الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 23 / نوفمبر 01:02

د.عمر سعيد باحث في علم الأدوية

من سحر سعيد
نُشر: 13/04/08 20:46

* ما هي طبيعة عملك؟
- ينصب اهتمامي البحث على المراجعة الإخبارية لما نسب على الأعشاب الطبية المستخدمة في تراثنا الطبي ، بحيث يتم فحص الصفات العلاجية المنسوبة إليها بشكل علمي عبر فحصها في حلقات متعددة من البحوث ابتداء من أثرها على الخلايا ومن ثم على الحيوانات المخبرية ووصولا لأثرها على جسم الإنسان ، أي باختصار ما أقوم به هو تطوير مستحضرات علاجية مستمدة من الموروث الطبي العربي والإسلامي .



* لماذا هذا التأكيد على الطب العربي الإسلامي؟
- لأن هذا الموروث الطبي عظيم ويختصر بداخله تجربة مزجت نتاج كافة الحضارات السابقة علينا وطورناها بشكل غير مسبوق بالتاريخ ، ولأنها لم تحظ بفرصة البحث والتطوير الملائمة كما هو الحال مع الموروث الطبي للحضارة الغربية والإسلامية . ولأنني اعتقد أنها تحتوي إمكانيات هائلة بإفادة كافة المجتمعات بل والإنسانية جمعها ما زالت تنتظر من يزيح الغبار عن وجهها المنسي .
* هل لمست أن هناك عدم اهتمام كان بالنسبة للموضوع؟
- يمكن الإجابة عن هذا السؤال من خلال تتبع مرحلتين ما زالتا مغروستين في ذاكرتي : المرحلة الأولى : تواجهت معها حينما شرعت وبدأت في دراسة هذا الحقل الهام وذلك من خلال تجمع المعلومات المتناثرة هنا وهناك لدى من تبقى في مجتمعنا من معالجين شعبيين ، فضلا عن ما اختزنته ذاكرة المسنين الذين تعاملوا مع هذه المسألة بصفتهم مهتمين بها . في هذه المرحلة تعرفت على رحلة الطب الشعبي في أوساط أهلنا ، حيث اتضح لي أن هذا المجال الطبي الشعبي اخذ بالزوال من ذاكرة الناس واهتمامهم وأن المعالجين أنفسهم على درجة متروية من المعرفة قياسا لما كان عليهن آباءهم ، وأن مجتمعنا قد أصبح ينظر الى هذا الموروث على أنه عديم الجدوى ولا  يستحق ممارسته والحفاظ عليه . (الأمر الذي اضطرنا في مركز الأبحاث والتطوير التابعة لجمعية الجليل إلى تأسيس مركز الميسم بهدف المحافظة على الذاكرة الشعبية وجذب القطاعات الطلابية والشبابية للاهتمام بهذا الموضوع من خلال دمج المعرفة الشعبية بالعلم الحديث .



أما المرحلة الثانية وهي التي تمتد على مدار الثلاث سنوات الأخيرة فإنها تتميز بعودة واسعة للاهتمام في النباتات الطبية ، لدرجة لافتة للنظر إذ أنها تشمل كافة الفئات الاجتماعية والعمرية .
وهي برأيي تعبير عن انسجام مع الوعي العالمي في أهمية النباتات والطبيعة في المحافظة على الصحة العامة والشخصية من جهة فضلا عن كونها تعبيرا عن ارتفاع مستوى الوعي الصحي وخاصة فيما يتعلق بالآثار الجانبية للأدوية الكيماوية بالإضافة إلى عدم نجاح كثير من الأدوية المصنعة في تحقيق الشفاء المرضي في كثير من الحالات المرضية . باختصار نحن الآن أمام واقع مختلف تماما عما كان عليه الوضع قبل 10 سنوات من حيث الاهتمام الشعبي في هذا الأمر.



* ما هي الأمراض التي شملتها أبحاثكم ، وما هي انجازاتكم؟
- قد يكون من الضروري أن أوضح هذه القضية لألا تختلط الأمور على قراءكم في التميز الصحيح بين المعرفة الشعبية وبين المعرفة العلمية المستندة للبحث والتطوير . ونحن حينما نبدأ بفحص التأثير الدوائي لأي نبتة طبية تجاه مرض محدد فان ذلك يستدعي منا توظيف مجموعة من المتخصصين في مجالات مختلفة ابتداء من الصيدلة الشعبية ، مرورا من الكيميائيين وحتى مختصين في علم الدواء الذي ينبغي علينا جميعا تحليل الجوانب المختلفة للتجربة من ناحية ومن ناحية أخرى يتعين علينا تحديد أفضل طريقة بيولوجية لإجراء التجربة من خلال بناء نماذج اختباريه تمكننا من تقييم التأثير الدوائي بشكل صحيح ومتناسب مع ما يحدث فعلا داخل جسم الإنسان من ناحية السمية ، الفعالية وزمن تأثير الدواء والتركيز المطلوب .



من هنا وأننا على مدار أكثر من 10 سنوات قد بحثنا عددا غير قليل من الأمراض حيث أهمها مرض السكري ، السرطان ، أمراض جلدية مثل: ( الصدفية ، حب الشباب ، الحساسية..الخ) أمراض الكبد ، البواسير ، أمراض المعدة ، ارتفاع الكولسترول ، ضغط الدم وغيرها من الحالات المرضية الأخرى . في سياق هذه التجربة استطعنا تطوير مجموعة كبيرة من المستحضرات الدوائية التي تزيد عن 50 مستحضر وحيث يسوق غالبها في بلدان أوروبية وتحظي بتقدير واهتمام هناك .
* هل تتم هذه الأبحاث في نطاق مركز الأبحاث المنطقي في جمعية الجليل؟
- في الواقع أن تطوير المستحضرات الطبيعية وتسويقها يتم من خلال شركة الأنطاكي للتداوي بالأعشاب وهي الشركة الأولى في الوسط العربي والتي تختص في هذا النطاق وتبني كافة أنشطتها على أساس الطب العربي الإسلامي حيث سجلت براءات اختراع عديدة كان آخرها تطوير دواء طبيعي لمرض الحرقة ( ارتجاع الغذاء من المعدة إلى المريء ) حيث تجري الآن في هذه الفترة تجارب سريريه حوله في مستشفى ايخلوف والمستشفى الطلياني في الناصرة حيث يؤمل هذا الاختراع أن يكون احد ابرز مساهماتنا  في هذا المجال عالميا .
*سمعنا مؤخرا أنكم قمتم بإنتاج مشروب طاقة من النباتات ، حدثنا عنه وما هي الفكرة من وراءه؟
- في الواقع فان لدى شركة الأنطاكي مستحضر لمقاومة الإعياء والتعب الجسدي وقد طورناه قبل 5 سنوات وهو موجود في الأسواق الغربية على شكل كبسولات لكن الأمر الذي دفعني أنا ورفاقي إلى تطوير مشروب طاقة نباتي هو جوهر شخصي حيث أن أبنائي الصغار ونظرا أن شرب المشروبات الطاقة أصبح جزءا من الموضة وكما تعلمين أن الأولاد الصغار يحبون تقليد الكبار فان رؤيتي لهم يقبلون على شرب تلك المشروبات المنفوذة في السوق بدون رقابة قد أدخلني في حالة من القلق الشديد لأن تلك المشروبات معدة للبالغين وكما هو مدون عليها فإنها محظورة على الصغار ، من هنا كان من الضروري أن نحول منتوجنا السابق إلى شراب امن يمكن لكافة الأجيال استخدامه دون أي خطر على صحتهم .
* ما هو المميز بهذا المشروب ؟
- تجدر الإشارة إن البحث الذي أجريناه حول مشروب الطاقة هذا قد حظي بالجائزة الأولى في المؤتمر الطبي الإسلامي الذي عقد في صيف السنة الماضية في عمان وقد اعتبره كثيرون نموذجا يحتدا به بكيفية الإفادة من مصادر طبيعية بسيطة ومتوفرة بكثرة وتحويلها إلى منتوجات ذات مستوى راق تنافس في المستويات العالمية كبرى الشركات المختصة . فهذا المشروب يزيل الإعياء الجسدي من خلال رفع نسبة التنفس الخلوي وخفض معدلات حامض اللكديك الذي يؤدي تراكمه إلى إشعارنا بالتعب فضلا عن ذلك فان هذا المشروب يقوي طاقة التحمل الجسدي ويشحن الذاكرة والحواس وهو امن تماما وخال من أي مضاعفات صحية جانبية لأنه أصلا يعتمد على نبتتين غذائيتين معروفتين هما نبتة الجرجير والعلت .
لقد طورنا طريقة لفصل المواد المن المنشطة منها وتركيزها على نحو تجعل من كل عبوة قادرة على إحداث فعل تنشيطي وصحي .

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.70
USD
3.86
EUR
4.64
GBP
364335.36
BTC
0.51
CNY