رحاب بريك :
قديما كان للمرأة الدرزية دورا هاما في مجتمعها الأسري
لدى كل امرأة قوة كامنة بداخلها، وعليها ان تؤمن بنفسها وأن تضع الهدف أمامها ولا شك انها ستحقق هذا الهدف وستصل الى ما تصبو اليه
أقيم في قاعة أبو سنان للأفراح لصاحبها مفيد شمامة، يوم السبت، يوم دراسي مميز لجمعية مجلس أمناء الطائفة الدرزية بحضور رئيسها الشيخ حسين لبيب أبو ركن، أعضاء الإدارة، رجال الدين، نساء متدينات وجمهور راوح المائة من الرجال والنساء. وَقُسّم اليوم الدراسي الى مجلسين، المجلس الأولى لسماع المحاضرات والمجلس الثاني الى مداخلات وأسئلة من الحضور.
تربية الأولاد
افتتح اللقاء نائب رئيس المجلس، حاتم حسون بمداخلة أكد من خلالها على الثوابت التي قام من أجلها مجلس أمناء الطائفة الدرزية، ثم تطرق في كلمته الى القوانين التي تحد من مكانة المرأة الدرزية معتبرا أنها جاءت بتأثير من أنظمة السلفيين والأصوليين التي أخذت تغزوا مجتمعنا أيضا، وأضاف ان اللقاءات مستمرة في مختلف القرى الدرزية بهدف التصدي لهذه القوانين التي لا تتلاءم وروح العصر.
ثم ألقى الشيخ حسين أبو ركن، رئيس مجلس أمناء الطائفة الدرزية محاضرة قيمة بعنوان:" المرأة المحافظة في عصر التطور"، سلط من خلالها الضوء على مكانة المرأة في المجتمع الدرزي وتأثيرها ومساهمتها من النواحي الاجتماعية، السياسية، العسكرية والدينية في بناء الاجيال داعماً ذلك بأمثلة من التاريخ الغابر والحديث. وأضاف الشيخ ابو ركن:" المرأة هي المرأة في كل التقلبات منذ العصور الغابرة وحتى يومنا هذا، إذ أنها العنصر الأساسي في حياة العائلة، وتحتل في مجتمعها المكانة الهامة التي تعتبر ركنا أساسيا في تربية الأولاد، القيام بشؤون المنزل بالإضافة لما تقوم به من مشاركة ومساعدة لزوجها في أعمال المعيشة حيث تتمتع باحترام بالغ في أسرتها ومجتمعها". كما تطرق في محاضرته الى موضوع الحرمان الديني للنساء الدرزيات اللواتي يقُدن السيارات وحيازة رخصة السياقة والذي يثير في الآونة الأخيرة جدلًا كبيرًا في أوساط المجتمع الدرزي وخاصة شريحة النساء، معتبرا ذلك وضع العراقيل أمام تقدم وتطور المرأة وأخذ دورها الريادي في المجتمع.
الثنائية والازدواجية
وألقت المربية ليلى فراج، نائب رئيس مجلس الأمناء، محاضرة قيمة تطرقت من خلالها الى مناصفة المرأة في مذهب التوحيد فقالت:" ان مذهب التوحيد دون غيره يخص المرأة بالمساواة الكاملة مع الرجل وينادي بتعليم وتهذيب البنت كي تصبح أما فاضلة تنشئ النشء على خير الأخلاق ونبلها، وهذا ما يشعرني أحيانا بالثنائية والازدواجية حيث إن ممارستنا تتنافى وتعاليم ديننا، فمن هنا ارجو ان نتريث ونعتمد التوازن والموازنة ما بين الأمور لنهتدي الى شاطئ الامان. فلا يكفي ان نترجم الأشياء بظواهرها، بل علينا ان نخوض الى أعماق جواهرها، فكيف يتسنى لنا أن نواكب ركب الحضارة والنصف الفاعل فينا جاهل؟!
وتطرقت فراج الى موضوع الحرمان والمحظورات قائلة:" بعض هذه القوانين تنافي البعد الجوهري الذي نؤمن به، فالدين الذي ينصف المرأة ويمنحها حقوقا كاملة ويساويها بالرجل، يعي ان التربية التوحيدية السليمة كفيلة بأن تمنح المرأة ذلك الوعي المميز الذي يحصنها من أي إثم أو خطيئة".
وأنهت المربية ليلى فراج كلامها بنداء الى الاخوة الموحدين مناشدة اياهم قذف ترسبات الجهل والوقوف الى جانب المرأة التي هي الام والاخت والابنة والزوجة وان يدعموا فيها ثقتها وايمانها بنفسها كي تترك لنا بصمات حضارية ندية على خارطة الاخلاق والإنسانية.
تغيير الأوضاع ومواكبة ركب الحضارة
الكاتبة رحاب بريك تحدثت عن دور المرأة في المجتمع فقالت:" قديما كان للمرأة الدرزية دورا هاما في مجتمعها الأسري، حيث أدت مهام عدة في غياب الزوج فعملت بالزراعة وإدارة البيت والتربية وغيرها. ثم ألقت الكاتبة الضوء على القوة المتواجدة لدى المرأة من الناحيتين الجسدية والفكرية وقوة الإرادة، مؤكدة على القوة الفكرية لديها. وأعطت الكاتبة رحاب بريك مثالا من تجربتها الشخصية ومسيرة حياتها التي تكللت بالنجاح بفضل مثابرتها وتحديها للمصاعب الجمة التي واجهتها من المجتمع والظروف الشخصية، وتوجهت الى النساء قائلة:" لدى كل امرأة قوة كامنة بداخلها، وعليها ان تؤمن بنفسها وأن تضع الهدف أمامها ولا شك انها ستحقق هذا الهدف وستصل الى ما تصبو اليه.
وشارك النائب السابق أسعد أسعد بمداخلة شرح خلالها أوضاع الطائفة بشكل عام مؤكدا على فشل القيادات في ايصال الطائفة الى بر الامان وانه قد آن الأوان لعمل المزيد من أجل تغيير الأوضاع ومواكبة ركب الحضارة.
أهمية إقامة مجلس استشاري
واستذكر الشيخ زيدان عطشة، باعث فكرة إقامة مجلس الأمناء والمبادر لتأسيسه، النقص في اداء القيادات الدرزية على مدار سبعين عاما بسبب تغييب القيادات النسائية ودورهن في صقل هيبة وكرامة ومقام الطائفة الدرزية في اسرائيل، وذلك اعتمادا على قيادات نسائية عززت مكانة الطائفة على مدار العصور في جبل الدروز ولبنان. ودعا الشيخ عطشة النساء الى استئناف دورهن بإصرار في المجالات المختلفة وعدم الخضوع لأية قرارات أو قوانين لم تشر إليها أو تنص عليها كتبنا المقدسة، معتبرا بعض هذه القرارات ارتجالية تهدف الى التقليل من دور المرأة واستضعافها.
وألقت العاملة الاجتماعية سعاد حلبي محاضرة قيمة حول تداخل الأجيال مؤكدة على النواقص الموجودة في المجتمع للعناية بمختلف الأجيال وخاصة جيل الشيخوخة، وتطرقت حلبي الى عدم وجود برامج تعليمية وتثقيفية للشباب والبنات، مما يبقي المجال مفتوحا أمام الإنترنت وغيره من وسائل الميديا كمصدر اساسي لذلك، ونوهت سعاد حلبي الى أهمية إقامة مجلس استشاري لمعالجة مختلف المشاكل تضم رجال دين، عاملات اجتماعية، رجال تربية وكافة قطاعات المجتمع.
وانتهى المجلس الأول بتناول الحضور وجبة عشاء وليبدآ بعد ذلك المجلس الثاني حيث فُتِح المجال أمام الحضور لتوجيه الأسئلة لرئيس وأعضاء الإدارة ولسماع مداخلات واقتراحات، وشارك في هذا المجلس كل من الاخوة والاخوات: شعلان عرايدة، نبيهه عطالله، هادي زاهر، جهاد مصطفى وغيرهم.
وانتهى المجلس الثاني بكلمة ارشادية توحيدية من الشيخ وهاب حرب نالت استحسان الحضور.