اقيم يوم امس الاحد في بلدة كفركنا، قداسا احتفاليا بمناسبة عيد عرس قانا الجليل، أولى آيات السيد المسيح له المجد حيث حول الماء الى خمر بعد نفاذه.
وقد حضر القداس الالهي مئات الحجاج الذين اتوا من كل حدب وصوب ومن مختلف الكنائس والرعايا للمشاركة بالعيد في مكانه الحقيقي جغرافيا.
ترأس الذبيحة كاهن رعية اللاتين في الناصرة، قدس الاب امجد صبارة، بمرافقة كاهن رعية اللاتين في كفركنا قدس الاب فرنسوا ماريا والكاهن الاسبق لرعية كفركنا قدس الاب سيمون حرو ولفيف من الكهنة.
وتخلل القداس تجديد مواعيد الزواج للمتزوجين بحيث قدم الزوج لزوجته وردة حمراء اللون دلالة على المحبة والوفاء لبعضهما البعض مدة ايام حياتهما.
يشار الى انه تم تزيين الهيكل المقدس بكؤوس النبيذ وثمار العنب والاجران حول شخص السيد المسيح الامر الذي اعطى رونقا خاصا ومميزا وخشوعيا.
ودعا قدس الاب امجد صبارة في عظته الى تجديد خمرتنا الداخلية لان الخمرة رمز للفرح والسعادة التي يتوجب على كل انسان التمتع بها في هذه الدنيا وان يحياها سعيدا وقريبا من الله، بشفاعة الام العذراء التي نكرمها ونحبها ونفتخر بها لانها شريكة بعملية الفداء".
وحث الاب صبارة المؤمنين على صلاة المسبحة الوردية يوميا للاستفادة من النعم الروحية كي نرتقي الى الله، وبحسب قداسة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني فان صلاة السبحة هي صلاة الانسان البسيط والفقير، اذ من خلالها ستعرفنا الام العذراء اكثر على ابنها السيد المسيح".
ورفع الآباء الافاضل صلواتهم كي يبدل الله تعالى حياة المؤمنين اليومية والعائلية الى خميرة جيدة ونبيذا جديدا.
وفي حديث لموقع العرب مع قدس الاب امجد صبارة قال: "حسب الانجيل المقدس فان الخمرة هي رمز للحياة الجديدة التي اعطانا اياها السيد المسيح من خلال موته على الصليب، لذا نحن كمسيحيين وفي كل قداس الهي نقربن الرب ونتناول جسده وننطلق في حياة جديدة هي حياة الله وهذا معناه ان نعيش الفرح في مجتمعنا اليومي وهذا تحدي المسيحي الذي يصبح شاهدا للاله الحي".
وقال قدس الاب فرنسوا ماريا لموقع العرب: " الماء لا لون ولا طعم ولا رائحة له، لكن الرب يسوع المسيح غير الماء الى خمر ذو لون وطعم ورائحة، وهذا عمل رائع وعجيب حقا. وبهذه المناسبة ارجو من الله ان تكثر العائلات وتكثر الرعايا وتنمو بالحكمة والنعمة والقامة على مثال الطفل يسوع الذي نما في مدينة الناصرة".
انجيل عيد العرس بحسب القديس يوحنا
اما عيد عرس قانا الجليل فقد رواه القديس يوحنا الاصحاح الثاني الآيات 1 الى 12 وتتلخص كالتالي: "وفي اليوم الثالث، كان في قانا الجليل عرس وكانت أم يسوع هناك، فدعي يسوع أيضا وتلاميذه إلى العرس. ونفذت الخمر، فقالت ليسوع أمّه: ليس عندهم خمر. فقال لها يسوع: ما لي ولك أيتها المرأة؟ لم تأتِ ساعتي بعد. فقالت أمه للخدم: مهما قال لكم فافعلوه. وكان هناك ستة أجران من حجر لما تقتضيه الطهارة عند اليهود، يسع كل واحد منها مقدار مكيالين أو ثلاثة. فقال يسوع للخدم إملأوا الأجران ماء، فملأوها إلى أعلاها. فقال لهم اغرفوا الآن وناولوا وكيل المائدة، فناولوه. فلما ذاق الماء الذي صار خمرا، وكان لا يدري من أين أتت، في حين أنّ الخدم الّذين غرفوا الماء كانوا يدرون، دعا العريس وقال له: كل امرئ يقدّم الخمرة الجيدة أولا، فإذا سكر الناس قدّم ما كان دونها في الجودة أمّا أنت فحفظت الخمرة الجيدة إلى الآن. هذه أولى آيات يسوع أتى بها في قانا الجليل فأظهر مجده فآمن به تلاميذه ونزل بعد ذلك إلى كفرناحوم هو وأمّه وإخوته وتلاميذه، فأقاموا فيها بضعة أيّام".