الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 10 / نوفمبر 05:02

الكلية الارثوذكسية في حيفا تستضيف الشاعر حنا ابو حنا في محاضرة مميزة لطلاب العواشر

كل العرب
نُشر: 09/05/11 10:19,  حُتلن: 10:27

حنا أبو حنا تطرق في محاضرته بسرد تمهيديّ لبداياته في مجالِ التعليم في الكليّة والذي كان هو من مؤسّسيها ومن أوائل المعلمين فيها، وعيّن مديرًا لها عام 1974

 الأديب تحدث عن الحياةِ الاجتماعيّة والتدريسيّة في الكليّة وعن المصاعب التي واجهت لجنة المعارف والهيئة التدريسية من قبل أوساطٍ مختلفة، تمكّنت لجنة المعارف الأرثوذكسية والهيئة التدريسية من مواجهتها بمثابرةٍ وجدية

إدوار شيبان مدير الكلية:

حنا أبو حنا أسم لامع في تاريخ الكلية الأرثوذكسية، فهو من أرسى فيها حب اللغة العربية وهو من قادها مديرا فترة طويلة من الزمن. وهو أسم لامع في فلسطين حيث عبّر عنها بأشعاره وكتاباته وما زال حتى اليوم. ننفعل من جديد كلما التقينا بك ونأمل لك طول العمر ودوام العطاء

استضافت الكليّة الأرثوذكسية العربية في حيفا بتاريخ 2011/5/5 الشاعر والأديب الكبير حنا أبو حنا في لقاءٍ مميزٍ شارك فيه طلاب صفوف العواشر في الكليّة.  استهلّ اللقاءَ مدير الكليّة الأستاذ إدوار شيبان حيث رحّب بالضيف الكبير قائلا: "حنا أبو حنا أسم لامع في تاريخ الكلية الأرثوذكسية، فهو من أرسى فيها حب اللغة العربية وهو من قادها مديرا فترة طويلة من الزمن. وهو أسم لامع في فلسطين حيث عبّر عنها بأشعاره وكتاباته وما زال حتى اليوم. ننفعل من جديد كلما التقينا بك ونأمل لك طول العمر ودوام العطاء". ثم ألقت الأستاذة بادرة مرشي مركّزة اللغة العربية كلمة مميزة عرّفت من خلالها على الأديب أبو حنا وقالت فيها: "تمخّضت الأمّ عام ألفٍ وتسعمائةٍ وثمانيةٍ وعشرينَ في قرية "الرينة" قضاء الناصرة لتلد الشاعر والأديب والمربّي والمعلّم والأب. قال عنه محمود درويش : "منه تعلّمنا تُرابيّة القصيدة".

وصفه النقّاد بأنّه "زيتونة فلسطين"، فهو قديم العهد عميق الجذور، وافر الظلّ، دائم العطاء. هو ابن الجليل الذي امتدّت جذوره عميقة في الأرض، باحثة في تربتها الثقافيّة عن جذور ممتدّة في أعماق تاريخها. ينتمي إلى هؤلاء الذين يحملون شعلة الفكر وهّاجةً ومصابيح الثقافة وضّاءةً فيبدّدون بشعاعها عتمة ليلها ويعبدّون بنورها طريقَ نهارها. إنّه من الجيل الذي نتشرّف بالانتماء إليه والذي يمثــل حلقة من حلقات تاريخ أمّـتنا الطويل، جهودهُ جبّارة في صناعة التراث الثقافي وصقله وإخراجه للإنسانيّة جمعاء صافيًا نقيًّـا. حنّا أبو حنّا هو من عجزت لغتي عن إيجاد كلماتٍ وتعابير تفيه حقّه، شاعر من شعراء المقاومة الفلسطينيّة وواحد من الموثـقِين للتراث الفلسطينيّ درس في الكليّة العربيّة في القدس وفي جامعتي حيفا وتل-أبيب.

روائع السير الذاتيّة
عمل في سلك التعليم، كان مديرًا للكليّة الأرثوذكسيّة العربيّة في حيفا، ومحاضرًا في جامعة حيفا والكليّة العربيّة لإعداد المعلّمين. كان أحد مؤسّسي مجلة الجديد عامَ ألف وتسعمائةٍ وواحدٍ وخمسين ومؤسّس مجلّة الغد عامَ ألفٍ وتسعمائة وثلاثة وخمسين. والمحرّر المسؤول لمجلّة "مواقف" الثقافيّة. حاز على وسام القدس عامَ ألفٍ وتسعمائةٍ وواحدٍ وتسعين للإبداع الشعريّ، وجائزة فلسطين عامَ ألفٍ وتسعمائةٍ وتسعةٍ وتسعينَ لسيرته الذاتيّة "ظل الغيمة" حيث أجمع النقّاد والباحثون أنّها رائعة جديدة تُضاف إلى روائع السير الذاتيّة في أدبنا العربيّ، إنّها السيرة الفلسطينيّة الأعمق والأجمل، إنّها سيرة الطفل الفلسطينيّ "يحيى" الذي يشبه الآخرين ولا يشبههم، إنّها سيرة جيل بكامله. له العديد من المجموعات الشعريّة: نداء الجراح- 1969، قصائد من حقيبة الصبر – 1988، تجرّعت سُمّكَ حتّى المناعة – 1990، عرّاف الكرمل – 2005، ومجموعة شعريّة للأطفال بعنوان راعي البراعم، ودراسات أدبيّة: عالم القصّة القصيرة – 1979، روحي على راحتي: ديوان عبد الرحيم محمود – تحقيق وتقديم 1985، دار المعلّمين الروسيّة – 1994 (رحلة توثيق في دور المدارس الروسيّة في النهضة الفكريّة والثقافيّة الفلسطينيّة)، رحلة البحث عن التراث – 1994 ، الأدب الملحمي، ديوان الشعر الفلسطيني، طلائع النهضة في فلسطين – 1997. له أيضا ترجمات: ألوان من الشعر الروماني – 1955، ليالي حزيران – رواية مترجمة عن الأدب الروماني 1951، وأدب السيرة: ظل الغيمة – 1997، خميرة الرماد – 2004، مهر البومة – 2004".

الحفاظ على التراث
تطرق الأديب حنا أبو حنا في محاضرته بسرد تمهيديّ لبداياته في مجالِ التعليم في الكليّة والذي كان هو من مؤسّسيها ومن أوائل المعلمين فيها، وعيّن مديرًا لها عام 1974. تحدث الأديب عن الحياةِ الاجتماعيّة والتدريسيّة في الكليّة وعن المصاعب التي واجهت لجنة المعارف والهيئة التدريسية من قبل أوساطٍ مختلفة، تمكّنت لجنة المعارف الأرثوذكسية والهيئة التدريسية من مواجهتها بمثابرةٍ وجدية.
أبرزَ الأديبُ حنا أبو حنا وبشكل جليّ في محاضرته العلاقةَ الإنسانيّة والوطنية بين العائلة الأرثوذكسية وجمهور طلابها والتي تجسّدت في الزيارات العديدة للقرى والبلدات العربية، وتحدثَ عن دورِ الكليّة في مجتمعنا العربي كمثقفة ومهيئة للجيل في جميع مجالات الحياة. بعدها تطرقَ الأديبُ لسيرتهِ الذاتيّة من خلال كتابه "ظلّ الغيمة"، وأتحفَ الحضور بقراءاتٍ شعريّة أبرزها قصيدة "من وراء القضبان" من مجموعته "نداء الجراح".
تخللت المحاضرة فقرة فنية من الفيروزيات قدّمها الفنان درويش درويش على العود وغناء الفنانة رنا خوري.  في نهايةِ اللقاء شدّد الأستاذ والأديب حنا أبو حنا على أهميةِ دور جميع الأفراد في مجتمعنا العربي بما فيهم تلاميذه في إكمال المسيرة والحفاظِ على التراث.  اختتم الأستاذ فضيل سعيد مركز الفعاليات الاجتماعية اللقاءَ بكلمةٍ جاء فيها: "أوردت المعلمة بادرة في البدايةِ أنّ الشاعرَ الكبير محمود درويش تعلّم من الأستاذ حنا أبو حنا ترابيّة القصيدة، ونحن اليوم نكرّر ونقول بصدقٍ أنّنا تعلمنا منك ترابيّة الأمانة، الوطنية والكرامة. إن وجودك معنا اليوم هنا هو دلالة على إخلاصك لشعبك ولوطنك، وهو رسالة أردت التأكد عبرها من حفاظنا على المسيرة وعلى ثقافة شعبنا...أطال الله عمرك". 


 

مقالات متعلقة