الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 12:01

للأزواج والأهل: العصبية والكبح النفسي مشاكل المراهقين الناتجة عن الخجل

خاص بمجلة ليدي
نُشر: 29/10/11 09:44,  حُتلن: 08:41

عندما يكون الخجل شديداً ويستمر لفترة طويلة عندئذٍ يمكن أن يسمى الخجل بالإضطراب التجنبي أو الهروبي

حوالي 0,40 من المراهقين يصفون أنفسهم بالخجولين وبأنهم غير قادرين على إقامة اتصال مرضٍ ومقبولٍ مع الآخرين

يجب تشجيع المراهق على التعبير عن نفسه بصراحة وامتلاك الشجاعة للرفض أو الإعتراض عندما لا يرغبون بشيء معين

المراهق الخجول يتحاشى الآخرين عادة ويعاني من عدم القدرة على التعامل بسهولة مع زملائه في المدرسة والمجتمع ويعيش منطوياً على نفسه

مشكلة الخجل عند المراهقين تشكّل قاسماً مشتركاً يمكن أن يؤثر سلباً في مسيرة الجيل، خصوصاً على الصعيد الدراسي، فيعاني المراهق من آثاره أحياناً حتى فترة النضوج، إذ يعدّ نوعاً من الكفّ العصبي أو الكبح النفسي، ويأتي على عدة أشكال وصور، ويعوق إمكان اندماج المراهق في المجتمع حتى وصوله الى الحياة العملية، لذا يعدّ الخجل ممراً لا بد أن يجتازه المراهق بطريقة أو بأخرى. وتشير الدراسات إلى أن حوالي 0,40 من المراهقين يصفون أنفسهم بالخجولين، وبأنهم غير قادرين على إقامة اتصال مرضٍ ومقبولٍ مع الآخرين. والمراهق الخجول يتحاشى الآخرين عادة، ويعاني من عدم القدرة على التعامل بسهولة مع زملائه في المدرسة والمجتمع، ويعيش منطوياً على نفسه، بعيداً عن الآخرين، ويحاول الإبتعاد عنهم في المناسبات الإجتماعية، بالرغم من أنه طبيعي ونشط في منزله وبين ذويه، ولهذا يمكن اعتبار الخجل حالة خاصة من ضعف الثقة بالنفس، والخوف من الخجل عند المراهق إنما يكون من إستمراريته حتى مرحل سن الرشد، ولكن عندما يكون الخجل شديداً ويستمر لفترة طويلة، عندئذٍ يمكن أن يسمى الخجل بالإضطراب التجنبي أو الهروبي.

أسباب الخجل
1- الشعور بعدم الأمن، فيتجنب المراهق الحديث أمام الآخرين، كما المغامرة، وتنقصه الثقة في النفس، ولا يمارس المهارات الإجتماعية، إما لقلقه الشديد، وإما لفقدانه الثقة بالآخرين وخوفه منهم، أو من سخريتهم منه.
2- قد يكون قلق الوالدين الزائد على ابنهم المراهق ومراقبتهم المستمرة لتصرفاته، بهدف حمايته من الأسباب التي تحول دون انطلاقه وعدم استمتاعه بالتواصل والتفاعل مع الآخرين. من جانب آخر فإن إهمال الوالدين الزائد بأبنائهم، يؤدي إلى شعورهم بالدونية، وإلى خوف مستمر من الآخرين، كما أن التشدّد في معاملة المراهق، والإكثار من زجره وتوبيخه ونقده لأتفه الأسباب، ينتج عنه والخجل من التواصل مع الآخرين.
3- الخلافات المتكررة بين الوالدين تسّبب مخاوف غامضة لدى المراهق وتجعله يشعر بعدم الأمان مما يؤثر في نفسيته ويؤدي إلى الإنطواء ويلوذ بالخجل.
4- يعتقد بعض المراهقين بأنهم خجولون ولا يثقون بأي مديح يمكن أن يوجه إليهم حتى ولو كان حقيقياً، لذلك يتجنبون التواصل مع الآخرين حتى لا يكتشفون دونيتهم.
5- جعل المراهق تابعاً للكبار وفرض رقابة شديدة عليه، يشعره بالعجز عند محاولة الإستقلال واتخاذ القرارات التي تخصه.
6- يعد شعور المراهق بالنقص من أقوى مسببات الخجل، ويتولد هذا الشعور بسبب وجود عاهات جسمية لديه ، وقد تعود مشاعر النقص عنده نتيجة قلة مصروفه مقارنة بزملائه مثلاً.
7- تأخر المراهق الدراسي من الأمور الجوهرية التي تشعره بالخجل وأنه أقل من مستوى زملائه.
8- عادة ما يكون للآباء الخجولين أبناء خجولون والعكس ليس صحيحاً، إذ إن الأبناء يقلدون آباءهم في الخجل وخاصة عندما يدعم الآباء هذا السلوك لدى أبنائهم.

عدم الإساءة إلى الآخرين
قد يصل الخجل بالمراهق إلى عدم قدرته على سماع ما يقوله الكبار أو الغرباء وهم يتحدثون إليه وفي أحيان كثيرة لا يتجرأ على رفض أي شيء لأنه يكون مسكونا بفكرة عدم الإساءة إلى الآخرين . غير أن الخجل يأخذ طابعاً مرضياً حين يتحوّل إلى خوف من الفشل عند الإقدام على أي فعل يقوم به المراهق ويصل الأمر ذروته عند إنهاء الدراسة الثانوية التي لا تعدّ امتحاناً لفحص المعارف بل نقطة فاصلة بين خجل الطفولة وجسارة النضج والانطلاق.. ولا تعد مشاعر القلق التي يشعر بها المراهق في هذه الفترة خطرا عليه، بقدر ما تعبر عن مظاهر معركته مع الحياة ويعتمد تفتح الشخصية اعتماداً كلياً على قدرة الشاب الصغير على تخطي هذه المرحلة.

بلوغ بلا خجل
مهمة خاصة بالأبوين في التعامل مع الحالة والأخذ بيد الفتى شيئاً فشيئاً لإخراجه من دهاليز الخجل وعقدته تجاه الآخرين..
1- تحديد مصادر الخجل عند المراهق..
2- تشجيع المهارات الإجتماعية القائمة على التواصل مثل إقامة رحلات مع الأصدقاء، أو إلقاء كلمة في حفل مدرسي، زيارة الأصدقاء في مناسبات الأفراح أو الأتراح.
3- تشجيع المراهق على التعبير عن نفسه بصراحة وامتلاك الشجاعة للرفض أو الإعتراض عندما لا يرغبون بشيء معين.
4- تقبّل المراهق واحترام رأيه حتى إذا لم يتفق معنا، كما يجب أن يشعر بأنه ينتمي إلى الأسرة وأن يقدم له الدعم كلما كان ذلك ضرورياً.
5- تدعيم ثقة المراهق بنفسه من خلال ذكر مواضع قوته ومواقف النجاح التي حققها وإنجازاته.
6- ممكن الطلب من المراهق الخجول أن يقوم ببعض المجازفات الإجتماعية المحسوبة، وذلك بأن يبادر بعض الزملاء بالتحية، والدخول معهم في حوارات إجتماعية، وإجراء إتصالات هاتفية معهم، مما يساعد في كسر حاجز الخوف عنده ويعزز ثقته بنفسه.
7- تشجيع المراهق على ممارسة الهوايات المفيدة حسب الإمكانات التي يمتلكها بما يحقق له النجاح.
8- تشجيع المراهق على الحديث الإيجابي مع نفسه حيث يقول: "أنا لست أقل شأناً من الآخرين، أنا أعرف كما يعرف أن شخص آخر، حتى لو لم يوافقني الآخرون، سأقول رأيي بصراحة".

مقالات متعلقة