بعد يوم الارض شهدت الجماهير العربية تحولا جذريا في توجها النضالي ونبذها للأحزاب الصهيونية وتمسكها بحقها بالعيش الكريم في وطنها وفي المقابل نجد حكومات اسرائيل المتعاقبة وخاصة الاخيرة برئاسة نتنياهو تشن في الاونة الاخيرة حملة شرسة على اهلنا في النقب
جرت مساء الاربعاء في قاعة مسرح اللاز في عكا على اسم الفنان الراحل مازن غطاس امسية ثقافية سياسية دعت إليها جمعية عكا بلدي احتفاء بالذكرى السادسة والثلاثين ليوم الأرض، حضرها جمهور غفير من العكيين وبمشاركة المحامي ايمن عودة سكرتير الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، والفنانة القديرة امل مرقس والشاعرة العكية عايدة مغربي – هنداوي وتولى عرافتها وقدم لها فخري البشتاوي رئيس جمعية عكا بلدي، حيث رحب بالحضور منوهًا، ان الجماهير العربية هنا وفي الضفة والقطاع والشتات يتمسكون بيوم الارض كمناسبة وطنية تشمل الجميع وأصبحت ثوابته تلاقي دعما عالميا لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس الشرقية.
حملة شرسة على النقب
ثم تطرق البشتاوي الى ما تعاني منه الجماهير العربية من سياسة هدم البيوت وتضيق الخناق على القرى والمدن العربية ومواصلة سلب الارض في النقب وغيره. وما يعاني منه سكان المدن المختلطة في اللد والرملة ويافا وحيفا وخاصة عكا التي يعاني سكانها العرب وفي البدة القديمة بشكل خاص من نوايا مبيتة لترحيلهم عنها وطمس معالمها العربية. وانتهى (ابو عدنان) الى القول: امام هذه المخاطر العنصرية علينا جميعا كقوى وطنية توحيد الكلمة والنضال المشترك للتصدي للمؤامرات التي تحاك على حقوقنا ووجودنا.
أما سكرتير الجبهة المحامي ايمن عودة فقد تضمنت كلمته ثلاثة محاور اشار من خلالها الى مصادرة الارض والقيام بيوم الارض في الثلاثين من اذار 1976 قائلا انه جاء على خلفية اهم قضية في مركز الصراع بين شعبنا والحركة الصهيونية منذ سنة 1897 الى اليوم كون قضية الارض تشمل كل الابعاد وفي مركزها الوجود. وأضاف عودة، ان بعد يوم الارض شهدت الجماهير العربية تحولا جذريا في توجها النضالي ونبذها للأحزاب الصهيونية، وتمسكها بحقها بالعيش الكريم في وطنها وفي المقابل نجد حكومات اسرائيل المتعاقبة وخاصة الاخيرة برئاسة نتنياهو تشن في الاونة الاخيرة حملة شرسة على اهلنا في النقب، حيث هدموا قرية العراقيب 36 مرة، وهناك مخطط لمصادرة اكثر من 800 الف دونم من الاراضي العربية في النقب.
الوطن والحرية والأرض
كما اكد عودة على مواصلة دعم الاهل في النقب بشتى الامكانيات ومنها اقامة التوأمة بين التجمعات السكنية في الجليل والمثلث مع اخواتها في النقب.
هذا وشمل الجزء الثاني من الامسية على وصلة ثقافية فنية استهلتها الشاعرة العكية عايدة مغربي/ هنداوي بقصيدتين رافقتهما الالحان الموسيقية الهادئة تطرقت خلالهما الى ما بعض المعاناة قائلة رغم اننا اصحاب هذا الوطن ومع ذلك اخذ يطلق علينا تعريف عرب ال48، مؤكدة ان رغم كل شيء فنحن هنا في وطننا باقون.
اما فنانة الشعب وسفيرة الطرب الشعبي الاصيل، الكفرساوية امل مرقس، فعطرت الامسية مع افراد من فرقتها الموسيقية، بوصلة غنائية تضمنت مختلف الاغاني والأناشيد التي تتحدث عن الوطن والحرية والأرض ويومها، ودور ابطال ارتبطت حياتهم بالدفاع عنها، كابن عكا المحامي حنا نقارة والشاعر توفيق زياد ومحمود درويش.. واختتمت مرقس وصلتها الغنائية بأهزوجة شعبية، شاركها الحضور بوقع بليغ ترديدها، وكانت قد كتبتها وغنتها على أثر يوم الارض الاول ابنة مجد الكروم طيبة الذكر الفنانة رابحة شعبان.