عفو إغبارية: عصابات ما يسمّون بـ "دفع الثمن" الذين ولدوا من رحم هذه السياسة يعبثون بمستقبل السلام والتعايش بين أبناء الشعبين

إغبارية للنائب اليميني دفيد روتم: لن أهبط إلى مستوى الرد على فاشي كهانيست صغير مثلك فأنت تتصدّر قائمة المشرِّعين للقوانين العنصرية

ضمن اقتراحه على جدول أعمال الكنيست حول الممارسات العنصرية لفلول العنصريين المتطرّفين ضد اليهود الأثيوبيين في كريات ملاخي قال النائب د. عفو إغبارية أمام هيئة الكنيست العامة مساء أمس الثلاثاء، إن ما حدث ويحدث في كريات ملاخي هو غيض من فيض للعنصرية المتفشّية في إسرائيل.


النائب عفو اغبارية

وقال د. إغبارية إن معالجة هذه الجرثومة العنصرية التي أصابت المجتمع الإسرائيلي والقضاء عليها، يجب أن تبدأ من رأس الهرم المسبب لهذه الظاهرة الخطيرة، من رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو، إلى وزاراءه، حتى أعضاء الكنيست اليمينيين المتطرِّفين أمثال أنستاسيا ميخائيلي (يسرائيل بيتينو) التي تصبّ نار حقدها ضد أعضاء الكنيست العرب دون سواهم، وصولاً إلى الربانيم والحاخامات العنصريين. يجب ردع كل هؤلاء ومحاسبتهم على تفوهّاتهم العنصرية المسمومة التي تشعل فتيل الحقد والكراهية والعنصرية في المجتمع الإسرائيلي.

التحريض العنصري
وقال د. إغبارية إن التحريض العنصري الأرعن الذي يشنّه وزراء في الحكومة وأعضاء كنيست من الكتل المختلفة ضد الجماهير العربية ووصف المواطنين العرب بأنهم طابور خامس يشكلون خطرًا استراتيجيًا وقنبلة ديموغرافية موقوتة ضد إسرائيل، كل هذه الممارسات تشكّل تربة خصبة لنمو النفسية العنصرية ضد الآخر، أي ضد العرب وضد اليهود الأثيوبيين وضد كافة الشرائح الضعيفة والفقيرة في المجتمع الإسرائيلي على اختلاف انتماءاتها.
هذا وهبّ النائب دافيد روتم من (يسرائيل بيتينو) للدفاع عن زميلته أنستاسيا وقاطع خطاب موجِّهً كلامه للنائب إغبارية بالقول: "أنت أيضًا عنصري"، فأجابه د. عفو: "لن أهبط إلى مستوى الرد على فاشي كهانيست صغير مثلك لأنك تتصدّر قائمة المشرِّعين للقوانين العنصرية الموجّهة ضد العرب وكذلك ضد اليهود الأثيوبيين وغيرهم".

"دفع الثمن"
وأكد أن عصابات ما يسمّون بـ "دفع الثمن" الذين ولدوا من رحم هذه السياسة، يعبثون بمستقبل السلام والتعايش بين أبناء الشعبين، يحرقون المساجد ويقتلعون أشجار الزيتون التي ترمز للسلام، دون أن تقوم أجهزة الأمن باعتقالهم ومحاسبتهم، هو مؤشّر خطير يعبّر عن رضى السياسة الرسمية التي تمنحهم الضوء الأخضر ليواصلوا نشاطهم العنصري وإشعال نار الفتنة العنصرية والمواجهة الصدامية. واختتم د. عفو خطابه باقباس المقولة المشهورة للمناضل الأمريكي ضد العنصرية مارتن لوتر كينغ الذي ارتبط اسمه بالدعوة للحرية ونبذ العنصرية، حيث قرأ د. عفو مقولة كينغ المشهورة (I Have a Dream ) بكلمات أخرى تناسب الأوضاع في إسرائيل معبّرا عن اعتذاره لكينغ على تغيير النصّ وقال: "يوجد لي حلم، أن يعيش على هضاب هذه الأرض أطفالاً من اليهود والعرب بمساواة وسلام دون (دفع الثمن)، يوجد لي حلم أن تتحرّر البلاد من الاحتلال والاضطهاد وتصبح واحة تزدهر فيها الحرية والعدالة الإجتماعية للجميع، يوجد لي حلم أن يعيش ابنائي الثلاثة في دولة لا تحكم بحسب الانتماء القومي وإنما باعتماد الإنسان كقيمة سامية".