المسرحية المونودرامية فُتح الملف تعري مجتمعنا من كافة الأمراض الاجتماعية التي تلبس زي العنف وتهدم البيوت وتحرق القلوب
بأجواء من الألم ساد جو من الحزن والترقب لأحداث المسرحية التي سردت سيناريو جرائم قتل تقشعر لها الأبدان لطلاب المدارس والشبيبة
مها زحالقة مصالحة:
علينا مواجهة العنف بلغة الحوار والنقاش والتربية على المبادئ والأخلاق وأن نصل سوية لآلية لكبح جماح العنف فكلنا شركاء في المسؤولية
إننا نحاول التطرق في هذا العمل إلى حوادث قتل عديدة حصلت دون مصداقية فالمسرحية تعبر عن صرخة أم قُتل ابنها على يد أصدقائه في المدرسة
تحت رعاية مجلس كفرقرع المحلي والمجلس الشعبي لمنع العنف في المجتمع، وبمبادرة قسم الثقافة والتربية اللامنهجية، وبحضور كادر المربيات والمربين لصفوف العواشر في المدرسة الثانوية الشاملة على اسم المرحوم أحمد عبد الله يحيى، وبحضور مها زحالقة مصالحة مديرة قسم الثقافة والتربية اللامنهجية في المجلس المحلي، ومحمد نايف مصالحة مركّز التربية الاجتماعية في المدرسة، ومصطفى مرعي المستشار التربوي في المدرسة، تم عرض المسرحية المونودرامية الإنسانية المؤثرة "فُتح الملف" مع الفنانة سناء لهب، والتي تعري مجتمعنا من كافة الأمراض الاجتماعية التي تلبس زي العنف وتهدم البيوت وتحرق القلوب من خلال عرض مونودرامي مؤثر ومُصوّر لمجتمعنا بحثاً عن جذور المشكلة بهدف تقليصها وإخماد نيرانها بأدء رائع.
وبأجواء من الألم والإصطدام بأقصى درجات الواقع قساوة، وفي فعالية أشعلها الصمت والحزن والبكاء الصامت وقهر الندم والشعور بالذنب حول جرائم القتل بالرصاص الحي والطعن بالسكين وغدر الأصدقاء، فقد ساد جو من الحزن والترقب لأحداث المسرحية التي سردت سيناريو جرائم قتل تقشعر لها الأبدان لطلاب المدارس والشبيبة، وهي قصص محزنة أفلحت في إيقاظ مشاعر الحزن والحذر والصحوة عن اللامبالاة للأطراف التي تحمل مسؤولية العنف والقتل في مجتمعنا، لأننا جميعًا ودون إستثناء شُركاء في هذه المسؤولية القاتلة. كما وأفلح العرض في حصاد الكم الصادق من دموع الحزن والخوف والترقب من واقع العنف الذي آلت إليه حياتنا الإجتماعية والإنسانية.
مسرحية من عيار ثقيل المشاعر
افتتحت اللقاء الثقافي والمسرحي مها زحالقة مصالحة التي حيت بدورها الكادر التدريسي التربوي في المدرسة وجمهور الطلاب من صفوف العواشر، مبلغة إياهم تحية المحامي نزيه سليمان مصاروة رئيس المجلس المحلي ومؤكدة على أن المسرحية قوية ومباشرة ومن العيار ثقيل المشاعر بهدف الردع والتوعية العميقة لما في الأمر من خطورة اجتماعية.
تشويه خُضرة الكون
ومن أبرز ما جاء في مقدمة زحالقة مصالحة التي شكّلت أرضية معلوماتية هامّة لسيناريو المسرحية، فقد أكدت: "نفتح وإياكم طلابنا ملفات قتل وجرائم ضد أشخاص أبرياء في مجتمعنا العربي، جرائم مزقت ثنايا وجود عائلات بأسرها برغبات وقحة لدى بعض الأيادي والنفوس لتشويه خُضرة وفضاء هذا الكون".
تعددت الملفات والقتل واحد
وحول الإزدياد القاهر في حوادث القتل فقد أشارت زحالقة مصالحة: "حين عرضنا المسرحية في آخر يوم من أيام العام 2011 هنا في نفس المكان، قدمنا عارضة محوسبة بأسماء شهداء العنف، وللأسف القاتم فإن العارضة اتسعت للمزيد من القتلى، فتعددت الملفات والقتل واحد، ودمع جديد يُضاف لنهر دموع الأمهات والزوجات والأخوات والأخوة والآباء والأهل، وصرخات تُدوي في وادي الصرخات ويُسمع الصدى، انه الصمت، صمت ولوعة في العمل المونودرامي الإنساني الاجتماعي الناقد والمغزول بمشاعر الأمومة من الدرجة الأولى فُتح الملف للفنانة المبدعة سناء لهب". وأضافت: "إننا نحاول التطرق في هذا العمل إلى حوادث قتل عديدة حصلت دون مصداقية، فالمسرحية تعبر عن صرخة أم قُتل ابنها عثمان ناصر نصار ابن ال 14على يد أصدقائه في نفس المدرسة، وكان صمت وصراخ وغضب ولوعة".
لهيب من مشاعر التعاطف والحزن وبعد انتهاء العمل المسرحي الذي حصد كمًا من الدموع التي غسلت القلوب بين صفوف الطلاب وشكلت مؤشرًا أحمر لضرورة المكاشفة والمصارحة والصدق مع الأهل والذات والأسرة المدرسية، استمع جمهور الطلاب والمدرسين إلى محاضرة قيّمة وغنية بقصص جرائم القتل البشعة والتي قدمتها الفنانة الإعلامية سناء لهب، والتي دعمت المسرحية بالشروحات النفسية والاجتماعية للوضع السلبي والذي إلنا إليه كأقلية عربية فلسطينية في البلاد. كما وروفقت المسرحية بلهيب من مشاعر التعاطف والحزن والتأثر الصادق جراء جرائم القتل.
كبح جماح العنف
وفي تعقيب لها أكدت لنا مها زحالقة مصالحة عن سعادتها الفائقة بالرقي الإصغائي لطلابنا أبناء الصفوف العاشرة في الثانوية الشاملة، والذين أبدوا تعاطفًا مع الحرب الطاحنة لبحر آلام الأم الحنون مع الذكريات التي تسكن زوايا الأماكن وغرفة ابنها المغدور ضحية العنف، حين تتناصف الحياة إلى قسمين غير متعادلين من المشاعر، سعادة ما قبل الحادث والتعاسة الأبدية في النفق الأسود ما بعد الموت. واختتمت كلامها قائلة: "علينا مواجهة العنف بلغة الحوار والنقاش والتربية على المبادئ والأخلاق، وعلينا أن نصل سوية لآلية لكبح جماح العنف، فكلنا شركاء في المسؤولية".
تعزيز القيم الاجتماعية
كما وأكد المستشار التربوي مصطفى مرعي على ضرورة تحمل المسؤولية في كل ما يتعلق في قضية العنف المجتمعي وبأن نكون جزءًا من الحل وليس جزءًا من المشكلة، مشيرًا إلى ضرورة التغيير الذاتي وتقييم الأمور بشكل فردي وجماعي في ذات الوقت لدى جمهور الطلاب، والتصدي لآفة العنف المجتمعي بكل السبل الفكرية والآليات العملية لكبح جماحه. كما وأكّد على أن المسرحية إنما تعزز القيم والرسائل الاجتماعية التي تعكف المدرسة على إيصالها لطلاب المدرسة في كل الفئات العمرية على مدار العام الدراسي.
التخفيف من وطأة العنف
ومن جهته شكر مركّز التربية الإجتماعية المربي محمد نايف مصالحة المجلس المحلي وقسم الثقافة والتربية اللامنهجية على جهودهم لتثقيف طلاب المدارس، مؤكداً لجمهور الطلاب أنه بالحوار والنقاش البنّاء والمكاشفة ومصارحة الأهل، وبأخلاق الإنسان المؤمن وبناء الأسرة السليم إلى جانب تكثيف العمل الجماهيري وخلق الأطر الثقافية لأبناء الشبيبة نستطيع سوية التخفيف من حدة ووطأة آفة العنف المستشرية في بلداتنا.
إجتثاث جذور آفة العنف
وفي نهاية العرض وجّهت مديرة قسم الثقافة والتربية اللامنهجية جزيل الشكر للفنانة المتألقة سناء لهب ولمسرح انسمبل فرنج الذي أنتج هذا العمل المسرحي الإنساني، وشكرت مجددًا رئيس المجلس المحلي المحامي نزيه سليمان مصاروة على دعمه لمثل هذه الفعاليات الهادفة إلى إجتثاث جذور آفة العنف. كما ووجهت عميق الشكر لأسرة المربيات والمربين في المدرسة الثانوية الشاملة شاكرة المربي هاشم عبد الباقي مدير المدرسة الثانوية الشاملة على تعاونه المبارك مع قسم الثقافة، بالإضافة إلى الثناء والشكر الكبير للمربي محمد نايف مصالحة على عمله الدءوب لتدعيم ثقافة الطلاب وتعزيزها في شتى مناحي الحياة.