الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 03:01

د. عصام قربي: صيام الطفل في رمضان له شروط وضوابط حفاظا على سلامتهم

إبراهيم أبو عطا-
نُشر: 11/08/11 19:17,  حُتلن: 21:45

 د.عصام قربي إختصاصي في طب الأطفال:

لا ينصح بالسماح للطفل الذي يقل عمره عن عشرة أعوام تقريباً بصيام شهر رمضان كاملاً

يمكن الاستعانة بالطريقة التي تسمى "بصوم العصفورة" حيث يصوم الطفل من الفجر وحتى آذان الظهر

الأطفال المصابون بالسمنة أو ممن يعانون من زيادة في الوزن، يملكون الفرصة للتقليل من أوزانهم خلال فترة الصيام

قدرة الأطفال الذين ينتمون إلى نفس الفئة العمرية على الصيام تتفاوت تبعاً للعديد من العوامل مثل؛ بنية الطفل وحالته الصحية

صيام رمضان خلال الصيف يترافق ونقص السوائل في أيام الحر، ما قد يعرض الطفل للجفاف، كما أن قدوم رمضان في أيام البرد يزيد من حاجة الطفل إلى تناول الطعام

يبدي بعض الصغار حماسة تجاه محاولات الصيام في رمضان، أسوة بوالديهم وأشقائهم الكبار، فتراهم وقد عزموا أمرهم على الصيام على الرغم من صغر أعمارهم وضعف أجسامهم. وقد يسمح بعض الآباء والأمهات لأطفالهم بالصيام طوال شهر رمضان ليعتادوا على أداء العبادات، لكننا نجد منهم من يغفل عن التنبه لمسائل هامة، والتي لا بد من مراعاتها لضمان عدم تأثر صحة الطفل خلال تلك الفترة.

وفي هذا السياق حذر د.عصام قربي، الاختصاصي في طب الأطفال، من التعامل مع مسألة صيام الطفل بشكل توفيقي ودون ضبطها ومراقبتها بشكل جيد.

طعام السحور
ويؤكد في هذا السياق الدكتور عصام قربي على ضرورة عدم السماح للطفل بصيام الأيام التي لم يتناول في ليلتها طعام السحور، إذ يقول "لا بد من الحرص على تناول السحور بحسب ما جاء في السنة النبوية المطهرة، وذلك قبل الفجر وليس بتأخير وجبة العشاء ومن ثم احتسابها سحوراً، كما يحدث في بعض الأسر، إذ أن ذلك سيزيد من طول الفترة الزمنية التي يمتنع الطفل خلالها عن الطعام وشرب السوائل، لتصل في بعض الحالات إلى نحو عشرين ساعة، ما قد يتسبب بإجهاد الطفل وتأثر صحته بسبب تعريضه للجفاف، أو نقص حاد في مستوى السكر".

الأطفال دون سن العاشرة
من جهة أخرى لا ينصح بالسماح للطفل الذي يقل عمره عن عشرة أعوام تقريباً بصيام شهر رمضان كاملاً، فالهدف من السماح للأطفال بالصيام هو التدرج معهم ليعتادوا على أداء الفروض والقيام بالعبادات وليس إسقاط الفريضة، خصوصاً عند الحديث عن أطفال السادسة والسابعة، فهم قد لا يجدون في أنفسهم القدرة على القيام بهذا الأمر، إلا أنهم يصرون على استكمال الصيام حتى لا يكونوا من "المفطرين"، لذا لا بد من توجيههم بشكل سليم، والسماح لهم بصيام بعض أيام الشهر.

صوم العصفورة
ومن وجهة نظره فقد أكد الدكتور عصام قربي أنه يمكن الاستعانة بالطريقة التي تسمى في بعض الدول وايضا عندنا في البلاد بما يسمى "بصوم العصفورة" حيث يصوم الطفل من الفجر وحتى آذان الظهر، ليتناول الطعام والشراب طوال فترة ما قبل العصر، ومن ثم يستكمل الصيام حتى المغرب، ويجتمع مع أفراد العائلة وهو يشعر بأنه قد صام كالكبار، فيستحق الجلوس إلى المائدة الرمضانية. أما عن الأطفال ممن هم دون الخامسة من العمر فلا ينصح الطبيب عصام قربي بالسماح للطفل بالصيام الكامل طوال ساعات النهار، بل التمهل حتى يبلغ عمراً يمكن له أن يصوم بعده بضعة أيام من الشهر المبارك، فنتجنب بذلك تعريض الطفل لعواقب صحية غير مأمونة.

اختلاف القدرة على الصوم
وطبقاً لقوله، فإن قدرة الأطفال - الذين ينتمون إلى نفس الفئة العمرية – على الصيام تتفاوت تبعاً للعديد من العوامل مثل؛ بنية الطفل، حالته الصحية، وفي أي من أوقات السنة تصادف قدوم الشهر الكريم، مبيناً أن صيام رمضان خلال فصل الصيف يترافق ونقص السوائل في أيام الحر، ما قد يعرض الطفل للجفاف، كما أن قدوم رمضان في أيام البرد القارس، يزيد من حاجة الطفل إلى تناول الطعام والاستعداد للصيام بتناول وجبة سحور جيدة، وذلك نتيجة لارتفاع معدل الاستقلاب في الجسم خلال تلك الفترة بسبب البرد". 

ارتجاف الأطراف
ويعتبر د.عصام قربي الأطفال تزامن قدوم شهر رمضان الحالي مع هذا الوقت من السنة، أمراً صعبا على الصائمين خصوصا الصغار منهم، على تحمل ساعات الصوم بسبب درجات الحرارة المرتفعة والطقس الحار الصيفي في هذه الفترة. وعن أبرز المشكلات التي قد تواجه الطفل خلال ساعات الصوم، نوه الاختصاصي بطب الأطفال، إلى أهمية انتباه أولياء الأمور لأي علامات قد تدل على انخفاض مستوى السكر بشكل كبير عند الطفل مثل ارتجاف الأطراف أو بدء تأثر إدراكه (الوعي) لما حوله، ما يعني وجوب "تفطير" الطفل قبل تعرضه لمخاطر صحية مثل صدمة نقص السكر. كما أن علامات إصابة الطفل بالجفاف تشير إلى ضرورة إعطاء الطفل السوائل، وإقناعه بأنه سيستأنف الصيام في اليوم التالي. من جانب آخر حذر الدكتور عصام قربي، من السماح للأطفال المصابين بالأمراض المزمنة بالصيام طوال ساعات النهار، مثل مرضى الربو، إذ قد يصابون بالجفاف بسبب نقص السوائل، فيؤثر ذلك في حالتهم الصحية، كما أن السماح للأطفال من مرضى السكري - النوع الأول بالصيام، قد يهدد صحتهم.

اضطرابات معوية
ويبين الطبيب أن الأطفال المصابين بالسمنة أو ممن يعانون من زيادة في الوزن، يملكون الفرصة للتقليل من أوزانهم خلال فترة الصيام، ولا يتم ذلك إلا عند التنبه إلى عدم تناول كميات كبيرة من الطعام في وجبة الإفطار، معوضين بذلك ما فاتهم من الوجبات في وجبة واحدة. كما ينبه د.عصام قربي إلى أهمية مراقبة مستويات السكر عند المصابين بالسكري من النوع الثاني من تلك الفئة من الأطفال، حتى لا يتعرضوا لمخاطر نقص السكر.

التدرج في تقديم الأطباق
وأخيراً، يقدم الاختصاصي قربي نصائح للأهل حول الطريقة المثلى لتناول طعام الإفطار بالنسبة للطفل، فهو يفضل التدرج في تقديم الأطباق له، كما ينصح بالنسبة للكبار، ولا يجوز تركه ليقوم بتناول كامل الوجبة دفعة واحدة، فقد ينتهي ذلك بمعاناته من اضطرابات معوية، فبحسب خبرته يتكرر قدوم الأطفال إلى العيادات وأقسام الطوارئ خلال شهر رمضان، بسبب إصابتهم بتلبك معوي نتيجة تناول كميات كبيرة من الطعام على الإفطار دفعة واحدة بسبب الجوع. ويؤكد الطبيب على وجوب مراعاة تقديم وجبة إفطار متوازنة تمنح الطفل كافة احتياجاته الغذائية، وتشجيعه على شرب الماء أو العصائر خلال الفترة ما بين وجبة الإفطار والنوم وفي وقت السحور، لتعويض ما فقده من سوائل خلال يوم طويل وحافل. كما لا يجد بأساً في اللجوء إلى استخدام أقراص الفيتامينات لتوفير احتياجات الطفل من هذه العناصر الهامة، والمتوافرة في أصناف الفاكهة، التي قد يحجم الطفل عن تناولها خلال أيام الصيام. 

مقالات متعلقة