الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 24 / نوفمبر 13:01

العنف في الوسط العربي! الساكت عن الحق شيطان اخرس/ بقلم: خالد أحمد محاميد

كل العرب
نُشر: 06/12/11 09:20,  حُتلن: 09:49

خالد أحمد محاميد في مقاله:

السكوت لا يجدي نفعا وانما نحن مطالبون بالعمل على رفع الظلم عن مجتمعنا مهما تكالبت عليه الايام

الساكت عن الحق شيطان اخرس فكيف لنا أن نسكت عن الحق ونحن نرى الاعوجاج في مجتمعنا وقد آن الأوان لتصحيحه بدلا من أن نكون اعوانا للشيطان

على المسؤولين في أي مجتمع عربي يعاني من العنف وضع خطة متكاملة لدفع الاذى عن المواطنين الابرياء الذين يرغبون حقا في العيش بكرامة وأمن واستقراء

هناك الكثير مما يمكن عمله لكي لا تتكرر جرائم القتل والسرقة والنهب واعتقد أن كل مواطن شريف يرى أن هناك ضرورة ملحة لوقف ظاهرة التسيب الأمني والأمان في بلداتنا العربية

الثامن عشر من شهر تشرين اول اكتوبر يعتبر من اشد الايام قسوة وايلاما لدى ابناء أم الفحم الذين استيقظوا على حدث جلل أثار الألم في النفوس وابكى العيون وادمى القلوب ..ففي ذلك اليوم المشهود ارتكبت جريمة القتل التي راح ضحيتها توفيق هيكل ونجليه وقامت أم الفحم عن بكرة ابيها بتشييع الضحايا الثلاثه في موكب جنائزي أثار مشاعر الناس قاطبة في جميع انحاء الوطن.

انعدام الأمن والأمان
كانت الجريمه التي استنكرتها كافة قطاعات الشعب الفلسطيني محفزا لاتخاذ خطوات احتجاجية لشجب الجريمة اولا ولدفع الشرطة الى اتخاذ ما يلزم للكشف عن الجناة . وتمثلت هذه الخطوات باعلان الاضراب والتظاهر امام مركز الشرطة واقامة خيمة الاحتجاج والقاء المحاضرات الهادفة ولا ننسى أن الأئمة في المساجد لم يسكتوا البتة عن هذه الجريمة فخصصوا خطبة الجمعة لهذا الحدث وانبرت وسائل الاعلام المحلية والاسرائيلية الى تحليل ظاهرة العنف في مجتمعنا الفحماوي والاسباب التي ادت الى وضع لا يأمن الانسان فيه على نفسه وممتلكاته.
لقد تابعت هذه التطورات بعين الفاحص المتأمل فوجدت أن هناك الكثير مما يجب عمله لحفظ الأمن والأمان في بلادنا العربيه وخاصة في أم الفحم ..

كرامة واستقراء
إن مدينة أم الفحم من أكبر مدن الداخل الفلسطيني وعلى مدى سنوات عديده عانت من ظاهرة العنف كما هو الحال مع المدن والقرى الاخرى ومن هذا المنطلق كان لا بد من اتخاذ خطوات عمليه من اجل درء خطر العنف عن مجتمعنا الذي أمسى عرضة لتفشي هذا العنف في جنباته ..ومن خلال تجربتي في قضايا الأمن والأمان والحراسة فقد وجدت أن على المسؤولين في البلدية أو في أي مجتمع عربي يعاني من العنف وضع خطة متكاملة لدفع الاذى عن المواطنين الابرياء الذين يرغبون حقا في العيش بكرامة وأمن واستقراء.

إن من واجب المسؤولين العمل على تنفيذ خطة متكاملة تكون كفيلة بانقاذ مجتمعنا من الانهيار والانزلاق الى الهاويه التي ما بعدها هاوية، ولذا فاني اقترح الخطوات العملية التالية:

1. تشكيل مجموعات للحراسة تكلف بالتجوال واعمال الدورية في كافة الاحياء تستمد قوتها وصلاحيتها من قانون مساعد تقوم باقراره السلطة المحلية وبمصادقة الجهات المختصة في وزارة الداخليه. وبمعنى اخر أن تكون الحراسة بدون مداهنة أو مواربة.
2. تنشيط عمل لجان الاحياء لاقتفاء أثر أي مشكلة عائليه أو اخرى قد تكون عاملا مساعدا في اثارة الضغائن واستفحال الصراع بين عائلات من ذات البلدة.
3. قيام السلطه المحلية بوضع احصائية للتواجد السكاني المحلي بالاضافة الى تواجد من هم ليسوا من سكان البلد المحليين لتدارك أي مشكلة قد تنجم عن قيام شخص غريب بارتكاب مخالفة أو جريمة.
4. على السلطة المحلية العمل جنبا الى جنب مع الجهات المختصة لتنظيم عمل الحراسة الليله وتنسيق عملها مع السلطات الاخرى ومنح العاملين السلطة والصلاحية لتوجيه اسئلة أو الاستفسار لمن يثير الشبهات والتعاطي مع الجهات المسؤولة مثل السلطة المحلية والشرطة أو أي جهة ذات صلة.
إن هناك الكثير مما يمكن عمله لكي لا تتكرر جرائم القتل والسرقة والنهب واعتقد أن كل مواطن شريف يرى أن هناك ضرورة ملحة لوقف ظاهرة التسيب الأمني والأمان في بلداتنا العربية والتي تئن هذه الايام تحت وطأة العنف المستشري فيها.

التمويل الملائم
ولو درسنا امكانيات تمويل هذه النشاطات لوجدنا أنه بالامكان ايجاد الموارد لسد الاحتياجات الضرورية حتى وإن احتاج الامر الى التوجه الى الوزارات المختلفة لايجاد التمويل الملائم والمناسب. إن التجارب علمتنا ألا نسكت ولا نركن الى الهدوء بينما نرى أن الارض من تحتنا تتحرك وتهدد بابتلاعنا إذا لم نكن على قدر كبير من المسؤولية والعقلانية والقدرة على درء الاخطار.
تجربتي في هذا المجال تحتم علي اسداء النصح لعل وعسى نصل الى مبتغانا ونرفع عن مجتمعنا الاخطار المحدقة به. إن كل ذي بصيرة في مجتمعنا (إن كان ذلك في أم الفحم أو باقه الغربية أو الطيبة أو قلنسوة أو الناصرة أو أي بلد عربي فلسطيني كبيرا كان أم صغيرا) عليه أن يرى أن السكوت لا يجدي نفعا وانما نحن مطالبون بالعمل على رفع الظلم عن مجتمعنا مهما تكالبت عليه الايام .
وقد قيل :"الساكت عن الحق شيطان اخرس.." فكيف لنا أن نسكت عن الحق ونحن نرى الاعوجاج في مجتمعنا وقد آن الأوان لتصحيحه بدلا من أن نكون اعوانا للشيطان .
وقد قال رب العزة : (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ).صدق الله العظيم.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.co.il 

مقالات متعلقة