حصيلة المواجهات التي وقعت بين قوات الأمن والمتظاهرين في عدة مدن سورية الجمعة 29-4-2011 بلغت 24 قتيلا فضلا عن إصابة العشرات
دبلوماسي غربي:
"إذا كانت الاحتجاجات حاشدة فسيشكل هذا انتكاسة جديدة للنظام الذي أرسل الجيش إلى المدن بغرض واحد هو قمع الناس"
شاحنات الحرس الجمهوري السوري المسلحة بالرشاشات والتي تحمل جنودا في زي القتال قامت بدوريات على الطريق الدائري حول دمشق قبل صلاة الجمعة اليوم
أفاد حقوقيون سوريون بأن حصيلة المواجهات التي وقعت بين قوات الأمن والمتظاهرين في عدة مدن سورية الجمعة 29-4-2011 بلغت 24 قتيلا فضلا عن إصابة العشرات. وقالت منظمة سواسية السورية لحقوق الانسان إن القوات السورية قتلت بالرصاص 24 مدنيا على الاقل بينهم طفلان. وأضافت المنظمة التي يمولها المحامي المحتجز مهند الحسني إن لديها أسماء القتلى الذين لقوا حتفهم في درعا وحمص واللاذقية وبلدة القدم بالقرب من العاصمة دمشق. وإلى ذلك، أكد مسؤولون أمريكيون الجمعة أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما وقع امرا تنفيذيا بعقوبات جديدة على المخابرات السورية واثنين من اقارب الرئيس السوري.
ذكر ناشطون ان آلاف السوريين تظاهروا اليوم الجمعة ضد النظام السوري وخصوصا في دمشق وحمص (وسط) وبانياس (شمال غرب) والمناطق ذات الغالبية الكردية متحدين طلب السلطات الامتناع عن التظاهر. وقال ناشطون ان متظاهرين تجمعوا في حي الميدان في دمشق بعد دعوات الى "جمعة غضب" في جميع انحاء البلاد.
القوانين المرعية
وفي سقبا قرب العاصمة قال شاهد عيان ان آلاف السكان نزلوا الى الشوارع للدعوة الى اسقاط النظام. وفي حمص هتف آلاف الاشخاص "يسقط النظام" حسب لقطات فيديو تم بثها مباشرة على الانترنت. اما في بانياس فقد تظاهر حوالى عشرة آلاف شخص، كما ذكر ناشطون في حقوق الانسان. وقد دعت السلطات السورية المواطنين الى الامتناع عن التظاهر" اليوم الجمعة بعد دعوات الى "جمعة غضب" في جميع انحاء البلاد، محذرة من انها ستطبق "القوانين المرعية". ودعا "شباب الثورة السورية" على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" الى التظاهر في يوم "جمعة الغضب" ضد النظام وللتضامن مع درعا. وقال شاهد أن شاحنات الحرس الجمهوري السوري المسلحة بالرشاشات والتي تحمل جنودا في زي القتال قامت بدوريات على الطريق الدائري حول دمشق قبل صلاة الجمعة اليوم.
انتكاسة جديدة للنظام
وقال شاهدان آخران إن وحدات أمن مختلفة وشرطة سرية تمركزت في نقاط تفتيش بالعاصمة السورية وإن المدينة منقطعة عن الضواحي والمناطق الريفية كما انقطعت الاتصالات والكهرباء عن مراكز حضرية وبلدات تحدت تحذيرات من تنظيم احتجاجات مناهضة للحكومة. وكانت قوات الحرس الجمهوري قد انتشرت في ضاحية دوما في وقت سابق من هذا الأسبوع وأرسل الرئيس بشار الأسد الفرقة الميكانيكية الرابعة بقيادة شقيقه ماهر الأسد لضرب مدينة درعا التي انطلقت منها الاحتجاجات على حكم الأسد الممتد منذ 11 عاما.
وصرح دبلوماسي غربي كبير بأنه على الرغم من انتشار الجيش فإن الاحتجاجات قد تخرج في أنحاء سوريا بعد صلاة الجمعة وهي المناسبة الوحيدة التي يسمح فيها للسوريين بالاحتشاد بأعداد كبيرة. وقال الدبلوماسي "إذا كانت الاحتجاجات حاشدة وأظن انها ستكون كذلك فسيشكل هذا انتكاسة جديدة للنظام الذي أرسل الجيش إلى المدن بغرض واحد هو قمع الناس". وأضاف: "النظام محبط بالفعل من الطريقة التي تجري بها الحملة العسكرية. درعا تقاوم".