التعليم في جميع المدارس لم يكن كالمعتاد حيث حضر اليها مختصون اجتماعيون ونفسيون كي يخرجوا الطلاب من الاجواء الحزينة والنفسية الصعبة
طلاب صف المرحوم ما زالوا مصدومين من الحادث ولم يهدأ لهم بال حتى كتبوا على ورقة اسم المرحوم انس ووضعوها على الكرسي الذي كان يجلس عليها
مدير مدرسة ابن رشد الابتدائية المربي علي عامر:
سوف نقوم ببناء نصب تذكاري داخل المدرسة لذكرى المرحوم وهنالك فكرة اخرى بتسمية الصف على اسمه
ما حصل وقع كالصاعقة على كل اهالي البلدة وخاصة أن الحديث يدور عن طالب من عائلة محترمة ويتحلى بأخلاق عالية وهو طالب نشيط وذكي ولديه تحصيلات ممتازة
المواطن محمد صرصور:
جميع أهل المدينة ما زالوا يتحدثون عن الحادثة المؤلمة وينتظرون بفارغ الصبر اعتقال الاشخاص الذين وقفوا وراء هذه الجريمة البشعة كي ينالوا اقصى العقاب
عدد كبير من النساء يعدن من الاعراس الى بيوتهم في ساعات الليل مشيا على الاقدام ونخشى بأن تتعرض احداهن لاعتداء لذلك نطالب الشرطة العمل بشكل جدي للتوصل الى منفذي جريمة
الشرطة :
حتى الان لم يتم اعتقال مشتبهين في هذه القضية، ولكن التحقيق ما زال جاريا
ما زال الحزن والالم الشديدان يخيمان على مدينة كفرقاسم، اثر مقتل الطفل انس صرصور (10 سنوات) الذي عثر على جثته بين كروم الزيتون وعليها علامات عنف خطيرة. وعلى اثر هذا الحادث المؤسف، قررت ادارة مدرسة ابن رشد الابتدائية التي يتعلم فيها المرحوم في البلدة اليوم الاحد الاعلان عن حداد في المدرسة، وتنظيم برامج مهنية يكون الهدف منها تهدئة الحالة النفسية لدى الطلاب.
الطفل المرحوم أنس صرصور
وجدير بالذكر أن التعليم في جميع المدارس لم يكن كالمعتاد،حيث حضر اليها مختصون اجتماعيون ونفسيون كي يخرجوا الطلاب من الاجواء الحزينة والنفسية الصعبة، وتم التشديد على الصف الذين كان يتعلم فيه المرحوم، خاصة وأن طلاب الصف ما زالوا مصدومين من الحادث، ويكادوا لا يصدقوا انهم سيواصلوا مشوارهم التعليمي من دون زميلهم المرحوم، ولم يهدأ لهم بال حتى كتبوا على ورقة اسم المرحوم انس ووضعوها على الكرسي الذي كان يجلس عليها.
الخبر وقع كالصاعقة
وفي حديث لموقع العرب وصحيفة كل العرب مع مدير مدرسة ابن رشد الابتدائية المربي علي عامر قال:" بعد أن اجتمعنا مع كل الجهات المختصة من البلدية والمفتشين تقرر اليوم تواجد مختصين نفسيين واجتماعيين في كل المدارس، كي يتم التخفيف من حدة الالم، لأن ما حصل وقع كالصاعقة على كل اهالي البلدة، وخاصة أن الحديث يدور عن طالب من عائلة محترمة ويتحلى بأخلاق عالية وهو طالب نشيط وذكي ولديه تحصيلات ممتازة".
مدير مدرسة ابن رشد الابتدائية المربي علي عامر
تأثر الطلاب
وتابع قائلا:" طلاب صف المرحوم متألمون كثيرا من الحادث، لذلك قررنا بان يكون تواجد اكثر للمختصين، كي يخرجوا من الصدمة، لا سيما أن هنالك طلاب تحدثوا معي وكانوا منفعلين جدا، وتركيزهم كل الوقت بزميلهم المرحوم. ولا بد أن اذكر أننا سوف نقوم ببناء نصب تذكاري داخل المدرسة لذكرى المرحوم، وهنالك فكرة اخرى بتسمية الصف على اسمه". وامضى قائلا:" بالأمس توجهنا الى بيت عائلة الفقيد لتقديم العزاء، وخلال تواجدي هناك رأيت شقيقه في الصف الاول الذي يدرس عندنا، ولم استطع النظر في وجهه من شدة الالم، لكنه اقترب مني وقال لي "انت مدير مدرستنا"، ولم لتحمل الوضع وبدات ابكي". يذكر أن وزير المعارف جدعون ساعر كان قد اتصل برئيس بلدية كفر قاسم المحامي نادر صرصور وبعث معه تعازيه الحارة للعائلة المصابة، ووعد على انه سيتصل بوزير الامن الداخل كي يفك لغز الحادث بأسرع وقت ممكن.
محاكمة الجاني
من جهة أخرى قال المواطن محمد صرصور لموقع العرب وصحيفة كل العرب:" جميع اهل المدينة ما زالوا يتحدثون عن الحادثة المؤلمة، وينتظرون بفارغ الصبر اعتقال الاشخاص الذين وقفوا وراء هذه الجريمة البشعة كي ينالوا اقصى العقاب". وتابع قائلا:" بعد هذه الحادثة اصبحت اخاف على احفادي اكثر واكثر، لأن الاجواء باتت متوترة ومخيفة، ولا نعرف فيما اذا كان هنالك اشخاص يخططون لارتكاب اعمال مشابهة، وفي حال أن الحقيقة لم تظهر فسوف يزيد الامر تعقيدا".
ظروف غير امنة
وقال محمد صرصور وهو صاحب مقهى:" جميع سكان البلدة غاضبون مما جرى، وان ما حصل يزيد من حدة العنف ويرفع من نسبة استخدام الاسلحة للدفاع عن انفسهم من المجرمين الذين يرتكبون اعمال اجرامية بشعة، اذ اصبحنا نعيش تحت ظروف غير امنة، وتحتاج الى أن نكون مع ابنائنا طوال الوقت خلال ذهابهم وايابهم الى المدارس او أي مكان اخر". وتابع قائلا:" في هذه الايام تشهد كفرقاسم حفلات زفاف كثيرة، وهنالك عدد كبير من النساء اللواتي يعدن من الاعراس الى بيوتهم في ساعات الليل مشيا على الاقدام، ونخشى بان تتعرض احداهن لاعتداء وهجوم من قبل مجهولين، لذلك نطالب الشرطة العمل بشكل جدي للتوصل الى منفذي جريمة مقتل انس صرصور".
المواطن محمد صرصور
تعقيب الشرطة
وذكرت مصادر الشرطة لمراسلة موقع العرب وصحيفة كل العرب:" حتى الان لم يتم اعتقال مشتبهين في هذه القضية، ولكن التحقيق ما زال جاريا".
بيان المدرسة
هذا واصدرت مدرسة ابن رشد الابتدائية بيانا جاء فيه:" إن مدرستنا بمثابة عائلة واحدة كبيرة ومصاب أي فرد فيها هو مصاب لنا جميعا. لقد فقدنا يوم الجمعة ابنا عزيزا على قلوبنا، انس صرصور، رحمه الله واسكنه فسيح جناته ابن الصف الرابع في مدرسة ابن رشد". وامضى البيان:" ان الم عائلة صرصور هو المنا وحزننا جميعا، ونحن نرجو من الله تعالى أن يلهم العائلة الصبر والسلوان على مصابهم بفقدان غالبيهم، وان يمدهم الله تعالى بالقوة والاستعانة بأمر الله وبالصبر ولا اراكم الله مكروها بعزيز".
المواجهة والدعم
وجاء في البيان:" لقد بدانا بعد وصول الخبر الاليم بالاستعداد للمساعدة على مواجهة مصاب القرية اجمعها، اذ قامت بذلك الطواقم العلاجية والمهنية من وزارة المعارف، الطاقم الدراسي، طواقم الخدمات الاستشارية والنفسية، طواقم ادارية جماهيرية، التفتيش العام الوصول الى المدرسة صباح الجمعة والسبت للمرافقة في سيرورة المواجهة والدعم. ولقد تم اعطاء الارشاد والتوجيه هذا الصباح لجميع اعضاء الطاقم حول كيفية الحديث مع الطلاب ومساعدتهم على اعلاء مشاعرهم والتنفيس عنها. لقد تم تكريس الساعات الاولى مع المعلمين والمربين للحديث مع الطلاب عن المصاب، واعطيت لهم الفرصة للتحدث عما يفكرون وعما يشعرون بحرية، ومساعدتهم بعدم البلبلة بالمعلومات، هذا الامر ساعد الطلاب على تنظيم افكارهم وخلق بعض التوازن لمشاعرهم وافكارهم والعودة التدريجية للحياة الاعتيادية".
مد يد العون
كما كتب في البيان:" سنقوم بمرافقة العائلة والطلاب على مدار الاسبوع ونعمل على مد يد المساعدة لكل من يحتاج، ونود أن نلفت النظر الى ردود الفعل المتوقعة عند الاولاد في البيت مثل الخوف، صعوبة في النوم والبقاء لوحدهم، اوجاع بطن، بكاء وغضب لفترات متواصلة أن هذه الردود طبيعية للمصاب وهي تخف تدريجيا مع الوقت، ومن المهم أن نعطي لأبنائنا الفرصة بالتحدث ومحاولة اشغالهم بأمور يحبونها وتجنيبهم رؤية امور صعبة جدا، لان ذلك كفيل بأن يثقل على كاهلهم بما لا يقدرون عليه، ويصعب عليهم المواجهة والتغلب اكثر واكثر. اننا على الاستعداد اذا كان لديكم أي قلق او توجه".