في مجزرة كفرقاسم تعرضت لإطلاق الرصاص وحينها لم أستطع أن أكمل مشوار حياتي في بلدي
أطالب بإعادة الأراضي اتي تم مصادرتها والسماح لي العودة للسكن في أرضي التي لا يوجد غيرها
السكان اعتقدوا بأنني قتلت في المجزرة ووضعوا صوري على أحد القبور وفتحوا لي بيت عزاء إذ تم دفن شخص يشبهني
توجهت الى المحكمة الشرعية في الطيبة كي أحصل على حصر إرث ووجدت أن لدينا 15 دونماً ونصف هذه الأراضي مصادرة بشكل نهائي
يعيش أحمد رابي من سكان مدينة كفرقاسم بحالة من الألم والحزن الكبير، بعد أن تعرض لإطلاق الرصاص في رأسه في مجزرة كفرقاسم عام 1956 لكنه نجا من الموت، وذلك عندما كان يبلغ من العمر (16 عاماً)، وبسبب الحالة النفسية الصعبة التي تعرض لها، ترك بلدته وعاش وتزوج في تل أبيب، وقبل عام قرر العودة الى مسقط رأسه، وقام ببناء غرفة صغيرة على قطعة من أرضه المكونة من 15 دونماً، كي يسكن وينام بها، إلا أنه فوجئ قبل أيام باستلام أمر من قبل جهات رسمية يقضي بأن أرضه عبارة عن ملك غائب، وعليه طُلب منه إخلاء المكان على الفور، وهدم الغرفة التي أقامها، واليوم لا يجد مسكناً، ويعيش داخل "كرافان" صغير جداً تتبعثر فيه أغراضه.
مصادرة الأراضي
التقت مراسلة موقع العرب وصحيفة كل العرب مع ناجي مجزرة كفر قاسم الذي تحدث بإسهاب عن قضيته المحزنة وقال:" في مجزرة كفرقاسم تعرضت لإطلاق الرصاص، وحينها لم أستطع أن أكمل مشوار حياتي في بلدي، بسبب الحالة النفسية الصعبة التي أصبت بها، وكنت آتي في ليلة ذكرى المجزرة لأضع أكاليل من الزهور وأعود الى مسكني في تل أبيب دون أن أدخل البلدة بتاتاً، إذ بقيت متأثراً من هذه الحادثة سنوات طويلة، وخلال تواجدي في تل أبيب تزوجت من سيدة يهودية والتي توفيت قبل فترة وأنجبت منها 7 أنفار، وبعد 50 عاماً عدت الى البلدة، وكان لوالدي أراض، حيث توجهت الى المحكمة الشرعية في الطيبة كي أحصل على حصر إرث، ووجدت أن لدينا 15 دونماً، ونصف هذه الأراضي مصادرة بشكل نهائي، وقسيمة واحدة غير داخلة في المصادرة، لكن يتم اتخاذ كل المحاولات من أجل مصادرتها".
"أنام داخل مخزن"
وتابع قائلا:" بعد أن رأيت المحاولات لمصادرة الأراضي التابعة لي ولشقيقتي، بنيت غرفة على الأراضي، حتى أحافظ عليها وأمنع القاء النفايات والأوساخ فيها، إلا أن الجهات الرسمية المسؤولة طلبوا مني هدم الغرفة بيدي، وفرضوا عليّ غرامة مالية، واليوم لا أجد مسكناً لي، حيث أنني اضع أغراضي في مخزن تابع للبلدية والذي أنام فيه أيضاً".
"على قيد الحياة"
وعن طريقة إطلاق الرصاص عليه في أيام المجزرة قال:" في ذاك اليوم نجوت فعلاً من الموت، بعد أن أطلق الجيش الرصاص علينا بشكل جماعي، ونجحت بالهرب من بين الجبال، وأنا أنزف دماً، ووضعت التراب على رأسي حتى أكلته الديدان، وفي نهاية المطاف وصلت الى إحدى العيادات حيث تم علاجي الحمدلله، حتى أن السكان اعتقدوا بأنني قتلت في المجزرة، ووضعوا صوري على أحد القبور، وفتحوا لي بيت عزاء، إذ تم دفن شخص يشبهني، وبعد ثلاثة أشهر اكتشفوا إنني ما زلت على قيد الحياة، لكن الجهات الرسمية اعتقدوا أنني مقبور".
إعادة الأرض
وفي نهاية حديث رابي قال:" أطالب بإعادة الأراضي اتي تم مصادرتها، والسماح لي العودة للسكن في أرضي التي لا يوجد غيرها، حيث أنهم صادروا بقية الأراضي بشكل نهائي".
"غير عادلة"
وقال رئيس جمعية شعلة السلام مالك فريج لموقع العرب وصحيفة كل العرب:" في مثل هذه المواقف يجب أن نقف الى جانب أخونا رابي، الذي اعتقدوا أنه توفي، الأمر الذي دعا جهات رسمية الى مصادرة وسلب أراضيه، وهنالك مجموعة من المدسوسين الذين قاموا بتزييف مستندات تشير الى انه فارق الحياة، ومن هنا نقول أن صاحب الأراضي عاد الى أراضيه لتعود اليه، بعد أن سكن في منطقة تل أبيب بسبب المجزرة الرهيبة التي حصلت وقتل فيها أيضاً اثنين من أقربائي".
وتابع فريج:" لا يمكن أن يتم سلب هذه الأراضي وهذ الخطوة غير عادلة، ويجب تدخل كل الجهات المعنية لإنقاذ الأمر، وننادي أعضاء الكنيست العرب للوقوف بجانب هذا الرجل، لا أن نتركه بين المطرقة والسدان".