الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 20 / سبتمبر 13:01

النادي الثقافي التابع للمجلس الملي الأرثوذكسي في حيفا يناقش كتاب لملم حريم

كل العرب
نُشر: 13/06/12 10:19,  حُتلن: 11:35

بمبادرة عدد من أعضاء النادي الثقافي التابع للمجلس الملي الأرثوذكسي في حيفا تم مساء الاثنين مناقشة المجموعة القصصية لملم حريم للكاتبة ميسون أسدي

ميسون أسدي:

أنا سعيدة للمشاركة في هذه الندوة والإنتقادات التي سمعتها تدل على الموضوعية عند القراء فأنا أُفضل النقد اللاذع بدلا من الطبالين والزمارين

راسم المدهون:

الكتابة في حالة كهذه تمزج الرؤية العميقة لجماليات القصص وفي الحالتين نجحت ميسون أسدي في كتابة قصصية عالية المستوى أخذتنا إلى القراءة بمتعة وإهتمام

بمبادرة عدد من أعضاء النادي الثقافي التابع للمجلس الملي الأرثوذكسي في حيفا، تم مساء الاثنين مناقشة المجموعة القصصية "لملم حريم" للكاتبة ميسون أسدي وذلك في مقر النادي داخل الكنيسة الأرثوذكسية الجديدة في حيفا. وشارك في هذه الندوة كل من: نائلة نقارة، فتحي فوراني، د. جوني منصور، كميل ساري، ليليان بشارة/ منصور، أميرة ناصر، فواد نقارة، حسن عبادي، أسامة مصري، كميل مويس، إخلاص سرية، سوزي نقارة وآخرون.

افتتح الندوة الكاتب فتحي فوراني الذي عرّف عن الكاتبة وإنتاجها الأدبي وأشار إلى "الركود الأدبي الحالي بينما في الماضي، قبل 30 سنة، كان هناك حراك أدبي، فعندما كانت تنشر قصة ما كان الكل يتحدث عنها، والصحافة المحلية اليوم لعبت دورًا في تميع الأدب الهابط". وفي مداخلته حول الكتاب قال حسن عبادي: "تمتعت بقراءة "لملم حريم"، شعرت بأن الكتاب هو لطالبة متمردة تكتب الإنشاء بلغة بسيطة جدًا. هذا النوع من الأدب أسميه أدب القطارات، حيث تقرأ الكتاب وتتركه في سلة القطار ليقرأه راكب آخر من بعدك. والجرأة لا تجعل من الكاتب أديبًا، وهناك العديد من الروائيات الجدد وهن يكتبن عن الجسد".

مشاكل من واقع الحياة
أما نائلة نقارة فقالت: "الأسلوب سلس، القصص تبدو وكأنها مشاهد من فيلم سينمائي يستعرض مشاكل من واقع الحياة. كنت أود أن أعيش أكثر مع أبطال القصص المتنوعة، عن المرأة والمسن والقرية وعادات وتقاليد كل مكان، كما أن الكاتبة طرحت موضوع الجنس بصراحة وشجاعة وهذا أعجبني، وكل الإحترام للكاتبة وصدقها فيما كتبت". وقال كميل مويس: "استمتعت بقراءة المجموعة، وأنا أختلف عن ما قاله حسن عبادي بأن القصص هي مواضيع إنشاء. الكتاب مكتوب بلغة بسيطة تناولت أحداث حياتية بسيطة ووثقتها أدبيًا ما يختلف عما نراه، وأعجبني تحليلها لشخصياتها".

الربط بين الأحداث
أما ابتسام قبطي فقالت: "بعض أحداث القصص ذكرتني بطفولتي رغم أن الربط بين الأحداث ليس قويًا وهناك قصص لم تشوقني حتى النهاية". وأضافت روضة غنايم: "تحمست لشراء الكتاب، اسم الكتاب جذبني والعنوان مشوق، القصص جميلة جدا مضمونا وأسلوبا اقتحمت عالما كان وما زال مستورا. وهناك سرد قصص وحكايا من مدننا وقرانا، قصص بها روحانيات، وقد رأيت نفسي في بعض من هذه القصص". وقالت أميرة ناصر: "هذه جرأة أن تأتي الكاتبة وتسمع انتقادًا بناءًا حول قصصها وأنا كمربية أوافق حسن عبادي بأن الكتاب من ناحية الشكل والصور يوحي بأنه كتاب لطالب إعدادي أو ثانوي، وأنا سأفكر مرتين أن أضع الكتاب ضمن مكتبتي وأن أسمح لإبنتي أن تقرأ قصص بها حديث نسوي حول القضايا الجنسية، هناك قصة لم أفهمهما وهي قصة "محاولة اغتيال شجرة"، ثم بين الذروة والنهاية لا يوجد الحدث التنازلي".

إمتداد للعالم العربي
وجوني منصور قال: "نحن كفلسطينيين لا يوجد لدينا ما يسمى أدب محلي، نحن إمتداد للعالم العربي ولسنا جزءًا مبتورًا، وإحدى التحديات الرئيسية في حياتنا هي لغتنا وهي أداة للكلام والتفكير. "لملم حريم" لغته بسيطة نقرأه بسرعة ونضعه جانبًا ونأتي لكتاب آخر. هناك هموم لدى ميسون وهي هموم مجتمعنا، هي تكتب وأنت القارئ افهم ما تفهم، فقد عرضت هموم مجتمعنا بصورة لما يدور في أروقة واضحة المعالم خفية داخل المجتمع لتبدأ بالمكاشفة، وأحيانا في قصصها تعطي حلولًا وأحيانا أخرى نصف حلول وأحيانا تتركنا بلا حلول". وأضافت دوريس مجدلاني: "عدت إلى القراءة من جديد وقد استمتعت أن يكون هذا الكتاب هو فاتحة الكتب التي أقرأها". أما حسن عبادي فقال: "لفت نظري الأسلوب الساخر في القصص واللوحات المرفقة للقصص جميلة وهي من رسم الفنان أسامة مصري، وشدد بعض المشاركين في الندوة على أهمية وجود رسالة في كل قصة".

معاناة المرأة الفلسطينية
أما الكاتبة ميسون أسدي فقد ناقشت الملاحظات حول قصصها برحابة صدر، وأشارت أن كتابها "لملم حريم" الذي يحوي 21 قصة "يحمل في طياته مواضيع عديدة منها: الوحدة عند المسنين، كيف ينظر النقاد إلى المرأة الكاتبة، الآم المرض، الدَيْن والدِين، البخل، التعامل مع الصغار، الفقراء وأكلة "الخويا" الشعبية، الصداقة بين الناس، الشرف، التعامل مع المراهقين، حق العودة، التهور والتسرع بإتخاذ القرارات، معاناة المهاجرين الجدد من روسيا، وهناك ثلاث قصص تحكي معاناة المرأة الفلسطينية وفيها تطرق إلى موضوع الجنس فالجنس كان موضوع جانبي، وهذه القصص أثارت بعض من المشاركين ليوجهوا انتقادات لكتابتها".

رسائل تربوية
أما عن الأخطاء اللغوية في الكتاب فتقول الأسدي: "راجع المجموعة شخص يعتبر نحوي معروف، ومع كل هذا كان هناك أخطاء يجب الإنتباه إليها في مرات قادمة". وأنهت الكاتبة حديثها: "أنا سعيدة للمشاركة في هذه الندوة، والإنتقادات التي سمعتها تدل على الموضوعية عند القراء فأنا أُفضل النقد اللاذع بدلا من الطبالين والزمارين". وفي تلخيصه للنقاش، قال الكاتب فتحي فوراني: "إن الرسالة في القصة شيء جديد نسمعه الآن، فقبل 1500 سنة عندما كتبت "ألف ليلة وليلة" لم يكن هناك رسائل تربوية". سارتر قال في كتاب "الأدب الملتزم": "الكلمة كالرصاصة إذا انطلقت يجب أن تصيب هدفًا، وإذا انطلقت لن ترجع". أما الكتاب الاشتراكيون فقد آمنوا بأن الأدب جاء ليغير العالم ويخلق المجتمع الأفضل، وهناك تيار مناقض قال "الفن للفن، أكتب للمتعة".

تنمية الحركة الثقافية
قصص "لملم حريم" سريعة وخفيفة عكس موباسان وتشيخوف، فلقصصهم أسلوب ومعادلة كلاسيكية خاصة وميسون غير ملتزمة بهذا البناء الهرمي، النصوص القصصية الموجودة في هذا الكتاب هي حكايات ولوحات إجتماعية عاطفية. ويقول الكاتب السوري راسم المدهون حول مجموعة لملم حريم: "أعتقد أن واحدة من ميزات هذه المجموعة القصصية هي بالذات في موضوعاتها ومناخاتها الإجتماعية التي جاءت متنوعة، ترى بحدقتين يقظتين ما بعد الظواهر الإجتماعية التي تبدو عادية أو مألوفة ولا تثير عادة إنتباهات لافتة عند الناس". وأضاف المدهون: "الكتابة في حالة كهذه تمزج الرؤية العميقة لجماليات القصص، وفي الحالتين نجحت ميسون أسدي في كتابة قصصية عالية المستوى أخذتنا إلى القراءة بمتعة وإهتمام". واختتم فتحي فوراني الجلسة مستشهدًا بقول لعمر بن الخطاب: "رحم الله امرئ أهدى إلي عيوب نفسه". وهدف هذا النادي الثقافي الى تنمية الحركة الثقافية ودعم المؤلفين وتعميق الوعي الثقافي.

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.77
USD
4.22
EUR
5.03
GBP
239249.27
BTC
0.54
CNY