خلال فترة عملها كانت المعلمة تشكو من أعراض مرضية مختلفة كبحة بالصوت والرشح والتهابات في الأذنين وصعوبة في التنف
المحامية مرام اغبارية – مصالحة أوضحت في رسالتها للتأمين الوطني أنه عند الكتابة بالطباشير على اللوح تطاير غبار الطباشير بالهواء وقد تنفست المعلمة هذا الغبار الخطير
المحكمة ألزمت التأمين الوطني بدفع مصاريف المحكمة مع الإشارة إلى أن هذا القرار يعتبر سابقة الأولى من نوعها للإعتراف بمرض السرطان كمرض ناتج عن استعمال الطباشير
في سابقة قضائية، أصدرت محكمة العمل في الناصرة مؤخرا قرارا يلزم مؤسسة التأمين الوطني بالاعتراف بمرض معلمة من الشمال بالسرطان كإصابة عمل، جراء استعمالها المتواصل للطباشير خلال عملها لسنوات طويلة في مهنة التدريس. وقد توجهت المعلمة، بواسطة المحامية مرام اغبارية – مصالحة من مكتب المحامي محمد لطفي من أم الفحم، للتأمين الوطني وطالبته بالاعتراف بمرض السرطان الذي تعرضت له في مجرى التنفس العلوي كإصابة عمل ناتجة عن استعمال متواصل للطباشير، علما أنها كانت تدرس مادة التاريخ بطريقة تعليم اعتمدت في الأساس على استعمال موسع للطباشير".
صورة توضيحية
وأوضحت المحامية مرام اغبارية – مصالحة في رسالتها للتأمين الوطني أنه "عند الكتابة بالطباشير على اللوح في الصفوف التعليمية، وأيضا عند مسحه، تطاير غبار الطباشير الجيرية ومخلفاتها بالهواء. ولكون المعلمة قريبة من اللوح فقد تنفست هذا الغبار الخطير، ناهيك عن أنه التصق كذلك بيديها".
أعراض مرضية مختلفة
وأضافت اغبارية – مصالحة أنه خلال فترة عملها كانت المعلمة تشكو من أعراض مرضية مختلفة، كبحة بالصوت والرشح والتهابات في الأذنين وصعوبة في التنفس. ومن ثم عانت من فقدان السمع وأوجاع في الرأس وإرهاق مزمن ونزيف دموي في الأنف. وفي سنة 2001 كشفت الفحوصات الطبية أن هذه المعلمة أصيبت بمرض السرطان في مجرى التنفس العلوي، ولذلك اضطرت إلى التوقف عن العمل والخضوع لعلاجات طبية عديدة". وجنبا إلى جنب مع توجه المعلمة بواسطة المحامية مرام اغبارية- مصالحة للتأمين الوطني، فإنها تقدمت بدعوى لمطالبة المؤسسة بالإعتراف بمرضها كإصابة عمل، مستندة بذلك على تقارير طبية مختلفة. لكن مؤسسة التأمين الوطني رفضت الدعوى، وعليه توجهت المحامية لمحكمة العمل في الناصرة، التي قامت بدورها بتعيين طبيبة مختصة في هذا المجال فأقرت أن التعرض المستمر لغبار الطباشير عجّل من ظهور المرض وأدى إلى تطوره. أي أن مسبب المرض لم يكن ناتجا عن العمل، ولكن البيئة الموجودة في العمل والتعرض المستمر لغبار الطباشير نجما عنهما التسريع في ظهور مرض المدعية".
بعد جلسة الإثباتات والاستماع إلى ادعاءات الأطراف، أصدرت المحكمة مؤخرا قرارا يلزم مؤسسة التأمين الوطني بالإعتراف بمرض المدعية كإصابة عمل، مع كل ما يترتب على ذلك من حقوق. كما ألزمت المحكمة التأمين الوطني بدفع مصاريف المحكمة مع الإشارة إلى أن هذا القرار يعتبر سابقة الأولى من نوعها للإعتراف بمرض السرطان كمرض ناتج عن استعمال الطباشير.