في الوقت الذي تستمر به لجان ومؤسسات التخطيط والتنظيم في الدولة، بتضيق الخناق على المواطنين العرب، واقامة مخططات للحد من التطور السكاني والتواصل الجغرافي بين التجمعات السكنية العربية، والتلويح بهدم المنازل العربية بحجة عدم ترخيصها، او وجودها خارج نفوذ التنظيم او مسطح البناء، وهذا هو الواقع اليوم في منطقة المثلث الشمالي ومنطقة وادي عارة.
في ظل هذه الظروف والتحديات والمستقبل المبهم، اعلنت وزارة الداخلية في بيانا وزعته على وسائل الاعلام، بانه تم ايداع خارطتين هيكليتن للتحريش والاعلان عن الاراضي كغابات، فالخارطة الاولى هي لمنطقة وادي عارة والمثلث الشمالي حيث سيتم تحويل قرابة 13678 دونما كمناطق احراش وغابات، والخارطة الهيكلية الثانية هي لمنطقة منشه، المحاذية والمتاخمة لمنطقة وادي عارة والمثلث الشمالي، وهنا سيتم الاعلان عن 19080 دونما كحراش وكغابات.
هذا وكانت اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء في حيفا، برئاسة يجال شاحر، قد اجتمعت قبل عدة ايام، وناقشت المخططات لتحويل الاراضي الى غابات واحراش، واتخذت القرارات بالاستمرار في المخطط وايداعه.
تجدر الاشارة بان المخططات تمتد من منطقة مفرق مجيدو في الشمال، وتشمل قرى مجلس طلعة عارة، ام الفحم وضواحيها، اراضي الروحة، عرعرة عارة، قرى مجلس بسمه، كفرقرع حتى مشارف باقة الغربية. مخطط التحريش، تم المبادرة اليه من قبل "اليكرين كيمت"، وذلك اعتمادا على البنود والاوامر في المخطط القطري تاما 22 ، ويشرف على مخطط التحريش المخطط عميرم ديرمن. هدف المخطط هو تحديد نفوذ الاحراش والغابات، وتحديد الاراضي التي ستعد للغابات خصوصا وان هناك اراض خاصة سيشملها المخطط، وكذلك الحفاظ على الجو والمنظر الطبيعي العام للمنطقة، وكما سيتم شق واقامة مواقف للسيارات.
تجدر الاشارة الى ان لجنة التنظيم والبناء المحلية في وادي عارة، وبالتعاون مع رؤساء السلطات المحلية في المنطقة، تقدموا بالاعتراضات ضد المخطط القطري تاما 22 ، وطالب رؤساء المجالس في المنطقة اعادة النظر في مخططات الخرائط الهيكلية لمشاريع التحريش وتحويل الاراضي الى غابات، الامر من شانه ان يؤدي الى مصادرة مئات الدونمات من الاراضي الخاصة، وسلخ مساحات واسعة عن نفوذ المجالس المحلية العربية.