إن كل هذه المظاهرات تصب كروافد في الحركة الشعبية، فصحيح أن لنا نقاش مع جوانب عديدة في هذه الحركة الدائرة من حيث بعض المطالب والشعارات

العملية التي وقعت في ايلات لا تخدم مصالح الشعب الفلسطيني ولا تخدم المصالحة ولا الحراك الفلسطيني من اجل الحصول على اعتراف دولي بالدولة الفلسطينية، ولا تساهم في عزلة حكومة بنيامين نتنياهو في العالم

إن حكومة نتنياهو كانت تتحين الفرصة للإقدام على تصعيد أمني، ولو لم تقع هذه العملية لاختلقت الأسباب والذرائع الواهية من أجل التصعيد

 انتقد محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، وعضو الكنيست العربي، في معرض حديثه خلال المهرجان الخطابي الختامي للمظاهرة الحاشدة التي نظمتها الجبهة في قرية عرابة البطوف، انتقد بركة قوى سياسية فاعلة في الشارع العربي، مدعياً ان تلك القوى تريد الجماهير العربية ان تتقوقع وتنعزل ولا تشارك في النضال، وموجة الاحتجاجات التي اندلعت في الشارع الاسرائيلي ضد غلاء المعيشة، والضائقة السكنية، مشيراً في حديثه الى ان النضال اصلاً هو نضال الجماهير العربية التي تعاني الامرين من سياسات الحكومات المتعاقبة.

وقال محمد بركة في كلمته ايضاً:" وقال إن هناك قوى تترزق من حالة الانغلاق والعزلة، ولكن هذا لا يخدم مصالحنا كجماهير عربية، لأننا أساسا الغالبية الساحقة من الشرائح المسحوقة، ونحن من مصلحتنا أيضا النضال ضد غلاء المعيشة ومن أجل رفع الأجور، هذه هي مصلحة جماهيرنا أيضا".

"لا مكان لزيدان في المتابعة"
واضاف موجهاً حديثه لمحمد زيدان (أبو فيصل) رئيس لجنة المتابعة العليا لقضايا الجماهير العربية في البلاد، منتقداً تصريحاته عندما قال ان العرب لا يشاركون في النضال في تل أبيب، قائلاً له بركة:" إن من لا يستطيع حماية مصالح الجماهير لا يستطيع أن يكون في قيادتها" – اما حرفياً فقد جاءت كلمة بركة كالآتي:" محمد زيدان يقول ان لا مكان للعرب في خيام اليهود ونحن نقول لمحمد زيدان ان من لا يحمي مصالح الجماهير لا مكان له في رئاسة لجنة المتابعة".

المظاهرة
وكانت قرية عرابة البطوف قد شهدت بعد ظهر اليوم السبت مظاهرة حاشدة دعا اليها الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، ترفع راية القضايا الاجتماعية، ضمن الحراك الشعبي الدائر في البلاد.

مشاركة واسعة
وشاركت في المظاهرة قياداتا الحزب الشيوعي والجبهة ورؤساء سلطات محلية ومجالس نقابية جبهويين، وحشد كبير من الجمهور تظلله الرايات الحمراء، فيما تقدمت المسيرة فرقة الاوركسترا التابعة للشبيبة الشيوعية في منطقة البطوف.

شعارات وهتافات
ورفع المتظاهرون الشعارات وهتفوا بها، تلك التي تندد بسياسة الحرب والاحتلال والتمييز العنصري، والسياسة الاقتصادية التي تضرب بالشرائح الفقيرة والضعيفة والشرائح الوسطى، لصالح كبار اصحاب رأس المحال.
واختتمت المسيرة التي انطلقت من مقر الحزب الشيوعي في وسط القرية، في الشارع الرئيسي للقرية، في ساحة بيت الأخ محمد عبد الرحيم ياسين، حيث اجتماعي خطابي، تكلم فيه عدد من قادة الحزب والجبهة.

معركة عربية
وافتتح الاجتماع النقابي الجبهوي ماجد أبو يونس، فقال إن هذه المعركة هي معركتنا التي نخوضها منذ عشرات السنين على اسس مبدئية ورؤية بعيدة المدى، وهناك اوساط في حركة الاحتجاج الشعبية حاولت تحييدنا، نظرا لما نطرحه من مواقف بعيدة المدى ومبدئية، ونحن من هنا نؤكد أننا نحن رأس الحربة في هذا النضال، الذي يقترن بنضال جماهيرنا العربية ضد سياسة التمييز العنصري والاحتلال.
وكانت الكلمة لرئيس المجلس المحلي في البلد المضيف، عرابة، عمر واكد نصار، فحيا المشاركين في هذه المظاهرة التي تطلق الصرخة الصادقة، وقال حينما انطلقت المعركة في الشارع اليهودي بسبب ارتفاع أسعار المساكن قلنا لهم، إن مشكلتنا لا تكمن فقط في ارتفاع أسعار المساكن، وإنما في تأمين المساكن ذاته، لأننا نفتقر للمساكن الشعبية ومناطق النفوذ والبناء، ومناطق العمل، ما يضطر الأزواج الشابة للاتجاه إلى البناء غير المرخص.
وأعطى نصار مثلا، بأن قرية عرابة التي تضم 23 ألف نسمة لها 8500 دونم، بينما مجلس مسغاف الاقليمي الذي لديه 10 آلاف نسمة، فيمتد على 180 ألف دونم، بمعنى أكثر بـ 25 مرة بالنسبة للفرد، وأن قرية عرابة لم توسع نفوذها بسبب السياسة الرسمية منذ 30 عاما.

سويد: الجبهة البيت الطبيعي
والقى رئيس كتلة الجبهة الديمقراطية البرلمانية النائب حنا سويد، كملة قال فيها، إننا من عرابة البطوف من هذه المظاهرة الحاشدة نرسل رسالتنا إلى هذه الحكومة وكل الحكومات المتعاقبة التي سبقتها، التي رسخت سياسة التمييز العنصري وسياسة مصادرة الاراضي، بأننا لم نتهاون يوما في النضال، ونحن مصرون على مواصلته وتصعيده.
وشدد سويد على أنه لا يمكن الفصل بين النضال الاجتماعي والنضال السياسي لأنهما مرتبطان، فحكومات إسرائيل تنفق على مدى السنين مئات المليارات على العسكرة والاحتلال والاستيطان وهي ميزانيات كفيلة بانهاء كافة القضايا الاجتماعية، ونحن نرى انه لا يمكن تحقيق العدالة الاجتماعية، من دون انهاء الاحتلال وسياسة التمييز العنصري.
وتوقف سويد مليا عند ضيق وحتى انعدام مناطق النفوذ من البلدات العربية، ما يمنع وجود مناطق بناء اضافة إلى حرمان بلداتنا العربية من مناطق صناعية واماكن عمل، وهو سبب مركزي في اتساع رقعة البطالة بين العرب، ومنا تأتي نسب الفقر العالية، وكل هذا نتيجة سياسة عنصرية مبرمجة.
وقال سويد، إنه في ظل الحملة الشعبية الدائرة نسمع عن دعوات لاقامة أطر أو أطار سياسي جديد، لاستيعاب هذه الحركة، ونحن نقول، إن الوقت ليس لاقامة أطر جديدة، فالجبهة الديمقراطية التي ترفع راية النضال الاجتماعي على مر السنين، هي العنوان الصادق والأمين لاستيعاب مثل هذه الحركة وهذه القوى.

نفاع: رايات شامخة
والقى السكرتير العام للحزب الشيوعي الكاتب محمد نفاع، كلمة مقتضبة، نظرا لارتباط بنشاط سياسي آخر، وحيا الحشد المشارك في المظاهرة، وقال إن هذا الأعلام الحمراء التي ظللت هذه المظاهرة، ستظل شامخة مرتفعة، ترفع رايات العدالة الاجتماعية، وهذا شرف لنا أننا رأس الحربة دائما في النضال الاجتماعي والسياسي.
وهاجم نفاع السياسة الإسرائيلية والأميركية التي تحاصر وتفتك بالشعب الفلسطيني، بينما واشنطن تزعم تعاطفها مع الشعوب العربية، وتتجاهل عن قصد المذابح الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، كما حذر من مؤامرة امبريالية صهيونية رجعية لاختلاق أنظمة موالية بألوان أخرى في الشرق الاوسط.

ليفي: لم يكن سهلا علينا الانخراط في الحركة
وكانت الكلمة لعضو قيادة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة نوعا ليفي، فقالت إن الحركة الشعبية الدائرة كسرت حالة الإحباط التي كانت تضرب بالشارع الإسرائيلي، وتكلمت عن بداية الحراك الشعبي، وقال إننا كشيوعيين لم يكن سهلا علينا الانخراط في هذه الحركة الإسرائيلية، فحينما التقينا، هناك من يريد تحسين الاوضاع في الجيش وجيش الاحتياط، وآخرون قلقون على قضايا نختلف عليها، ولكن رغم ذلك اجتهدنا حتى نجحنا في إدخال شعارات لقاضي مركزية نطرحها، رغم اختلافنا على بعض ما يطرح.

بركة: العملية في ايلات لم تخدم الشعب الفلسطيني
وكانت الكلمة الختامية لرئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، النائب محمد بركة، فحيا الجماهير وقال إنه حينما نرى الجيل الشاب يتدفق على هذه النضالات في عرابة وتل أبيب وحيفا وام الفحم والناصرة، فإن هذا يبعث فينا التفاؤل، خاصة حينما تكون هذه السواعد بإعلامها الحمراء في طليعة النضال.

وتابع بركة قائلا، إن كل هذه المظاهرات تصب كروافد في الحركة الشعبية، فصحيح أن لنا نقاش مع جوانب عديدة في هذه الحركة الدائرة من حيث بعض المطالب والشعارات، فمثلا اليوم ستجري في تل أبيب مظاهرة صامتة ضمن الحركة الشعبية، وصمتها بسبب الأحداث الدائرة، ونحن نرى أهمية في أن تجري مظاهرة في تل أبيب ولا تتراجع الحركة، ولكن في نفس الوقت فإننا نرى أنه من العبث والسذاجة ان يكون بين المتكلمين اليوم أحد المستوطنين، لأن المستوطنين والمستوطنات هم من أساسات البلاء وسياسة الاحتلال الإجرامية، فالمستوطنون ليسوا شركائنا في النضال ولن يكونوا.
وفي نفس الوقت فقد اشار بركة إلى ان جهودنا أثمرت في ادخال بعض المطالب الهامة للجماهير العربية، وخاصة توسيع مناطق النفوذ، ومن الواضح أنه ليس كافة مطالبنا دخلت، ولهذا فإننا نرفع شعاراتنا، ولكن ان يستوعبوا في تل ابيب وغيرها بعضا من مطالبنا الأساسية فهذا مؤشر هام ويجب تشجيعه.
كما توقف بركة عند العملية التفجيرية التي وقعت قبل يومين، وقال إن هذه العملية لا تخدم مصالح الشعب الفلسطيني ولا تخدم المصالحة ولا الحراك الفلسطيني من اجل الحصول على اعتراف دولي بالدولة الفلسطينية، ولا تساهم في عزلة حكومة بنيامين نتنياهو في العالم.
وقال بركة، إن حكومة نتنياهو كانت تتحين الفرصة للإقدام على تصعيد أمني، ولو لم تقع هذه العملية لاختلقت الأسباب والذرائع الواهية من أجل التصعيد، ولكن من قرر ونفذ هذه العملية سهّل المهمة على نتنياهو واختلق له الذرائع ليخرج إلى العالم باسطوانته القديمة الجديدة، زاعما أنه يحارب الارهاب وأن القضية كلها قضية ارهاب وما إلى ذلك، ونحن نقولها بشكل واضح لا لبس فيه، إننا نرفض هذه العمليات الحمقاء.
ودعا بركة إلى استمرار النشاط الشعبي والجبهوي في هذه الحركة الشعبية التي نريد لها ان تستمر وتتصاعد على اسس واضحة.

تعقيب محمد زيدان - رئيس لجنة المتابعة العليا لقضايا الجماهير العربية
وتوجه مراسل موقع العرب وصحيفة كل العرب لمحمد زيدان رئيس لجنة المتابعة العليا لقضايا الجماهير العربية في البلاد، للحصول على رده على اقوال النائب محمد بركة خلال المظاهرة في عرابة، الا انه لم يتسن لنا ذلك، نظرا لمشاركة زيدان في اجتماع، هذا وسنعمل على نشر رده حال وصوله الينا تماماً.