سكان الأحياء التي تشهد احتجاجات مستمرة يعانون من رداءة الخبز الذي يتم توزيعه عبر أفران حكومية
مخابز عديدة بات أصحابها يرفضون العمل بعد تعرض مناطقهم لإطلاق نار عشوائي من قبل قوات الأمن عدة مرات
الأهالي باتوا ينتظرون ساعات في طوابير طويلة أو يضطرون للقيام بجولة على الأفران للحصول على كميات قليلة من الخبز
قال ناشطون حقوقيون سوريون إن الجيش السوري يواصل قصفه العنيف لمدينة حمص لليوم الثاني على التوالي ما أسفر عن سقوط ثلاثة قتلى على الرغم من موافقة الحكومة السورية على مبادرة جامعة الدول العربية لوقف العنف وسحب الجيش من المدن السورية. وذكر الناشطون أن دبابات الجيش ركزت قصفها على ضاحية بابا عمرو في حمص بعد يوم من مقتل أكثر عشرين شخصا خلال العمليات العسكرية في المدينة. وأظهرت مقاطع فيديو نشرت على شبكة الانترنت دبابات الجيش تقصف مناطق سكنية في حمص. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن "شخصين آخرين قتلا الجمعة في محافظة درعا أحدهما جندي منشق من مدينة نوى والآخر من الحراك بعد أن أطلقت عناصر من المخابرات العسكرية النار عليهما في منطقة تل شهاب على الحدود الاردنية السورية اثر محاولتهما الفرار الى الاردن". في غضون ذلك قال زعماء للمعارضة إن رد القوات السورية على الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي ستخرج بعد صلاة الجمعة ستكون اختبارا لاتفاق الرئيس بشار الاسد مع جامعة الدول العربية لوقف العنف وبدء محادثات مع المحتجين.
مباشر عن قناة الجزيرة
* ناقشوا هذا الخبر على صفحة موقع العرب على الفيس بوك
أفاد ناشطون سوريون أن عشرين شخصا على الاقل قتلوا برصاص قوات الامن السورية في مدينة حمص بعد يوم واحد من موافقة السلطات السورية على خطة الجامعة العربية لانهاء الازمة الحالية في البلاد. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره لندن "ارتفع الى عشرين عدد الشهداء المدنيين الذين قتلوا الخميس في احياء تل الشور ووادي ايران وبابا عمرو والانشاءات وباب الدريب والبياضة والخالدية وكرم الزيتون" في حمص.
ومع تواصل عمليات القمع التي تمارسها السلطات السورية بحق المحتجين، يشتكي مواطنون في مدينة حمص التي تشهد أعنف العمليات العسكرية، من نقص حاد في الخبز، وتعطل عمل الكثير من المخابز نتيجة الوضع الأمني وتضييق السلطات السورية عليها. وإلى جانب تواصل القصف وإطلاق النار باستمرار، يتهم سكان في المدينة، الحكومة السورية بتقليص إيراد الطحين والوقود إلى الأفران، فقط في الأحياء المعروفة بمعارضتها للنظام، والتي تتجاوز نسبتها الـ85 % من أحياء المدينة حسب ناشطين إعلاميين. ويقول ناشطون وشهود عيان من حمص، إن الأهالي باتوا ينتظرون ساعات في طوابير طويلة، أو يضطرون للقيام بجولة على الأفران، للحصول على كميات قليلة من الخبز. في دولة تُمثّل فيها الأفران الحكومية أهم مورد للحصول على الخبز.
أزمة خبز
ومع تجنب الكثيرين المرور من الحواجز الأمنية المنتشرة في أحياء حمص وريفها، خشية الاعتقال العشوائي، أو التعرض للقنص من قناصين منتشرين في أماكن كثيرة مجهولة، أو الخوف من إطلاق نار عشوائي من أحد الحواجز القريبة، أصبحت المدينة مقطعة، ما زاد الضغط على أفران معينة، في حين بقيت أحياء أخرى دون أفران كحي البياضة حسب ما يؤكد ناشطون. وفي وقت تعيش فيه الأحياء الموالية للنظام أوضاعاً اقتصادية مريحة، يعاني سكان الأحياء التي تشهد احتجاجات مستمرة من رداءة الخبز الذي يتم توزيعه عبر أفران حكومية.
تقليل توريد كميات الطحين
ويعرب مواطنون في المدينة، عن عدم تمكنهم من الحصول على الخبز والمواد التموينية الأخرى، من الأحياء الموالية للنظام، خوفاً من ميلشيات مسلحة تابعة له، ويطلقون عليها تسمية "اللجان الشعبية"، وتنتشر عند مداخل هذه الأحياء, حيث يقوم أفرادها بتفتيش المارة ويتعرضون لهم بالضرب حين يكتشفون أنهم ينتمون لأحياء المعارضة. ويتهم سكان من مدينة حمص، الحكومة السورية بتعمُّد تقليص يوم العمل في الأفران العامة التابعة للحكومة، وتقليل توريد كميات الطحين إليها، ما سبب في تراجع كميات الإنتاج بشكل كبير، كما حدث لأحد مخابز حي الخالدية، الذي تقلص فيه العمل من 10 ساعات إلى أربع ساعات عمل يومياً.
سياسة الانتقام
ومع تفاقم أزمة الطحين والوقود في البلاد، اضطرت مخابز خاصة إلى إغلاق أبوابها، خصوصاً تلك التي أقامت قوات الأمن حواجز أمنية قريبة منها. وأفادت مصادر من المدينة أن مخابز عديدة بات أصحابها يرفضون العمل، بعد تعرض مناطقهم لإطلاق نار عشوائي من قبل قوات الأمن عدة مرات. ويتهم ناشطون سوريون السلطات بممارسة "الانتقام"، من الأحياء المعارضة للنظام، ومنعها من الخدمات الأساسية كالكهرباء والماء ورفع القمامة. وقال ناشطون في مدينة القصير إن السلطات السورية منعت عنهم الغاز، في حين تشتكي أحياء أخرى معروفة بمعارضتها للنظام السوري، من انقطاع متواصل للكهرباء.