في تلك الليلة كنت مثل الطفل الصغير الذي لا يملك والدين، أخاف ...
كانت الليلة مخيفة أمطارها تجري عواصفها تحبو ورعدها يصرخ نظرت من النافذة المكشوفه الى البحر رأيته هائج غامق اللون .
بدأت اسأله : لماذا أنت حزين ؟
فأجاب بغضب: الشتاء الا تعرفيه ؟؟؟
قلت : لا.
- يا لك من مجهولة تعيشين في الكون والحياة ولم تكاشفي الشتاء هذا.
- حسنا ما هو ؟ قل لي؟
- هو الشتاء الذي يموت به الرجال المتوسطين في العمر . فأنا اقول لك ان الخريف بالنسبه لي هو موت العجائز والربيع هو موت الشباب .
الصيف هو موت الأطفال والشتاء هو فصل الموت الحاد كالسكين التي تمزق الشرايين، موت الرجال الذي بعد أن عشنا معهم عمر طويل مزدهر وبعدها تفقده لذلك انا حزين.
سأسرد لك قصه الآن إسمعيها وإفهميها!
كان يوما من فصل الصيف الحارة الذي توجه لي رجل تحت الشمس الذهبية الساطعة التي تجلس على جبين السماء.
فتكلم معي أن طفله الصغير الرضيع قد سافر الى الحياة الأخرى وتألم .
بدأت أندمج معه كالصديق مع صديقه بكلامه وضحكاته .
فكنت جالسة على مضيق من نار عندما سمعته يتكلم حزينا...
فأكمل لي قائلا : فأتى ذلك اليوم الملعون في شتاء الموت.
فجاء لي احد أبنائه وقال لي: أنه أوصاني قبل موته بك !
وعرفت انه مات وإنقطع صديقي وسافر الى السماء وانا بقيت هنا لا يوجد شيء احمله الا الذكريات الشنيعة في شتاء الموت الذي أبقاني هائجا حزينا .
فشردت بعد ان أنهى كلامه واذا الدموع تنهمر كالدم السائل عندما يخرج من الجروح وعرفت أشياء كثيرة عن الشتاء، فهو ليس إلا شتاء الموت.
ثراء محمد عمرية - الصف السادس
موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخل ضمن زاوية منبر العرب.
لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان: alarab@alarab.co.il