إلى الدرة المكنونة والجوهرة المصونة
إلى من اخطأ الجميع في حقها
إلى من استهدفها أعداء الإسلام ليطعنوا الدين من خلالها
إلى أمي وأختي وابنتي وزوجتي
تعالى لتعرفي قدرك عند الله ومكانتك الغالية في دين ....الإسلام
قال الله تعالى في كتابه الكريم..بسم الله الرحمن الرحيم (وضرب الله مثلا للذين امنوا امرأة فرعون إذ قالت رب ابني لي عندك بيتا في الجنة ونجنى من فرعون و عمله ونجنى من القوم الظالمين * ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين) فنرى هنا أن الله سبحانه وتعالى عندما أراد أن يضرب مثلا للذين امنوا رجالا ونساء فلم يذكر اسم نبي أو صحابي أو رجل صالح وإنما ضرب المثل بامرأتين وهذا أعظم تكريم للمرأة وهو أن نموذج الإيمان يتمثل في هاتين المرأتين الصالحتين....... فالمرأة هي نصف المجتمع وهى التي تربى النصف الآخر إذا هي كل المجتمع وهي الأم والأخت والزوجة والابنة و مصدر الحنان والعاطفة في الحياة وقد جعلها الله سكن للزوج وجعل بينهما مودة ورحمه ...كما كرم الله الأم ووصى بها إحسانا في القرآن فإذا صلحت المرأة صلح المجتمع كله وكانت بمائة رجل وحملت الدين على أكتافها. ونجد أيضا أن آخر وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم قبل وفاته كانت (ألا استوصوا بالنساء خيرا)...كما قال (رفقا بالقوارير)...وقال صلى الله عليه وسلم (اتقوا الله في نسائكم فإنما هن عوان عندكم)...فهنا نجد القيمة الكبيرة للمرأة عند النبي صلى الله عليه وسلم واهتمامه بها . نجد أيضا أن هناك سورة في القرآن اسمها سورة النساء وتتكلم عن العدل والرحمة مع المستضعفين في الأرض وخاصة النساء.....فالإسلام هو الذي كرم المرأة وأعاد إليها كرامتها بعد أن كانت مهانة وذليلة وبلا قيمه في كل الأمم التي عاصرت أو سبقت عهد النبي....كانت مهانة عند اليهود و النصارى و الإغريق و الرومان و الفرس وغيرها من الحضارات القديمة وجاء الإسلام ليضع المرأة في مكانها الطبيعي وليغير الصورة تماما...
فإذا استعرضنا تاريخ الأمم المسلمة سنجد نماذج وصور لنساء خالدات عبر التاريخ :
- السيدة حواء خلقها الله تعالى لتكون سكن لسيدنا آدم بعد أن شعر بالوحدة في الجنة.....وهى بريئة من كل التهم التي ألصقت بها والتي حملتها مسئولية خروج آدم من الجنة.....أما القرآن فكان خطابه لآدم و حواء على السواء بل ووضع المسئولية على آدم لأنه الرجل......ورأينا كيف أحبها آدم وعاشا سويا أكثر من تسعمائة عام وعمرا الأرض سويا وأنجبوا الذرية المؤمنة وزرعوا معا أول بذور الإيمان و الإسلام في الأرض.
- السيدة سارة زوجة سيدنا إبراهيم ثبتت معه على الإيمان و التوحيد بالرغم من تكذيب كل الناس له ...وهاجرت معه لنشر الدين ورأينا كيف نجاها الله من يد فرعون مصر بكرامات لا يعطيها الله إلا لإنسانه مؤمنه و موصولة بالله....ثم رأينا كيف صبرت على عدم الإنجاب حتى كافأها الله وهى في التسعين من عمرها وأنجبت سيدنا إسحاق ورأت حفيدها سيدنا يعقوب في حياتها.
- السيدة هاجر زوجة سيدنا إبراهيم والتي أنجب منها سيدنا إسماعيل ورحل بها إلى مكة وكانت ارض صحراء لا زرع بها ولا ماء وتركهم هناك...فقالت له (آلله أمرك بهذا؟) فقال لها (نعم)....فقالت له (أذن فلن يضيعنا)....انظر إلى يقينها و ثقتها الشديدة بالله وقوة إيمانها واستسلامها لأمر الله......ويكفى إننا نتذكرها حتى الآن ونحن نحج بيت الله أو نعتمر عند السعي بين الصفا و المروة ونتذكر سعيها في طلب الماء لابنها الرضيع وعندما نشرب من زمزم نتذكر كيف أن الله كافأها على صبرها وسعيها....وأيضا تضرب لنا السيدة هاجر مثلا رائعا في ثباتها وتنفيذها لأمر الله ومجاهدتها للشيطان عندما هم سيدنا إبراهيم بذبح ابنه إسماعيل تنفيذا لأمر الله له وكيف ظهر الشيطان للسيدة هاجر في صورة رجل ليحنن قلبها على ابنها لكيلا تنفذ أمر الله وكيف إنها رجمته بالحصى...ونتذكر ذلك عند رمى الجمرات في منى حتى الآن في مناسك الحج.
- السيدة أم موسى رأينا كيف أوحى لها الله أن تضع وليدها في صندوق وتقذفه في اليم فأطاعت الله ونفذت أمره وألهمها الله الصبر وربط على قلبها حتى بعد أن التقطه حرس فرعون وجنوده فأعاده إليها لترضعه في قصر فرعون
- آسيا بنت مزاحم امرأة فرعون كرمها الله في القرآن و كرمها النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه بان قال (كمل من النساء أربع منهن آسيا زوجة فرعون) والتي رفضت متاع الدنيا وزينتها ووقفت في وجه فرعون وآمنت بالله وتحملت العذاب قي سبيل الله وثبتت على موقفها وسألت الله أن يبني لها عنده بيت في الجنة فنالت الشهادة ورأت بيتها في الجنة عند موتها فابتسمت قبل أن تفارق الحياة.
- ماشطة بنت فرعون كيف ثبتت على إيمانها و توحيدها لله وتحدت فرعون وكيف صبرت على قتل أبنائها الخمسة حرقا في الزيت المغلي أمام عينيها ولم تقل كلمة الكفر وانطق الله ابنها الرضيع ليثبتها حتى استشهدت في سبيل الله مع أولادها ....وفى رحلة المعراج الخالدة شم الرسول ريحها الطيبة في الجنة.....
- زوجة سيدنا موسى وكيف صورها الله في القرآن بقوله تعالى (وجاءته إحداهما تمشى على استحياء) فكانت مثلا للحياء واختارت أن تتزوج سيدنا موسى لأنه قوى وأمين رغم انه لا يملك شيئا
- زوجة سيدنا أيوب ورأينا كيف صبرت معه على الضراء و الفقر وكيف كانت تخدمه وهو مريض وكيف وقفت بجانبه حتى اشتغلت كخادمه في البيوت واضطرت لقص شعرها و بيعه لتنفق على البيت حتى رفع الله عنهم البلاء وعوضهم بأحسن مما كان عندهم قبل الشدة
- امرأة عمران والتي ذكرها الله في القرآن كيف نذرت ما في بطنها خالصا لله ليكون خادما للمسجد فكافأها الله بالسيدة مريم ثم سيدنا عيسى
- السيدة مريم العذراء خير نساء العالمين ورأينا كيف كرمها القرآن وذكر لنا الله عفتها و طهارتها ونقاؤها وعبادتها وتبتلها لله وكان الله يرسل لها بالفاكهة في غير أوانها وأجرى الله معجزة ورزقها بمولود بغير أب وهو سيدنا عيسى وتكلم في المهد لكي يرد على اليهود الذين اتهموها
- في قصة أصحاب الأخدود هناك قصه شبيهه بقصة ماشطة بنت فرعون قايضا هناك امرأة كانت تحمل طفلا رضيعا وكانت سترمى في النار فانطق الله رضيعها ليثبتها على الحق واستشهدت في سبيل الله
وأما في امة الحبيب محمد فالنماذج كثيرة ولا تحصى ولنرى كيف حملت المرأة الدين على عاتقها
- أمنا الحبيبة السيدة خديجة بنت خويلد كانت تسمى الطاهرة وكانت صاحبة مال و جمال وحسب و نسب وكانت تدير تجارة و كانت شديدة الذكاء وكانت تتسم بالعفة و الطهر ولم تسجد لصنم قط في الجاهلية وقد اختارت النبي صلى الله عليه وسلم زوجا لها بالرغم من انه لم يكن يمتلك شيئا ولكنه كان الصادق الأمين فكان زواجا مثاليا وكانت أعظم قصة حب عرفها التاريخ .....السيدة خديجة كان لها دورا كبيرا مع النبي في مساندته في بداية الدعوة ووفرت له الجو المناسب ليقوم بدعوته في ظل الإيذاء الشديد من قريش ....وهى أول من دخل في الإسلام وأول من سجد لله....وصبرت على موت ولديها القاسم و عبد الله (والطاهر في بعض الروايات) كما أنها ربت على بن أبى طالب وزيد بن حارثه بين أولادها دون تفرقه...وصبرت على فراق ابنتيها رقيه وأم كلثوم عندما هاجرا إلى الحبشة هربا من إيذاء قريش....السيدة خديجة دخل الإسلام على يديها الكثير من النساء...وكانت السند و العون و الصدر الحنون للرسول صلى الله عليه وسلم في أصعب فترات الدعوة بمكة.....وصبرت عند محاصرة الكفار للمسلمين في شعب أبى طالب وجاهدت بمالها في سبيل الله ..... وعندما جاءها الموت أرسل الله سيدنا جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يقول له (أن الله يقرئ خديجة السلام ويبشرها بقصر في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب) ...وهذا أعظم تكريم لهذه المرأة العظيمة....وليعلم الجميع قدرها ..وظل النبي صلى الله عليه وسلم على حبه الشديد لها وكان دائم الذكر لها ولأيامها و ذكرياتها حتى وفاته صلى الله عليه وسلم....حقا أعظم قصة حب في التاريخ..
- السيدة عائشة كانت على درجه كبيرة من الذكاء والفطنة بالرغم من صغر سنها ورصد لكل حركات النبي وسكناته فجعلها الله سببا في نقل معظم أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وعاداته و عباداته داخل البيت وخارجه واختارها الله لكي تنقل لنا الدين وتعلم الأجيال سنة النبي صلى الله عليه وسلم وتثبيتها بعد وفاته وكانت تسمى فقيهة الأمة وقد عرفنا من خلالها كل خصوصيات النبي وعرفنا منها فقه المرأة المسلمة وقد أوصى الرسول بأن نأخذ أحاديثه منها......وقد نزلت الآية الخاصة برخصة التيمم في عدم وجود الماء بسبب السيدة عائشة عندما خرجت مع الرسول في إحدى الغزوات ولم تجد ماء للوضوء.......وعندما جاءت لحظة وفاة النبي صلى الله عليه وسلم اختار الله له أن يموت في حضن السيدة عائشة وليس وهو يصلى أو يقرأ القرآن ولكن في حضن زوجته.....ونرى أيضا إيثارها لسيدنا عمر في أن يدفن بجانب النبي بدلا منها..... رحم الله السيدة عائشة أمنا الحبيبة.
- أول شهيد في الإسلام كانت امرأة وهى السيدة سميه أم عمار بن ياسر وبشرها النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة.
- السيدة أسماء بنت أبى بكر ذات النطاقين ودورها في هجرة النبي صلى الله عليه وسلم مع أبيها أبى بكر وكيف كانت تعلم مكانهم ولم تخبر احد وتحملت الأذى من أبى جهل وكانت توصل لهم الطعام وتحمله لمسافات طوياه في الصحراء وهي حامل في الشهر السابع وعمرها ثلاثة وعشرون عاما..... وكانت كثيرة العبادة ...كثيرة الإنفاق في سبيل الله.....وربت ابنها عبد الله بن الزبير على الجهاد فكان خير المجاهدين
- السيدة فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم وزوجة الإمام على...كانت أحب الناس أجمعين للنبي.....لأنها كانت أشبههم بالنبي خلقا واقتداء به في كل شيء....وقد ذكرها النبي في حديثه (كمل من النساء أربع ومنهن فاطمة بنت محمد)....وهى أم الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة
- السيدة خوله بنت ثعلبه نزل فيها قرآنا في سورة المجادلة عندما كانت تشتكى زوجها للنبي صلى الله عليه وسلم
- السيدة رفيده كانت أول ممرضه و طبيبه في الإسلام وكانت تخرج مع المسلمين في الغزوات لتمرض جرحاهم وأمرها النبي أن تنصب خيمتها في المسجد لعلاج سيدنا سعد بن معاذ عندما أصيب في غزوة الخندق
- الخنساء ودورها في الجهاد وكيف قدمت أربعة من أولادها ليجاهدوا ويستشهدوا في سبيل الله في يوم واحد في معركة القادسية أمام الفرس
- الخليفة المعتصم قام بفتح عموريه بسبب استنجاد امرأة مسلمه به عندما قالت (وامعتصماه)
- رأينا كيف كان للمرأة دورا في الدعوة إلى الله وفى الجهاد وفي السياسة وفي العلم وفي العمل وفي العبادة وفي تربية الرجال.......فكان أول من امن بالله امرأة وأول من سجد لله امرأة وأول شهيد امرأة
- عندما قال الرسول صلى الله عليه وسلم إن (المرأة خلقت من ضلع اعوج) كان يقصد أن المرأة تغلب عليها العاطفة في تصرفاتها وذلك مناسبا للدور الذي تقوم به من تربية الأطفال ولتكون سكن لزوجها وهذا يزيدها تكريما ولا ينقص من قدرها.......وكذلك عندما قال النبي صلى الله عليه وسلم أن (النساء ناقصات عقل و دين) فذلك لان العاطفة عندهم تغلب على العقل كما قلنا ويأتي عليهم أيام الحيض لا صلاة فيها و لا مس للمصحف فذلك نقص في الكم و ليس الكيف....وذلك لان أعداء الإسلام استغلوا هذه الأحاديث وقلبوا معانيها للطعن في الدين.
- ولذلك فقد ركز الغرب على المرأة وذلك لتدمير الأمة الإسلامية لأنه يعرف أن المرأة هي عصب المجتمع فشوه صورة الدين في نظرها وصور لها الإسلام على انه سجن و قيود و تزمت و تخلف ورجعيه فخلعت حجابها و ضاع حياؤها وزاحمت الرجل في كل مجالات العمل التي لا تليق بها وأهملت بيتها و ضاع أبناؤها وسارت وراء القيم الغربية المنحلة وقلدت المرأة الغربية......مع أن المرأة الغربية في غاية الإهانة فإنها إن لم تعمل لتكسب...فإنها لن تستطيع أن تعيش وستداس بالإقدام ....كما أنها باعت جسدها وأصبح سلعه تشترى وتباع ...ووسيلة لبيع كل السلع.....حتى إذا تقدم بها العمر تدخل دار المسنين فلا يوجد تكافل ولا بر والدين ولا أي شيء....حتى إذا ماتت أرسل احد أبنائها مصاريف الجنازة.....فمن كرم المرأة إذا ومن أهانها؟
- أختي في الله اعلمي قدرك عند الله واعملي لرفعة دينك وليكن اللقاء مع النبي- صلى الله عليه وسلم- و زوجاته عند الحوض وفى الجنة بأذن الله.
موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان:alarab@alarab.co.il