تم التأكيد في حلقة الذكر ان الصلاة أجلُّ العبادات يتلى فيها كلام الله وفيه الوعد والوعيد وان الذكر عبادة متسائلين ما الذي أوجب أن يذكر في حلقته كلام العاشقين وأسماء الصالحين؟
أقامت الجماعة الصوفية في مدينة سخنين حلقة ذكر لله تعالى في الزاوية الصوفية بالمدينة تيمناً بليلة صيام يوم عاشوراء وذلك بحضور ومشاركة الشيخ يوسف أبو شريعة القطب في الحركة الصوفية في فلسطين، والشيخ حسين درويش أبو صالح والحاج حسين علي أبو صالح "أبو رامي" والحاج جمال طربيه والمربي جمال سيد أحمد وعدد من المشايخ الأفاضل والمريدين أتباع الطريقة الصوفية، حيث تخللت حلقة الذكر مديح نبوي رائع قدمه عدد من المنشدين المريدين وسعيد طربيه.
هذا قام الحضور على أقدامهم يذكرون الله تعالى، فسمعوا أحسن القول فاتبعوه وطابوا به وتلذذوا بذكره تعالى في أجواء إيمانية تخلو من الكبر وفيها معاني التواضع والاحترام، وفتحوا قلوبهم لاسم الله واسم نبيه صلى الله عليه وسلم، وطابت نفوسهم وصعدت أرواحهم، لاحت عليهم بوارق الإخلاص، فكان كل من في المجلس كالغائب على حال الحاضر، وكالحاضر على حال الغائب، قلوبهم مشغولة بالله وقد ترفعت عن الدنيا فيقولون "الله"، ولا يعبدون إلا إياه. يقولون "هو"، وبه لا بغيره يتباهون، إذا غنّاهم الحادي يسمعون منه التذكار، فتعلوا همتهم في الأذكار.
الذكر عبادة فهم على قناعة أن الذكر عبادة، فما الذي أوجب أن يذكر في حلقته كلام العاشقين وأسماء الصالحين؟ ولكن يقال أن الصلاة أجلُّ العبادات، يتلى فيها كلام الله، وفيه الوعد والوعيد ويقال في تحية الصلاة "السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ما أشرك المصلي ولا خرج عن بساط عبادته، ولا عن حد عبوديته، وكذلك الذاكر سمع الحادي يذكر اللقاء، فطاب بطلب لقاء ربه، (من أحب لقاء الله، أحب الله لقاءه) واذا سمع الحادي يذكر الفِراق، فتأهب للموت، وتفرَّغ من حـب الدنيا".
واذا سمع الحادي يذكر الصالحين، فتقرب بحب أحباب الله إلى الله، هذه إحدى الطرق للتقرب إلى الله والتي هي بعدد أنفاس الخلائق، إذا كان وارد الهزة من الروح، فنسبة الرقص للروح لا للجسم.
وإذا ذكر الحادي أسماء الصالحين، فألزموا أنفسهم اتباعهم، ليكونوا معهم - (المرء مع من أحبّ) وأوجبوا عليهم التخلق بأخلاقهم، فالأولى أن يأخذ الناس عنهم الحال، والوجد الحق.