الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 24 / نوفمبر 06:01

القيادة الفلسطينية أبلغت الرباعية استياءها من طوني بلير ورغبتها بعزله

كل العرب
نُشر: 30/09/11 14:46,  حُتلن: 09:24

 مسؤول فلسطيني:

بلير لم يكن منصفا بالمطلق، وكنا نشعر كثيراً خلال اللقاءات معه بأنه مفاوض إسرائيلي عنيد

 بلير مارس دوره كوسيط من مكتب له في فندق من خمسة نجوم في القدس الشرقية مع فريق عمل له

بلير لم ينقل تقارير صحيحة عن الموقف الفلسطيني وتطورات أوضاع عملية السلام خلال الفترة الماضية

أكد مسؤول فلسطيني رفيع أن القيادة الفلسطينية أبدت بشكل كبير لأطراف اللجنة الرباعية استياءها الشديد من توني بلير مبعوث هذه اللجنة لمنطقة الشرق الأوسط، وقال أن هناك نقاشا ساخناً أثاره أعضاء في تلك اللجنة لجهة الاستغناء عن هذا المسؤول، بسبب عدم نقله تقارير صحيحة عن الموقف الفلسطيني وتطورات أوضاع عملية السلام خلال الفترة الماضية.

طوني بلير يشيد بـ"شجاعة" مبارك ويحذر من صعود الاخوان المسلمين الى الحكم
طوني بلير

ومن المتوقع أن تلتقي قيادة منظمة التحرير في الايام القليلة القادمة في رام الله لمناقشة موضوع بلير، وستعلن بعد اللقاء ان بلير لم يعد شخصا مرغوبا فيه في فلسطين. ومن المتوقع ايضا أن يصوت جميع المسؤولين الكبار في المنظمة على التحرك. وتهدف قيادة منظمة التحرير من التحرك هذا عزل مبعوث الرباعية لدرجة جعل مهمته مستحلية. ويبدو أن الاجراء الفلسطيني جاء بسبب دور بلير الاخير ومحاولته إحباط الطلب الفلسطيني للامم المتحدة للحصول على كامل العضوية فيها، حيث اتهم الفلسطينيون بلير بالتحيز للجانب الاسرائيلي، بل ووصف نبيل شعث، مستشار الرئيس الفلسطيني، بلير وكأنه يتصرف كدبلوماسي اسرائيلي وليس كمبعوث لجنة دولية يفترض فيه الحياد.

عملية السلام المتعثرة
وقال مسؤول فلسطيني لـ"القدس العربي"، أن القيادة الفلسطينية شعرت خلال لقاءاتها مع زعماء ومسؤولين من دول عدة، خاصة تلك التي لها علاقة بعملية السلام (الولايات المتحدة وروسيا ودول الاتحاد الأوروبي) بانهم يحملون أفكارا بعيدة عن الواقع تجاه عملية السلام المتعثرة وتطوراتها. ولفت المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه إلى أن هذا الأمر تم لمسه في الآونة الأخيرة عندما قدم أكثر من مسؤول دولي إلى المنطقة للقاء القيادة الفلسطينية، خاصة المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين، وان هذا الأمر تم تأكيده بما لا يدع مجالا للشك خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل أسبوع.
وبحسب المسؤول الفلسطيني فان اللقاءات التي عقدها الرئيس محمود عباس، خاصة تلك التي اجتمع فيها مع زعماء أوروبيين، كان مجملها يضغط على القيادة الفلسطينية بالتراجع عن خطوة تقديم طلب العضوية للأمم المتحدة، لافتاً إلى أن أفكار الأوروبيين هذه كان مصدرها تقارير رفعها بلير ينذر فيها بانهيار أي محادثات سلام بسبب هذا التوجه. ووفق المسؤول فإن بلير كان له تأثير كبير على قرار رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، كذلك أشار إلى تقاطع وجهات نظر بلير بالكامل مع الموقفين الأمريكي والإسرائيلي حيال عملية السلام. ويرى مراقبون ان دور بلير السلبي في ملف فلسطين في الامم المتحدة، كان من اجل تلميع صورته امام الامريكيين.

ضغط يمارس من بلير
وقال المسؤول لـ"القدس العربي" "باختصار بلير لم يكن منصفا بالمطلق، وكنا نشعر كثيراً خلال اللقاءات معه بأنه مفاوض إسرائيلي عنيد"، مؤكدا أن القيادة الفلسطينية لم تلمس يوماً أي ضغط يمارس من بلير على الجانب الإسرائيلي الذي عطل أصلاً محادثات السلام. ومنذ تعيينه مبعوثا، مارس بلير دوره كوسيط من مكتب له في فندق من خمسة نجوم في القدس الشرقية مع فريق عمل له. ولفت هذا المسؤول إلى تحرك محور في اللجنة الرباعية (في إشارة إلى روسيا) لجهة الاستغناء عن بلير وتكليف شخصية محايدة في هذا المنصب الرفيع، خاصة بعد أن تم إبلاغ هذا المحور (والمقصود روسيا) أن هناك فعاليات ستنظم في الضفة الغربية ضد بلير.
وتوقع المسؤول أن تحظى عملية استبدال بلير بموافقة فرنسا ودول محورية أخرى في الاتحاد الأوروبي. ولكون السلطة الفلسطينية لا تستطيع في هذه الظروف الطلب بشكل صريح باستبدال بلير، يدور الحديث، حسبما علمت "القدس العربي" عن وثيقة ستوقع من أكثر من مسؤول فلسطيني للقيادة تطالب بعدم التعامل مع بلير، إضافة إلى احتجاجات في الشوارع كالتظاهر أمام بعثات الاتحاد الأوروبي وبعض بعثات دول الاتحاد لمطالبتها بإقالته، إلى أن تصل لحد التظاهر لقطع الطريق أمام موكبه إذا ما أراد دخول مدينة رام الله لعقد اجتماعات مع المسؤولين الفلسطينيين.
وفي هذه الحالة سيجد بلير نفسه في موقف محرج يمنعه من متابعة مهامه، إذ قد يطلب هو نفسه الاستقالة من منصبه تفادياً لإحراجه بشكل أكبر. يذكر أن الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش هو من ساند بشكل كبير اعطاء بلير حليفه السابق في الحرب على العراق هذا المنصب الجديد، بعد أن قدم استقالته من رئاسة الحكومة البريطانية في العام 2007. وعند توليه المنصب شككت روسيا وعدة دول، حسبما أفادت تقارير إخبارية بقدرة بلير على إتمام مهمته، نظراً لأنه من أشد المؤيدين للسياسة الأمريكية في العراق والشرق الأوسط. وأعرب ياسر عبد ربه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عن قلق الفلسطينيين إزاء ما تردد من أنباء تفيد بان بلير كان يمتنع عن نقل ما يجري في المناطق الفلسطينية لأعضاء اللجنة الرباعية.
وقال "على ما يبدو أن أعضاء اللجنة الرباعية يعرفون ما هي نوعية التقارير التي كان يقدمها بلير لهم حول ما يجري في الضفة الغربية والقدس".

تسويق أفكار نتنياهو
ومن ضمن ما ذكر عن بلير، فقد تحدثت تقارير أن الرجل حاول تسويق أفكار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول الوضع في الضفة الغربية ومدينة القدس. وذكرت تقارير أن بلير لم يكن ينقل الصورة الحقيقية لأطراف رباعي السلام حول ما يجري في المنطقة، خاصة عن عملية الاستيطان والانتهاكات الإسرائيلية بحق السكان. وفي سياق الحديث عن الاتصالات الجارية لإطلاق عملية المفاوضات من جديد، قال صائب عريقات عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ورئيس الوفد الفلسطيني لمفاوضات الوضع النهائي، ان المجتمع الدولي مطالب بـ"تحديد تبعات إدانته واستنكاره والإعراب عن خيبة أمله لقرار الحكومة الإسرائيلية بناء 1100 وحدة استيطانية في القدس الشرقية".
وقال عريقات في تصريح صحافي تلقت "القدس العربي" نسخة منه عقب لقائه في اجتماعات منفصلة قناصل وممثلي الاتحاد الأوروبي، ومبعوث السكرتير العام للأمم المتحدة روبرت سيري، وممثلي الهند، جنوب افريقيا والبرازيل والنرويج، "إن الحكومة الإسرائيلية ردت رسمياً وفعلياً على بيان اللجنة الرباعية الدولية بأن أكدت خيارها باستمرار المستوطنات والاملاءات على حساب السلام والمفاوضات". وتساءل عريقات "كيف يمكن لعدد من أعضاء اللجنة الرباعية إدانة واستنكار القرار الاستيطاني الإسرائيلي ثم الدعوة بعد ذلك إلى استئناف المفاوضات المباشرة". وثمن عريقات مواقف الصين والبرازيل وجنوب افريقيا أعضاء مجلس الأمن الذين أعلنوا عن دعمهم لطلب عضوية فلسطين على حدود الرابع من حزيران (يونيو) عام 1967 وبعاصمتها القدس الشرقية، ودعا باقي الدول الأعضاء للقيام بتأييد ودعم طلب عضوية فلسطين "إذا ما أرادوا فعلاً الحفاظ على خيار الدولتين".

بلير: الحرب ضد التطرف الإسلامي قائمة لا سيما تجاه حزب الله
 

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.71
USD
3.86
EUR
4.65
GBP
363455.30
BTC
0.51
CNY