*سجال مستمر ولغط كبير بين الجبهة والتجمع
*ايمن عودة: "دعوتنا للمشاركة في مظاهرة حددت مواقفها وعين موعدها سلفا جاء من باب إسقاط واجب"
*عوض عبد الفتاح:"التجمع كان المبادر لشعار مشترك بين كل القوى السياسية وللمواقف والمطالب المتمثلة بكسر الحصار والدعوة لإنهاء الانقسام الداخلي"
*عبد عنبتاوي: المبادرات الحزبية هامة وحيوية لا نرى فيها أي التفاف أو تجاوز أو تخط للجنة المتابعة"
فيما يتواصل العدوان على قطاع غزة المحاصر، وفي ظل تفشي الفقر واستمرار سياسة الاغتيالات ومصرع الفلسطينيين قادة وشعبا، ووفاة العشرات خضوعا للمرض لنقص الغذاء والأدوية، يزداد اللغط بين الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة والتجمع الوطني الديمقراطي،على ضوء المظاهرة المقرر إجراؤها غدا السبت في مدينة الناصرة تحت شعار "معا نكسر الحصار" والتي دعت إليها الأحزاب والقوى السياسية الفاعلة في المجتمع العربي في البلاد.
فالمظاهرة التي ستطلق صرخة مدوية لفك الحصار عن غزة، ستشهد مشاركة واسعة للأحزاب والأطر السياسية المختلفة ما عدا الجبهة، التي عبرت عن استيائها الشديد من أسلوب تنظيمها مدعية استثنائها المتعمد من الاجتماعات التي سبقت الإعلان عنها، وعن مواقف وطنية وحدوية ستتجلى بشعارات سترفع خلالها مطالبة بكسر الحصار وإدانة المتواطئين مع الحصار عربا وفلسطينيين ودعوة لإنهاء الانقسام الداخلي والبدء بحوار غير مشروط.
ما السبب الذي يقف من وراء عدم مشاركة الجبهة في المظاهرة؟
في حديث مع عدد من الشخصيات الجبهوية القطرية لاستيضاح مآخذ الجبهة على الأحزاب العربية والأطر السياسية المبادرة لتنظيم المظاهرة، علمنا أنها تبدأ بالأساس من الانطلاق ببلورة الفكرة والمواقف وتطبيقها ميدانيا دون إشراكها (الجبهة).
ايمن عودة سكرتير الجبهة
في هذا السياق يقول ايمن عودة سكرتير الجبهة في حديث لموقع العرب:"من يحاول تحييد الجبهة عمدا نعتبره طرفا لا يسعى نحو الوحدة الوطنية لشعبنا. لقد استأنا من وصول دعوة الينا من قبل التجمع، جاء فيها أنه اجتمع ونسق مع الحركة الإسلامية بشقيها الشمالي والجنوبي وأبناء البلد، لتنظيم المظاهرة بعد الاتفاق على المواقف كاملة، وبالتالي نرى بدعوتنا للمشاركة فيها بعد الاتفاق على تنظيمها وموعدها ومواقفها سلفا من باب إسقاط الواجب لا أكثر".
وتابع ايمن عودة حديثه قائلا:" للأسف الشديد هناك من يزاود على مواقف جماهيرنا التي تصر على حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة ونأسف على التجاهل المتعمد للجبهة وهي القوة الأساسية التي ناضلت وما زالت تناضل ضد الاحتلال منذ عشرات السنين".
وتعميقا لمغزى أقواله قال ايمن عودة حول عدم مشاركة الجبهة في المظاهرة يوم غد في الناصرة:"لا يمكن ان تدعى الجبهة بدون التنسيق المسبق. حتى من الناحية التنظيمية لا يمكن للجبهة أن تجند كوادرها في يوم واحد لأن في ذلك خطوة غير جدية بتاتا".
عوض عبد الفتاح سكرتير التجمع الوطني الديمقراطي
عوض عبد الفتاح:"الجبهة لم تتابع الاتصال بأبناء البلد حول المظاهرة"
في رده على أقوال ايمن عودة قال عوض عبد الفتاح سكرتير التجمع الوطني الديمقراطي إن لا احد يسعى الى تهميش احد، مشيرا الى ان المبادرة لتنظيم المظاهرة انطلقت بالأساس بالتوازي.
وشرح عوض عبد الفتاح موقف التجمع بقوله:"هنالك قوة سياسية موجودة على الساحة عليها أن تلعب دورها البارز. في هذه المسألة تحديدا ارتأينا لتنظيم حملة لكسر الحصار عن غزة بدأت بالتوازي في التجمع وأبناء البلد كل على حده. ففي الوقت الذي ناقش التجمع خطواته التي كان من المفروض أن يصادق عليها مكتبه السياسي، وصلتنا رسالة من أبناء البلد وعلمنا في الوقت نفسه أنها أرسلت الى كل الأحزاب ومن بينها الجبهة التي كما علمنا من أبناء البلد أنها (الجبهة) لم تتابع الاتصال معها".
وأضاف عبد الفتاح:"بعد أسبوعين من تلقينا الرسالة عقد اجتماع تلته سلسلة من الاجتماعات وقطعت القوى السياسية المشاركة مشوارا في التنسيق وكان التجمع المبادر لشعار مشترك بين كل القوى السياسية وللمواقف والمطالب المتمثلة بكسر الحصار والدعوة لإنهاء الانقسام الداخلي والبدء بحوار غير مشروط وإدانة المتواطئين مع الحصار عربيا وفلسطينيا، وقد أرسلنا رسالة الى الجبهة حول المظاهرة والحملة المنظمة تحت هذه الشعارات فجاء ردها الرافض للمشاركة".
وقال عبد الفتاح:"إن هذه مبادرة أولى من نوعها تأتي في سياق الجهود لرفع مستوى التنسيق المنهجي بين الأحزاب السياسية، وهذا عمل لا يعتبر بديلا عن نشاط ودور لجنة المتابعة إنما إضافة الى نشاطها ودورها".
عبد عنبتاوي مدير مكتب لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في البلاد
هل عدم إشراك لجنة المتابعة في قرار المظاهرة هو إنتقاص لدورها وتأثيرها السياسي؟
من الأسئلة الهامة المثيرة للجدل في أعقاب تنظيم المظاهرة المناهضة للاحتلال والداعية لفك الحصار على قطاع غزة، هي المتعمقة في تأثير لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية ودورها فيها علما بأنها لم تجلس حول طاولة الاجتماعات التي سبقت الإعلان عنها.
حول ذلك سألنا عبد عنبتاوي مدير مكتب لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في البلاد فرد بقوله:" نحن نعتقد أن المبادرات الحزبية لا سيما مظاهرة يوم السبت القادم احتجاجا على الحصار الإسرائيلي الأمريكي لقطاع غزة وأهلنا وشعبنا، ومواصلة العدوان الإسرائيلي والمجازر اليومية والقتل من ناحية، والمبادرات الحزبية الأخرى كما يتجلى ذلك بسلسلة التظاهرات التي تنظمها الجبهة ضد الاستيطان في جبل أبو غنيم، هي مبادرات هامة وحيوية لا نرى فيها أي التفاف أو تجاوز أو تخط للجنة المتابعة، ولا تتعارض مع مواقف وقرارات لجنة المتابعة العليا والقرارات الجماعية الوحدوية للجماهير العربية وقياداتها الوطنية المتمثلة بسكرتارية لجنة المتابعة العليا، لان المتابعة كانت ولا زالت تدعو بشكل واضح لذلك".
وأضاف عبد عنبتاوي:"الفعل الوحدوي الجماعي للجماهير العربية بكل قواها الوطنية في مواجهة المخططات الإسرائيلية الأمريكية تجاه شعبنا الفلسطيني هو الحالة الأمثل والأسمى، لكن ذلك لا يتعارض مع ما دعته عدة مرات وفي عدة مناسبات لجنة المتابعة العليا الى تحريك عجلة الفاعلية الشعبية الحزبية القطرية في مواجهة السياسات الإسرائيلية ضد شعبنا الفلسطيني، إن كان ذلك في قطاع غزة من ناحية كما يتجلى في مظاهرة يوم غد السبت، وإن كان ذلك ضد الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية كما يتجلى ذلك في مظاهرات الجبهة المناوئة للاستيطان في جبل أبو غنيم. أي أن هنالك نوعا من الانسجام تجاه هذه القضايا لا يتعارض مع الفعل الوحدوي القطري العام، ونحن نرحب وندعم كل مبادرة في هذا الاتجاه ونفضل ان تكون هذه الحالة جماعية قطرية واحدة، لان هنالك حاجة لتصعيد الحراك الشعبي في الظروف الراهنة لمواجهة السياسية الإسرائيلية الأمريكية".
وسيلقي كل من الشيخ رائد صلاح عن الحركة الإسلامية الشق الشمالي والشيخ ابراهيم صرصور عن الحركة الإسلامية الشق الجنوبي وعوض عبد الفتاح عن التجمع وراوية شنطي عن أبناء البلد كلمات ضمن فعاليات المظاهرة وحملة "معا نكسر الحصار".