ناديا دبسي الناطقة باسم الجمعية الدولية للصليب الاحمر :
ضرورة تذكير الدول والسلطات عموما باحترام الاتفاقات الموقعة اثناء النزاعات وتقليل الاضرار الجانبية الناتجة عن النزاعات العسكربة المسلحة
العلاقة بين الصليب والسلطات ثنائية وغير علنية والصليب ليس جزء من آلية الامم المتحدة كما قد يتصور البعض ومرجعيته هي مقره الرئيسي في جنيف بسويسرا
ونحاول تطمين الاهالي على ظروف اعتقال ابنائهم وانهم يعيشون في ظروف تحفظ كرامتهم الانسانية من خلال زيارة كل المحتجزين ومعاينة ظروفهم
استعرضت ناديا دبسي الناطقة باسم الجمعية الدولية للصليب الأحمر مسؤولة برنامج دائرة النشر والإعلام طبيعة عمل ونشاطات الصليب الأحمر على مستوى العالم وفي القدس والأراضي الفلسطينية وذلك خلال لقاء صحافي لنادي الصحافة المقدسي في مقهى الكتاب بالقدس. وأوضحت أن الصليب يعمل بخطة طوارئ في المنطقة العربية بسبب ثورات الربيع العربي من حيث اقامة المستشفيات والمراكز الصحية الميدانية ومساعدة اللاجئين وتسليم الملفات لوكالة الغوث لمتابعة المهام الإنسانية . وقالت إن المقر الرئيس للجنة الدولية للصليب الأحمر في تل ابيب ولها مكاتب في الضفة الغربية وغزة كما افتتحت مكتبا عام 1988 في هضبة الجولان السورية المحتلة وذلك بهدف تخفيف وطأة الحروب والنزاعات على المدنيين وهو الهدف الرئيس الذي قام من أجله الصليب الاحمر.
تقليل الأضرار الجانبية
وتطرقت الى ضرورة تذكير الدول والسلطات عموما بإحترام الإتفاقات الموقعة أثناء النزاعات وتقليل الاضرار الجانبية الناتجة عن النزاعات العسكربة المسلحة والتمييز بين المقاتل والمدني واحترام الشارة الدولية للصليب الأحمر وغيرها من الشارات الدولية المعتمدة. وأشارت إلى أن واقع الحرب والاحتلال المستمر في الأراضي الفلسطينية أدى إلى تغير معين في عمل الصليب من حيث تكثيف وجودنا لتلبية بعض الاحتياجات من خلال تنفيذ برامج مساعدات للناس وتأمين مصادر رزق والعمل مقابل المال ومشاريع لمساعدة المزارعين وفتح محلات ذات طابع تجاري مع التركيز على الاناس الأكثر تضررا من جدار العزل والاستيطان الذين يحرمون من الوصول إلى أراضيهم والعمل من خلال فتح حوار مع السلطات للتأثير لمصلحة البعد الانساني وحماية حقوق الانسان لأساسية.
تحقيق انجازات
وأضافت:" نسعى بهذا الاسلوب الهادئ وغير المعلن إلى تحقيق انجازات ولو صغيرة مثل إطالة فترة فتح البوابات في الجدار أمام المزارعين للوصول إلى اراضيهم ومساعدتهم في الإبقاء على أبار الماء لسقاية مزروعاتهم وتقديم الحلول في مجالات الأدوية والصحة والمعدات الطبية الضرورية كما يحصل في غزة مثلا. كما نعمل بشكل حثيث على برنامج زيارات الاسرى والمحتجزين في السجون الاسرائيلية بالتعاون مع الهلال الاحمر . ونحاول تطمين الاهالي على ظروف اعتقال ابنائهم وانهم يعيشون في ظروف تحفظ كرامتهم الانسانية من خلال زيارة كل المحتجزين ومعاينة ظروف حياتهم اليبومية . ونوهت إلى دور الصليب الأحمر في مساعدة أهالي الجولان في تصدير محصول التقاح وتمكين مشايخ الدروز هناك من زيارة أحد المقامات الدينية في سوريا باشراف من الصليب وكذلك ترتيب الزيارت العائلية بين الجانبين السوري والاسرائيلي وادخال الأدوية والمعدات الطبية الى قطاع غزة المحاصر والمساهة في محاربة ظاهرة الفقر هناك .
العلاقة بين الصليب والسلطات
وأكدت على أن العلاقة بين الصليب والسلطات ثنائية وغير علنية والصليب ليس جزء من آلية الأمم المتحدة كما قد يتصور البعض ومرجعيته هي مقره الرئيسي في جنيف بسويسرا . وطريقة العمل تتم من خلال الحوار غير العلني وبناء الثقة وتقديم التوصيات العملية ونادرا جدا ما يتخذ الصليب موقفا معلنا ضد اي طرف من الأطراف في حالة عدم التجاوب مع طلب وقف الانتهاكات ..! ودور الصليب يتمحور دائما في تذكير الدول المتنازعة بالتزاماتها وتفادي التعرض للمدنيين ومبدأه العام الحياد وعدم التحيز والاستقلالية
تأسيس الصليب الاحمر ومسيرته
وكانت دبسي قد قدمت لمحة عن تأسيس الصليب الاحمر على يد رجل اعمال سويسري يدعى هنري دونالد في العام 1863 اثر مشاهداته لآثار معركة في شمال ايطاليا بهدف تقديم الاسعافات والتعامل مع الجثث بصورة لائقة ثم نشر كتابا بعنوان – تذكار سولفارينا – دعا فيه إلى اقامة جمعيات إغاثة في الحروب وتطبيق نظام الحماية الدولية ثم كانت فكرة الشارة تكريما له من خلال عكس علم سويسرا وهو صليب احمر على رقعة بيضاء ثم تفاعلت الدول والمجتمع الدولي مع فكرة جمعيات الاغاثة لتكون جنيف الأولى والثانية والثالثة وصولا إلى الرابعة من جراء اندلاع سلسلة من الحروب والنزاعات لتدخل الدولة العثمانية على الخط في حرب القرم ويحصل تطور جديد تمثل في تبني شارة الهلال لتدخل بعدها رموز العدبد من الدول على الجمعيات الوطنية الداخلية . ولكن تم اعتماد ثلاث شارات فقط وهي الصليب والهلال والشارة التي على شكل قريب من المستطيل – البلوري- بهدف الحماية في الحرب والدلالة في السلم . واليوم توقع 193 دولة في العالم على اتفاقيات ومعاهدات جنيف لحماية المدنيين وتستند على القانون الدولي الانساني والقانون الدولي العرفي . وتنضوي الجمعيات الوطنية من صليب وهلال ونجمة داود الحمراء في اطار الاتحاد الدولي العالمي وتنسق فيما بينها للقيام بمهاماتها الانسانية في الكوارث والحروب .
تساؤلات تداخلات
وتساءلت الكاتبة الصحفية ريم المصري عن دور الوسيط في حالة الحروب وفي ظل وجود قانون دولي من المفروض أن تسري تشريعاته على الجميع وطبيعة تعامل الصليب في حالة فرض القيود وعلاقتهم مع الإعلام. وتساءل الكاتب محمد موسى سويلم عن مفهوم الحيادية ومدى التفاعل مع جمعيات أخرى مثل الهلال الاحمر وأبدى الكاتب الروائي عيسى قواسمي ملاحظة تتمثل في اقتصار إدارة وقيادة الصليب الأحمر على السويسريين فقط وقال الكاتب نبيل الجولاني إن عمل الصليب يقتصر على الكوارث والحروب اي أنه عمل إغاثي متشعب ولكن كيف يتعاطي مع احتلال مستمر للأراضي الفلسطينية منذ 44 عاما وما هي سياساته الإستراتيجيه لمواجهة حقيقة وواقع الاحتلال المخالف للأحكام والشرائع الدولية التي يسعى الصليب الأحمر إلى تطبيقها واحترامها ؟ وسأل الناشط المجتمعي محمد زيادة عن العلاقة بين الهلال والصليب الأحمرين وطلب المخرج السينمائي رائد دزدار معلومات عن سياسة الصليب فيما يخص سياسة التوثيق والارشيف وعن كيفية التعامل مع مقابر الارقام.
وطرح الناشط الثقافي عماد منى قضية فيما إذا كان هناك مدلولا دينيا وراء فكرة الصليب الاحمر ؟ وحاتم خويص عن مدى مساهمة الصليب الأحمر في واقع التعليم في الأراضي الفلسطينية ونادر زين عن طبيعة التهديدات ضد االعاملين في الصليب وكيفية التصرف لحماية أنفسهم وسألت نيفين صاوي عن امكانية التدخل لمنع الإعتداءات على الاطفال في بعض ضواحي القدس .وأجابت دبسى على بعض التساؤلات المثارة بأن القانون الدولي الإنساني مبني على المبادئ العامة التي وضعها الصليب الاحمر بصورة أساسية ودورنا يقتصر على حث الدول على الإلتزام واحترام الإتفاقيات الموقعة فيما اعترفت منظمة التحرير الفلسطينية في إعلان المبادئ عن احترامها لهذه الاتفاقيات الاخلاقية في حين يتلقى الصليب الدعم من جميع الدول الموقعة ومن الصليب الاحمر الأمريكي والإتحاد الأوروبي ولكن له استقلالية مالية كاملة. واعتبرت أن اي انجاز مهما كان بسيطا في حماية حقوق الانسان وكرامته يجب أن يبذل من اجله كل الجهد وعدم ترك الانسان يواجه مصيره لوحده كما نقوم بتوثيق الانتهاكات في السجون الاسرائيلية وعنف المستوطنين ورفع التقارير إلى الجهات ذات العلاقة ونطالبها وقف هذه الإنتهاكات وقالت إن هناك تعاونا وثيقا بين الهلال والصليب على مستوى تدريب الطواقم ودعم الاقسام وغير ذلك من الامور . ونتابع التدخل للإفراج عن جثامين شهداء مقابر الأرقام وكل الحالات المشابهة بطرقنا الخاصة والهادئة. وأوضحت أنه ليس هناك اي مدلول ديني من وضع الصليب على الشارات الدولية من خلال معرفة حقيقة انشاء الصليب الاحمر وقالت ان الصليب معفي من تقديم الشهادات في المحاكم الدولية ومنها محكمة الجنايات الدولية وان العديد من موظفي الصليب الاحمر قد راحوا ضحية النزاعات والحروب في المناطق والعالم وخاصة في العراق الذي كان الاكثر دموية . وختمت بالتذكير ببعض مشاريع الضمان الاقتصادي التي يوفرها الصليب في الاراضي الفلسطينية من حدائق منزلية وتربية الحيوانات الاليفة وغير ذلك .