جبهة سخنين نظّمت بالتعاون مع مؤسسة توفيق زياد للثقافة الوطنية والإبداع مهرجاناً خطابياً بمناسبة إحياء الذكرى الـ 84 للراحل الشاعر توفيق زياد
الحفل تخلل مداخلات شعرية للشاعر يوسف مفلح وقصائد للشاعر على لسان الطفل المعجزة براء غنامة وغناء إرتجالي لإحدى قصائد توفيق زياد من الفنان السوبر ستار سعيد طربيه
نظّمت جبهة سخنين بالتعاون مع مؤسسة توفيق زياد للثقافة الوطنية والإبداع مهرجاناً خطابياً كبيراً في قاعة المركز الثقافي البلدي في سخنين، بمناسبة إحياء الذكرى الـ 84 للراحل الشاعر والقائد الوطني توفيق زياد بمشاركة واسعة من أهالي سخنين والناصرة والمنطقة.
وقد حضر الإحتفال كل من مازن غنايم رئيس بلدية سخنين، والحاج جمال طربيه رئيس مجلس سخنين الأسبق، ومصطفى أبو ريا رئيس بلدية سخنين الأسبق، والمحامي محمد بشير رئيس بلدية سخنين، وسكرتير الجبهة علي أبو صالح، وكوادر عديدة من سخنين والمنطقة من الجبهة والحزب الشيوعي، ورامز جرايسي رئيس بلدية الناصرة ورئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، ومحمد زيدان رئيس لجنة المتابعة للجماهير العربية، وعمر نصار رئيس مجلس عرابة المحلي، والمحامي نصر صنع الله رئيس مجلس دير الأسد المحلي، وعدد من الرؤساء في يوم الأرض الأول، وشخصيات إعتبارية عديدة، في حين كان ضيف المهرجان الشاعر الفلسطيني الكبير سميح القاسم الذي شارك بقصيدة خاصة عن صديقه توفيق زياد.
المهرجان إفتتح بالوقوف دقيقة حداد
تولّى عرافة المهرجان الكاتب يوسف فرح، والذي إفتتح المهرجان بالوقوف دقيقة حداد على روح القائد توفيق زياد، واسترسل في وصف زياد بالقائد والثائر والسياسي العنيد والنائب الخادم لأبناء شعبه على مدار عدة عقود. كما أكّد مازن غنايم، رئيس بلدية سخنين، على أن لحمة أبناء الشعب الفلسطيني في ظل ما تعانيه الأقلية العربية الفلسطينية في الداخل، وتحدث عن الروح الأخوية التي تعيشها سخنين في يوم الأرض ويوم هبة القدس والأقصى، والتي يتعانق فيها الهلال والصليب والمسجد والكنيسة، وأضاف: "يوم أطلقت سخنيناسم توفيق زياد على أحد شوارعها فهو لأن توفيق زياد صاحب مخزون نضالي ووطني، فهو الشاعر والوطني والقائد، وهو السياسي ورئيس البلدية".
زياد ورفاقه علمونا العزة والكرامة
أما علي أبو صالح، سكرتير الجبهة في سخنين، قام بإلقاء كلمة جاء فيها: "إن الجبهة تكرم الرفيق أبو الأمين توفيق زياد ومهما قلنا فلن نوفيك حقك، وما أخذناه منك فأنت ورفاقك علمتمونا العزة والكرامة. أنت الطفل الذي ما إن فتح عيناه إلا على الإنتداب البريطاني وتوالت المؤامرات على شعبنا الفلسطيني ، فسلبت أرضنا من بعدها مع الحركة الإستيطانية وجاءت نكبة شعبنا وسلبت الأرض وشرد الشعب".
غناء إرتجالي لقصائد توفيق زياد
كما وتحدث أبو صالح بإسم مؤسسة توفيق زياد للثقافة الوطنية والإبداع، والذي قدم مداخلة عن المؤسسة وعرض مقاطع من فيلم أُعدّ عن حياة الراحل زياد، ومن ثم كانت مداخلات شعرية للشاعر يوسف مفلح، وقصائد للشاعر على لسان الطفل المعجزة براء غنامة وغناء إرتجالي لإحدى قصائد توفيق زياد من الفنان سعيد طربيه. وقد تم تكريم عدد من رؤساء السلطات المحلية العربية الذين وافقوا على الإضراب في يوم الأرض الأول عام 1976 بدرع خاصة بمشاركة قيادات الحزب والجبهة المحلية والقطرية.
نبذة عن حياة القائد توفيق زياد
ولد توفيق زياد في السابع من أيار عام 1929، رحل بحادث طرق مروع عام 1994، ومنذ أن كان فتى وجد طريقه نحو العمل الوطني، ضمن عصبة التحرر الوطني والحزب الشيوعي. لقد كان قائدًا ميدانيًا للمظاهرات والنضالات الشعبية، ومن هناك بدأ طريقه نحو القيادة الشعبية، فكان قائدًا جماهيريًا بقرار شعبي واسع النطاق، محبوب الجماهير المناضلة، التي عُرفت له نضالاته العنيدة وعذاباته في السجون، إن كان بالإعتقالات المتعددة أو بفرض الحكم عليه بعد مظاهرة أيار 1958، التي منع فيها الشيوعيون الحكومة والحكم العسكري تسيير "مسيرة إحتفالية" بذكرى قيام إسرائيل في مدينة الناصرة".
يا شعبي يا عود الند إنا باقون على العهد
وفي سنوات الخمسين والستين، كان لتوفيق زياد قصائد ثورية، ما تزال محفورة في خطابنا الوطني والثوري على مستوى الشعب الفلسطيني عامة والشعوب العربية وقوى التحرر في العالم، فهو الذي حفر أبيات الشعر: "كأننا عشرون مستحيلا"، و"يا شعبي يا عود الند إنا باقون على العهد"، و"هنا باقون" وغيرها الكثير، والتي تحولت إلى مقولات أساسية للمبادئ الوطنية والتشبث بالأرض.
إقامة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة
ووصل توفيق زياد الى عضوية الكنيست في العام 1973، ولكن وصوله إلى رئاسة بلدية الناصرة، على رأس جبهة الناصرة الديمقراطية أحدث إنقلابا في العمل السياسي على مستوى الجماهير العربية بقيادة الحزب الشيوعي، ليقود هذا الإنتصار ويمهد ليوم الأرض الخالد، الذي كان لزياد دور بارز في قيادته، إلى جانب قيادات الحزب الشيوعي، ومن ثم إلى إقامة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة في ربيع عام 1977.
المخزون الأدبي الثوري لدى زياد على مدى السنين كان زياد الخطيب السياسي المبدع المجند للجماهير، وزخم دوره السياسي القيادي أبعده لسنوات عن الشعر، الذي عاد إليه في مطلع سنوات التسعين، بإبداعات وروائع، تؤكد أن المخزون الأدبي الثوري لدى زياد لم يقل ولم يتراجع.