية التواصل مما يخلق صعوبة لدى الطفل في التركيز والإنتباه، تماماً كما يحصل في حالة الخوف والفزع عند الكبار، فيتسارع التنفس وضربات القلب وتستنفر أعضاء الجسم لهذا الإزعاج كرد فعل طبيعي.

الأصوات المزعجة
ولا يتضح الآن إذا ما كان أثر الأصوات المزعجة على المخ يستمر أم يمكن تفاديه بالتعليم، ويزول مع نمو الطفل وتطوّره. لكن ما هو مؤكد أن فقدان السمع الناتج من الأصوات المزعجة غير قابل للعلاج، لأنّ التلف يصيب الأعصاب السمعية والأعصاب – كما هو معروف – متى تلفت لا يمكن أن تعود سليمة، النهايات العصبية في قوقعة الأذن الداخلية التي تنقل الأصوات إلى المخ عبارة عن شعيرات دقيقة تتحرك لأدنى تغير في الموجات الصوتية. والأصوات العالية قد تؤدي إلى تلفها أو موتها، وفي هذه الحالة لا يكون هناك أمل في رجوعها مرّة أخرى.

الأصوات عالية جدّاً
كما يختلف تأثير الأصوات حسب مدة التعرض للأصوات المزعجة. فالتعرض لأصوات عالية جدّاً لفترة قصيرة يعادل في ضرره التعرض لأصوات أقل إزعاجاً ولكن لفترة طويلة.
فمثلاً التعرض لصوت إنفجار المفرقعة النارية يعادل في تأثيره التعرض لصوت منشار كهربائي لثماني ساعات متواصلة.

ما هو حد الصوت غير المؤذي للطفل الذي يحافظ على سلامة سمعه؟
إنّ الحد الأعلى للألعاب الناطقة هو 90 ديسيبل (وحدة قياس مستوى الصوت). أمّا الأصوات الأخرى في البيت – لاسيما التي تستمر لفترة طويلة – فلابدّ من إبعاد الطفل عنها. ولتوضيح مستويات الصوت هذه بعض الأمثلة:
60 ديسيبل – المحادثة العادية.
70 ديسيبل – صوت المكنسة الكهربائية.
80 ديسيبل – صوت مرور السيارات المزدحمة.
95 ديسيبل – صوت المفرقعة النارية على بعد 10 أقدام.
110 ديسيبل – صوت بكاء الطفل.
140 ديسيبل – صوت إقلاع الطائرة.

مقالات متعلقة