قال أهل الشاب سلمان العتايقة من بلدة وادي النعم، إنّ لا علاقة لابنهم بحادث السطو المسلح على مركز توزيع السجائر في نتيفوت، وان ابنهم هرب من الشرطة التي قتلته دهسًا لانه لا يحمل تأمينًا للدراجة النارية التي استقلها، وبالتالي فأنهم يعتبرونه شهيدًا.
وروى أهل الشاب سلمان العتايقه (30 عامًا)، أب لأربعة أطفال، من قرية وادي النعم غير المعترف بها في النقب، أن ابنهم معروف بالتزامه بدينه، وبحسن سيرته في قريته وخارجها، ومعروف بالتزامه مع رجال الدعوة حيث يعلّم الناس أمور دينهم ودنياهم، ويعمل منذ سنوات مسؤولا عن تشغيل مصنع "لكسمبورغ" في مصانع رمات حوفاف، وقد تعلم لهذا الغرض عدة دورات.
وكانت سيارة الشرطة دهست الشاب على مرأى من أبناء قريته عندما طاردته نحو الساعة التاسعة من ليلة الخميس بعد أن اشتبهت به بأنه كان من بين الشبان الخمسة الذين قاموا بالسطو المسلح الساعة السابعة من مساء الخميس على مركز توزيع السجائر جنوب في المنطقة الصناعية نتيفوت، حيث تم سرقة 450 الف شيكل تحت تهديد السلاح. وتم اعتقال شاب من رهط (28 عامًا) بشبهة التورط في القضية ومددت محكمة صلح بئر السبع اعتقاله لمدة سبعة ايام على ذمة التحقيق.
وقال ذوو الشاب سلمان العتايقة، إنّه هرب من الشرطة كونه لا يملك تأمينًا لدراجته النارية التي كان يستقلها، حيث تمت مطاردته داخل قريته، وهذه المطاردة البوليسية المخالفة لكل قانون كما يقول أقاربه، «أدت إلى اصطدام سيارة الشرطة بالدراجة، وواصلت سيارة الشرطة سيرها بعد أن سقط سلمان عن دراجته ودهسته، وبعد دهسه رجعت سيارة الشرطة للخلف لتدهسه مرّة أخرى».
وأعتبر أهل سلمان ابنهم شهيدًا، حيث قالوا إنّ الشرطة تواصل عمليات القتل ضد العرب على غير وجه حق، فلا يعقل أن يقيم أفراد الشرطة محاكم ميدانية في الحقل لتحكم على الناس بالإعدام كما حدث مع الشهيد سلمان.
واثر حادث القتل شكل الأهل لجنة قررت تنظيم مظاهرة يوم غد الاثنين، الموافق 25/02/2008، الساعة العاشرة (10 صباحًا) في بئر السبع، حيث ستنطلق المظاهرة من أمام مسجد بئر السبع الكبير في مركز المدينة، نحو مقر شرطة لواء النقب في بئر السبع، وسيحمل المتظاهرون صور سلمان وشعارات تندد بالجريمة، ولافتات تبيّن مطالب المتظاهرين.
وقد تم توزيع منشور من قبل اللجنة على السكان، دعتهم فيها للمشاركة في المظاهرة حيث جاء فيه «بهذه الطريقة البشعة تم قتل الشهيد سلمان العتايقه، بدم بارد، حيث إننا في الوسط العربي في الداخل نعتبر أن أحداث أكتوبر لم تنتهِ، وان الشرطة تواصل اضطهادها للعرب، فهل وصل الحد إلى أن تحكم محاكم الشرطة الميدانية بالإعدام على شخص لمجرد مطاردته؟».
ومن منطلق إحقاق الحق، ومطالبة الشرطة بمعاقبة المجرمين من أفرادها، قتلة الشهيد سلمان العتايقه وغيره، فقد أقيمت لجنة من ذوي الشهيد وسكان المنطقة قررت تنظيم مظاهرة في بئر السبع.
وقال حسين الرفايعه، رئيس المجلس الإقليمي للقرى يغر المعترف بها في النقب، حول حادثة القتل: «الشرطة لم تتعلم من أحداث أكتوبر وهي تواصل أعمالها غير القانونية علمًا أنها وجدت للحفاظ على القانون، فقد قتل الشهيد سلمان العتايقه بدم بارد وسط مخالفة واضحة للقانون من قبل الشرطة، حيث ان القانون ينص على منع المطاردات البولوسية للأشخاص كما حدث مع الشهيد، ففي الأشهر الأخيرة داهمت الشرطة العديد من القرى غير المعترف بها بحجج واهية، واعتدت على النساء والأطفال وهم ليسوا بمجرمين، ومن هنا نطالب الشرطة والجميع بتوقيف مرتكبي الجرائم بحق المواطنين بحجة تطبيق القانون، وندعو الجميع للمشاركة في المظاهرة، كما ندعو وسائل الإعلام بتغطية المظاهرة لنظهر للعالم حقيقة ما يجري من عمليات ظلم واضطهاد لنا من قبل كافة القطاعات الإسرائيلية».