الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 23 / نوفمبر 20:01

الأسس العامة التي وضعها الإسلام لتربية الأطفال

أماني حصادية -
نُشر: 15/03/12 14:36,  حُتلن: 14:48

اهتمام الإسلام برعاية الأيتام والقيام على شؤونهمم خير دليل على احترام الإسلام للطفل اجتماعيا

اعتبر الإسلام الطلاق من أبغض الحلال عند الله لما قد يسببه من ضياع للأولاد وتعرضهم للإهمال من جانب الأبوين في حالة الطلاق

إذا كان الإسلام قد اهتم بالطفل قبل ولادته وجنينا في بطن أمه ثم وليدا ورضيعا فإنه لم يهمل جانب تربيته بعد ذلك، بل إن المبادئ والأسس التي وضعها الإسلام لتربية الأبناء تؤكد أن الإسلام يحترم الطفل احتراما كبيرا ولم يترك مجالا من مجالات التربية إلا وكان للطفل منها نصيب، ونستطيع أن نبين ذلك مما يلي:
الجانب الإيماني والخلقي: يحرص الإسلام على أن تكون كلمة التوحيد هي أول كلمة تقرع مسامع الوليد، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "افتحوا على صبيانكم أول كلمة بـ لا إله إلا الله"، فكل شيء يتعلمه الطفل مبكرا ينغرس.


صورة توضيحية

ولما كانت الصلاة هي عماد الدين فلقد حرص الإسلام على أن يتعلمها الطفل مبكرا وعتاد فعلها، فقال صلى الله عليه وسلم: " مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع"رواه أبو داود. ويقول صلى الله عليه وسلم: "أدبوا أولادكم على ثلاث خصال. حب نبيكم. وحب آل بيته. وتلاوة القرآن فإن حملة القرآن الكريم في ظل عرش الرحمن يوم لا ظل إلا ظله مع أنبيائه وأصفيائه". رواه الطبراني. واهتم الإسلام بتعليم الأخلاق الآداب الإسلامية والأخلاق الحميدة واعتبرها أفضل ما يقدم للطفل فقال: "أكرموا أولادكم وأحسنوا أدبهم" (ابن ماجه) وقال: "ما نحل والد ولدا من نحل أفضل من أدب حسن" (رواه الترمذي).

آداب الاستئذان
فلا عجب إذن أن نرى القرآن يتحدث عن آداب الاستئذان بالنسبة للأطفال عند الدخول على الأب والأم وهما في غرفتهما حتى نجنبهم النظر إلى أشياء لا يجوز النظر إليها، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاءِ ثَلاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (النور58). كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم حريصا على أن يعلم الأطفال الآداب والأخلاق والركائز الإيمانية، كما فعل مع عبد الله بن عباس عندما كان يركب خلفه فقال له: "يا غلام، إنى أعلمك كلمات، احفظ الله يحفظك..." وفعل كذلك مع عمر بن أبى سلمة عندما كان يأكل معه ولا يحسن آداب الطعام، فعلمه آداب الطعام والشراب، قائلا: " يا غلام، سم الله وكل بيمينك...".
الجانب العقلي والعلمي: وذلك من خلال حث الإسلام على تعلم القراءة والكتابة، وطلب العلم، ورفع مكانة العلماء، ولما كان التعليم فى الصغر أكثر فائدة من التعلم في الكبر فقد وجب على الآباء أن يسارعوا بتعليم أبنائهم.
الجانب النفسي: ويكون ذلك من خلال تحقيق العدل والمساواة بين الأبناء وعدم تفضيل أحدهم على الآخر، وعدم التمييز بين الذكور والبنات، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: " اتقوا الله واعدلوا بين أبنائكم"(رواه الحاكم).
هذا بالإضافة إلى الرحمة بالصغار، فقد قال صلى الله عليه وسلم : " ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا" (رواه أبو داود والترمذى(. ودخل رجل على الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يقبل الحسن والحسين فتعجب، وقال: والله يا رسول الله، إن لى عشرة من الأبناء ما قبلت أحدا منهم أبدا، فقال صلى الله عليه وسلم: " من لا يرحم لا يرحم" (متفق عليه)
ويدخل تحت هذا الجانب موضوع التفرقة بين الأولاد في المضاجع حتى لا يتعرض الأطفال لمثيرات الدافع الجنسي في سن مبكرة كما ورد فى الحديث " وفرقوا بينهم في المضاجع".

الجانب الاجتماعي

ويكون ذلك من خلال التفاعل مع الأطفال والتحدث معهم وتعويدهم على لقاء الآخرين والاندماج معهم، ولقد كان النبى صلى الله عليه وسلم يلقى السلام على الصبيان في الطرقات ويتحدث معهم ويتودد إليهم فيكسر عندهم الخوف والخجل والانطواء على النفس فيعتادوا مخالطة الناس والاندماج في مجتمعاتهم.
ولعل اهتمام الإسلام برعاية الأيتام والقيام على شؤونهمم خير دليل على احترام الإسلام للطفل اجتماعيا فليس معنى أن الطفل قد فقد أحد أبويه يتعرض للإهمال والضياع، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "أنا وكافل اليتيم فى الجنة هكذا، وأشار بالسبابة والوسطى وفرق بينهما" (رواه البخاري).
كما اعتبر الإسلام الطلاق من أبغض الحلال عند الله لما قد يسببه من ضياع للأولاد وتعرضهم للإهمال من جانب الأبوين في حالة الطلاق، وإذا حدث الطلاق فإن الإسلام يحفظ للأولاد حقوقهم المادية ويجعل حضانتهم للأم ما لم تتزوج أو تصاب بمرض مضر أو تسافر لبلد بعيد، يقول الإمام الكاساني: الحضانة تكون للنساء فى وقت وتكون للرجال في وقت، والأصل فيها للنساء لأنهن أشفق وأرفق وأهدى إلى تربية الصغار ثم تصرف إلى الرجال لأنهم على الحماية والصيانة وإقامة مصالح الصغار أقدر.
الجانب البدني والصح: اهتم الإسلام بالجانب البدني والصحي للطفل من خلال تعليمه القواعد الصحية العامة مثل نظافة البدن والملبس والمكان، وتعويده غسل الأسنان أو استعمال السواك، وتعليمه سنن الفطرة، مثل: قص الأظافر وترجيل للشعر والتطيب،... كما حث الإسلام على تعليم الأطفال الرياضات النافعة، فيقول عمر بن الخطاب رضى الله عنه: "علموا أولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيل".
 
موقع العرب يتيح لكم الفرصة بنشر صور أولادكم.. ما عليكم سوى ارسال صور بجودة عالية وحجم كبير مع تفاصيل الطفل ورقم هاتف الأهل للتأكد من صحة الأمور وارسال المواد على الميل التالي: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة