الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 25 / نوفمبر 13:02

سلوان موسى حصادية تكتب:كمان بلفور؟

كل العرب
نُشر: 25/07/11 20:26,  حُتلن: 07:51

سلوان حصادية في مقالها:

الحكومة البريطانية لم تهبط من عزم الصوت الفلسطيني الحر فها هو يدافع عن قضيته حتى آخر رمق

منع الشيخ رائد من الكلام يعود بالفائدة على إسرائيل بحيث تمنع ازدياد الحركة المؤيدة للفلسطينيين

اعتقال الشيخ رائد صلاح: غلطة بريطانية أخرى؟؟ أم وحشية إسرائيلية لمحاولة كتمان الصوت الفلسطيني عالميا؟

الصحافة تقوم بصياغة الخبر حسب ما يدعم الحكومة واللوبي الصهيوني إذ تحاول الصحافة توجيه القارئ ليدعم رأي الحكومة

اعتقال الشيخ رائد بطريقة بربرية هو حدث بحد ذاته لكن طريقة تغطية الصحافة الإسرائيلية لقضية الاعتقال هي حدث آخر بحد ذاته

حملات المقاطعة لإسرائيل آخذة بالازدياد في بريطانيا وعالميا أيضا خصوصا بعد الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية

الصحافة تعتبر "كلب حراسة الديمقراطية" لأنها تراقب النظام وتنتقده ولا تسمح له بالقيام بأي عمل غير ديمقراطي وبذلك تحدد بشكل كبير من سلطته

اعتقال الشيخ رائد صلاح: غلطة بريطانية أخرى؟؟ أم وحشية إسرائيلية لمحاولة كتمان الصوت الفلسطيني عالميا؟! وما قصة تغطية الصحافة الإسرائيلية للحدث؟

وجهة النظر الإسرائيلية
لابد لي في بداية مقالي عرض بعض الحقائق التي تتعلق بالدولة العبرية، فكما هو معلوم فان الحركة المؤيدة للفلسطينيين يزداد تأييدها سنويا خصوصا في المملكة البريطانية. لذا فان حملات المقاطعة لإسرائيل آخذة بالازدياد في بريطانيا وعالميا أيضا خصوصا بعد الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية وقتل الناشطين السلميين على متن سفينة مرمره. وما يثبت ضعف إسرائيل عالميا هو أيضا الحملات " الإعلامية (بروبوجندا)" الإسرائيلية. فقد قامت الحكومة الإسرائيلية مع بداية عام 2010 بما أسمته "الحملات الإعلامية" الإسرائيلية التي أتت لتوضح وجهة النظر الإسرائيلية أمام الرأي العام وأتت أيضا لتبرر الخطوات غير الإنسانية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين من احتلال واغتيالات.
ما ذُكر أعلاه يفسر نشاط اللوبي اليهودي في منع الشيخ رائد صلاح من رفع صوته في بريطانيا، فمنع الشيخ رائد من الكلام يعود بالفائدة على إسرائيل بحيث تمنع ازدياد الحركة المؤيدة للفلسطينيين. وخضوع بريطانية تحت إمرة اللوبي اليهودي يتعارض من جهة مع الأخلاق البريطانية "العالية" لكنه يتوافق من جهة اخرى مع مواقف بريطانيا التاريخية (وعد بلفور)!

طريقة بربرية ومنافية
أكثر ما يثير العجب في قضية اعتقال الشيخ رائد صلاح في بريطانيا هو طريقة اعتقال الشرطة البريطانية له! فهي طريقة تنافي كل ما "عودنا" عليه الشعب البريطاني من أخلاق رفيعة واحترام للإنسان لا بل هي طريقة بربرية ومنافية لكل حقوق الإنسان التي أُوجدت في بريطانيا. فكما هو معلوم فان المفكر و الفيلسوف البريطاني جون لوك (أهم مفكري عصر التنوير في القرن الثامن عشر في أوروبا) هو من أوجد مفهوم حقوق الانسان الطبيعية (الحرية، الحق في الحياة، الحق في التملك). اعتقال الشيخ رائد بطريقة بربرية هو حدث بحد ذاته لكن طريقة تغطية الصحافة الإسرائيلية لقضية الاعتقال هي حدث آخر بحد ذاته !  بشكل عام تعتبر الصحافة "كلب حراسة الديمقراطية" لأنها تراقب النظام وتنتقده ولا تسمح له بالقيام بأي عمل غير ديمقراطي وبذلك تحدد بشكل كبير من سلطته. لكن ذلك لا ينطبق على الصحافة الإسرائيلية. فباتت هنالك علاقة واضحة بين الصحافة والإعلام الإسرائيلي وبين الحكومة الإسرائيلية(دولة+ صحافة) فيها تقوم الصحافة بنشر أخبار موجهة مع الحكومة الإسرائيلية وضد أعدائها عن طريق نشر أخبار موجهة وداعمة لخطوات الحكومة حيث يتم استعمال عدة طرق لتوجيه أية خبر كان لصالح الحكومة من أهمها نظرية الصياغة (Framing) بمعنى أن الصحافة تقوم بصياغة الخبر حسب ما يدعم الحكومة واللوبي الصهيوني إذ تحاول الصحافة توجيه القارئ ليدعم رأي الحكومة ويقرأ الخبر من وجهة نظر الحكومة الإسرائيلية لا من وجهة نظر حيادية تعرض الخبر بصورة غير داعمة لأي طرف! وهذا ما فعلته الصحافة العبرية في قضية اعتقال الشيخ رائد في بريطانيا. فقد قامت الصحافة الإسرائيلية بيوم إلقاء القبض على الشيخ بالاحتفال بمثل هذا المناسبات التي يتم فيها كتمان الصوت الفلسطيني وقامت بإظهار الشيخ رائد صلاح كمجرم ومخل بالنظام! فقد كانت عناوين الاخبار في المواقع التابعة للصحف الاسرائيلية الاكثر انتشارا تبدأ باقتباسات للحكومة البريطانية مثل:" لا نعرف كيف دخل رائد صلاح إلى بريطانيا " حتى ان موقع أحد الصحف أكد أن الشيخ رائد مُنع من قبل من دخول الحدود البريطانية الا انه فعل عكس ذلك. الجدير بالذكر أن هذه المواقع كانت تذكر رد للحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني الذي كان بمثابة دفاع عن الشيخ رائد ولكن ذلك الرد غالبا ما كان مهمشا ويأتي في آخر الخبر!

دخول الشيخ الى أراضي بريطانيا
بالنسبة للقنوات التلفزيونية الإسرائيلية فقد نُشر خبر اعتقال الشيخ رائد كخبر رئيسي في النشرة الإخبارية الرئيسة في القناة الثانية في يوم الاعتقال الشيخ وذكر من خلال الخبر: " أن بريطانيا أُحرِجَت بشدة عندما استطاع الشيخ رائد صلاح الدخول الى اراضيها بعد ان مُنع من فعل ذلك رسميا" وعلى العلم ان محامي الشيخ نهوا قطعا وجود وثيقة رسمية تمنع دخول الشيخ الى اراضي بريطانيا! اما القتاة العاشرة فقد اشارت بحزم بان" الحكومة البريطانيا تقوم بالاجلااءات اللازمة لطرد الشيخ رائد صلاح من اراضيها، حيث ان الوزارة الخارجية تقوم بالتحقيقات اللازمة لمعرفة كيف استطاع الشيخ الدخول الى اراضي المملكة بعد منعه من ذلك" وفي اخر الخبر ذكر ان الحركة الاسلامية استنكرت ما حدث! اخيرا، بات التعاون الاسرائيلي البريطاني غير مهزوم! ولكن مع كل تلك المحاولات فان الحكومة البريطانية لم تهبط من عزم الصوت الفلسطيني الحر فها هو يدافع عن قضيته حتى آخر رمق.. وحتى يستخلص حقه بطريق قانونية مشروعة (قرار المحكمة العليا البريطانية بالإفراج عن الشيخ رائد صلاح) وليس بالعنف وأخلاق منافية للإنسانية. لا بد لي وان اقول في نهاية مقالي ان بريطانيا وبغض النظر عمن يقف وراء الاعتقال، قدمت للشيخ رائد صلاح خدمة كبيرة ربما لم تكن في حساباتها، اذ اهتمت بخبر اعتقاله وسائل اعلام اوروبية وعالمية أخرى كثيرة الأمر الذي زاد من شعبيته وتحول الى حديث الشارع في مختلف الدول الأوروبية.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر.
لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.co.il 

مقالات متعلقة