الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 26 / يونيو 08:01

هل أصبحت ملاحقة الطالبات ظاهرة ؟؟

تقرير محاسن ناصر
نُشر: 13/02/08 16:33

المنظر بدأ يكون مألوفا للجميع .. ازدحامات سير كبيرة.. وعشرات السيارات الواحدة تلوى الأخرى.. تتجمع على طول الشوارع المؤدية من.. والى المدارس الثانوية.. والإعدادية في قرانا العربية ..والسبب ؟.. "حلة" المدارس وخروج الطالبات من المدارس في طريقهن الى البيوت.
ان هذه الظاهرة المقلقة والتي تفشت في صفوف شبابنا لها أبعادها على عاداتنا وأخلاقنا وعلى تربيتنا لأولادنا .. ان  عملية اصطياد فتيات المدارس في طريق عودتهن الى بيوتهن من قبل العشرات من الشباب اللذين يصطفون على طول الطريق او من ملاحقتهن في السيارات التي تنطلق منها موسيقى صاخبة احد لا يفهم منها شيء أصبح أمر يومي ..والجميع يرى ذلك لكن احد لا يتحرك ساكنا إزاء هذه الظاهرة المقلقة والخطرة والتي  تصل الى مضايقة الفتيات من خلال إسماعهن كلمات ينبعث منها رموز جنسية ورومانسية وحتى غير أخلاقية بذيئة والتي من الممكن ان تصل في بعض الأحيان الى عملية اختطاف واعتداءات جنسية .
والسؤال من المسؤول عن سلامة وأمن طالبات المدارس خلال عودتهن الى بيوتهن ؟ وهل كل واحدة منهن مسؤولة عن نفسها ؟
البعض يقول ان تواجد هؤلاء المتطفلون جاء بموافقة الفتيات وبإرادتهن !! والبعض الأخر يقول ان الوضع الذي وصلنا أليه اليوم هو نتيجة للانفلات الموجود في صفوف الشبان العرب.
لكن من الممكن ان تكون طالبة المدرسة هي ابنة كل واحد منا ..او أخته ..او.. قريبته ..او جارته..فلماذا لا تسمع صيحة مدوية ضد هذه الظاهرة السلبية في مجتمعنا العربي ؟
في كفر مندا سمعت صيحة كهذه ..مجموعه من الشباب المنتميين للحركة الإسلامية أقامت لجنة للحراسة الشعبية هدفها المحافظة على الأمان وسلامة طالبات المدارس أثناء عودتهن الى بيوتهن.
وهم يقومون كل يوم تقريبا وخصوصا يوم السبت بمراقبة حركة السير بالقرب من المدرسة الثانوية ويقومون بمنع تجمهر الشباب  في الشوارع .وهذه المجموعة أخذت على عاتقها أيضا حراسة ممتلكات السكان وخصوصا في ظل ظاهرة إحراق السيارات الأخيرة التي اجتاحت القرية وبخطوتهم هذه يعطون المواطن الأمان والاستقرار ويضموا عودة طالبات المدارس الى بيوتهن سالمات دون إيه مضايقات من إيه جهة كانت ..خطوة مباركة دون أدنى شك..هذا في كفر مندا ..لكن ماذا في باقي القرى والمدن ؟ في سخنين من المستحيل أيام السبت السفر على الشارع الرئيسي وخصوصا على مقربة من المدرسة الثانوية في المدينة بسبب حركة السير النشطة التي تشهدها الشوارع المؤدية للمدرسة ..مئات السيارات تصول وتجول وتلاحق طالبات المدرسة الى كل زاوية وزاوية ..والشاطر الذي يستطيع ان يتحدث من طالبة من الطالبات من عبر نافذة السيارة ..هكذا هو الأمر أيضا في مجد الكروم ..والجديدة والمكر.. وطمره..ودنون وغيرها من قرانا ومدننا العربية ..
ما هو دور الطالبات بذلك ؟ وهل بالفعل يوجد تعاون واتفاق مسبق بينهن وبين هذه المجموعات من الشباب ؟ بدون أدنى شك يوجد للبعض منهن قسطا بذلك.. وهذا لا يأتي من منطلق توجيه التهم لهن ... والسؤال يبقى ..هل من حل لهذه الظاهرة ؟
الشيخ احمد ظاهر زيدان أمام المسجد القديم في قرية كفر مندا واحد المبادرين لإقامة اللجنة الحراسة الشعبية في القرية قال ان هذه الظاهرة لظاهرة خطيرة بها فساد للمجتمع وللأجيال الصاعدة .لقد رأينا من المناسب ان نشكل لجنة كهذه لإصلاح الأمور وفقد  نستطيع ان نفعل ذلك لأنه لا يستطيع أحدا ان يصحح أذا ما لن نقم نحن بداخلنا بتصحيح أنفسنا . ان لجنة الحراسة ليست فقط من اجل المحافظة على عدم مضايقة الطالبات بل من اجل المحافظة على الممتلكات وإعطاء المواطن الثقة والأمن وعدم التخوف من اعمال الشغب والاعتداءات .
 
مدير مدرسة ابن الرشد في قرية المكر جلال صفدي قال :
الظاهرة مقلقة جدا وهذا نابع من افتقار شبابنا الى أقطار ثقافية وتربوية . وحسب رأيي يوجد للأهالي دور كبير بالموضوع من خلال توعية تربية أبناءهم بالشكل الصحيح والسليم .
انا شخصيا أحارب هذه الظاهرة عندي في المدرسة وحين أشاهد هذه المضايقات أتوجه بشكل شخصي لهذه القلة واهددهم باستدعاء الشرطة . ان هذه الظاهرة يجب قلعها من جذورها على كافة الأصعدة الاجتماعية والقانونية والتربوية .

نبيه ابو صالح مدير قسم التربية والتعليم في بلدية سخنين قال :
هذه الظاهرة أصبحت ظاهرة اجتماعية ..ومحاربتها يجب ان يكون على الصعيد الاجتماعي والتربوي ان المضايقين والمتضايقات هم أبناء المجتمع والمفروض ان تكون التوعية بيتية اولا وعلى الآباء والأمهات ان توعية وتحذير أبناءهم من ذلك فهم لا يستطيعون التهرب من مسؤوليتهم وهي تقع على عاتقهم .يوجد ايضا شق اخر وهو المدرسة .فعلى إدارات المدارس ولجان أولياء الأمور واللجان الصفية ان يضعوا خطة عمل لتوعية الطالبات والطلاب من الناحية الثقافية والاجتماعية والى سلبيات هذه الظاهرة وللأسف يوجد اليوم فتيات مضايقات أيضا وليس شباب فقط . في كل القرى والمدن اليوم يوجد شوارع فرعية للمدرسة وباعتقادي يجب على الطالبات إتباعها والعودة الى بيوتهن من خلالها وليس من الضروري أتباع الشارع الرئيسي الذي هو المسرح الرئيسي للمضايقات أضف الى ذلك فانا أبارك كل تنظيم او جمعية تقوم بمحاربه هذه الظاهرة التي لها إبعادها السلبية على التربية والتعليم .لكن للأسف فان مجتمعنا يتهرب أمام المشاكل ولا يواجهها فالممارسات المشينة في حاراتنا وقرانا ومدارسنا موجودة والسبب يعود الى التلفزيون والانترنت والبلفونات وأمور أخرى فالفوضى عارمة من إزعاجات ومفرقعات ومكبرات الصوت وضجيج السيارات والموسيقى الصاخبة التي تخرج منها .وللأسف أقول ان كل شرطة العالم لا تستطيع ان تصحح طريقنا وتفرض سيطرتها علينا اذا لم نقم نحن بتصحيح أنفسنا من الداخل .

محمد صغير المدير الإداري لمدرسة الشاغور الثانوية في مجد الكروم قال :
الظاهرة معروفه لنا ونحن حاولنا ونحاول يوميا محاربتها .لكن المشكلة تكمن في العديد من الاتجاهات. الأولى التربية في البيت والثانية في السلك التعليمي اذ ان المربين لا يحاولون معالجة الموضوع او حتى التحدث عنه . انا شخصيا أقوم يوميا تقريبا بدوريات في سيارتي ومنعت وامنع عدة مضايقات. المشكلة الجدية تواجهنا أيام السبت به الجميع يتربصون على الطرقات للطالبات في أيام عادية لا يوجد مضايقات مثل أيام السبت .علينا العمل بشتى الوسائل وعلى جميع الأقطار من اجل البينية والمدرسية والاجتماعية والشرطية حتى لوضع حد لهذه الظاهرة. 
 
قائد شرطة كرميئيل أفي بورطك رد على توجهنا له حول عدم قيام الشرطة بدوريات في الشوارع المؤدية للمدارس في الساعة التي تعود بها الفتيات من المدارس قال بورطك :
أولا الظاهرة معروفة لنا لكن حتى اليوم احد لم يتقدم بشكوى ضد الموضوع والشرطة تعمل حسب الشكاوى فقط .من المستحيل في ضروف الشرطة اليوم من نقص برجال الشرطة وبانعدام الميزانيات تخصيص دوريات لكل مدرسة ومدرسة حسب اعتقادي على الأهالي والقياديين في كل قرية ان تهتم وتحارب هذه الظاهرة السلبية .اما اذا كان هناك شكوى فالشرطة تتدخل بشكل مباشر .

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.74
USD
4.00
EUR
4.74
GBP
231067.22
BTC
0.52
CNY