الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 20 / سبتمبر 19:02

في بدر الكبرى/ بقلم: أبو وهيب

كل العرب
نُشر: 04/08/12 17:53,  حُتلن: 09:06

كما هو معلوم أن بدر كانت في السنة الثانية من ألهجره وقد سجّلها الله تعالى في مُحكم التنزيل في سورة الأنفال وبيّن عظمة شأنها إذ سُميت يومها يوم الفرقان بقوله تعالى : (واعلموا أنما غنمتم من شيء فأنّ لله خُمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان والله على كل شي قدير). الآية: وكان يوم الجمعة في السابع عشر من رمضان والحديث عن بدر له جوانب متعدّدة ومميّزة.

وبداية الحديث عن شخصيّة الرسول صلى الله عليه وسلم إذ أن عمله وتربيته لِصحابته رضوان الله عليهم ولنا أيضا هو : التهذيب والأساس والأصل.

محمد صلى الله عليه وسلم لمّا سمع بقدوم أبي سفيان بقافلته محمّله بالأموال لأهل مكة نَدب المسلمون إليها لتكون غنائم لهم.
وذلك عِوضا لهم بعض الشيء ممّا خسروه في يوم الهجرة كما قال تعالى : (للفقراء المهاجرين الذين أُخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون): الآية إخراجهم كان على يد أعدائهم أهل مكة فدعاهم الرسول صلى الله عليه وسلم إلى بدر فخفّ من خفّ وتخلّف من تخلّف فخرج معه من كان جاهزا وعددهم 314 رجلا وليس معهم إلاّ 70 بعيرا.
وتبعد بدر عن المدينة حوالي 150 كم لنتمعّن كيف قطعوا هذه المسافة الطويلة وكان لكل ثلاثة أفراد بعير واحد’ وكانوا يتقاسمون المسافة لركب البعير. رسول الله صلى الله عليه وسلم تقاسم معه علي بن أبي طالب ومرتد الغنوي وكان أبو بكر وعمر وعبد الرحمن ابن عوف على بعير واحد.
لم يتميّز صلى الله عليه وسلم عن أصحابه رضوان الله عليهم بل تعامل معهم كفرد منهم ولم ينفرد ببعير وحده فهو فرد منهم على السواء.
كانوا يقولون له نحن نمشي عنك يا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما أنتما بأقوى مني ولا انأ بأغنى عن الأجر من الله منكما.
ولمّا وصل صلى الله عليه وسلم عند الروحاء وفي منتصف الطريق يبلغه أن أبا سفيان علم بخروجهم بالقافلة فوصل إلى بدر وتأكّد من الخبر عندها استنفرت قريش فجاءت بخيلها وعتادها.

استشار صلى الله عليه وسلم أصحابه ولم يلزمهم بل قال :"أشيروا علي أيها الناس ولعلّ هذا كان أوّل اجتماع يُعقد بشأن القتال" هذا مع أن لديه وعد من الله بشأن هذه المعركة بقوله تعالى: (وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ويريد الله أن يحقّ الحقّ بكلماته ويقطع دابر الكافرين).
كانت المشورة تأكيدا على القتال وقوّة العزم لهذا قال سعد رضي الله عنه وأرضا: والله يا رسول الله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى :اذهب أنت وربك فقاتلا إنّا ها هنا قاعدون, بل نقول: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون والله لو خضت بنا البحر لخضناه معك.
هنا وقع الشعور الكامل بمسؤولية الراعي للرّعية جميعا بالمعركة ومن هذا الشعور كان الرأي المقداد والسديد بالنسبة لأرض المعركة .
نزل بهم صلى الله عليه وسلم عند أوّل مياه ببدر فتقدّم إلى آخر بئر وبنا هناك حوضا حتى تكون الماء للمسلمين وليس لغيرهم لهذا شعر الجميع بالمسؤولية عندها كان تماسك وتلاحم وتراحم المسلمين والرسول صلى الله عليه وسلم ببعضهم البعض بالإضافة إلى المدد الرباني بألف من الملائكة بقوله تعالى: إذ تستغيثون ربّكم فاستجاب لكم أني ممدّكم بألف من الملائكة مُردفين)’ فبدر الكبرى كانت صاعقة على الكفار بموت أبو جهل وقطع رأسه وأذنه وغيره من المشركين. ندها تحقّق النصر من عند الله تعالى والذي يطالع سيرة بدر وغيرها من المعارك في هذا الشهر الفضيل وغيره من الأشهر يتابع ما يجري اليوم عند المسلمين والعرب.

شتّان شتّان بين الماضي والحاضر وبالذات الأحداث المؤسفة والمحزنة في القطاع والضفة وكذلك ما يحدث في مدننا وقرانا من نزاغ وشجار وقتل ودمار وهي فتنة ما من بعدها فتنه والفتنة اشد من القتل فاعتبروا من بدر يا أولى الألباب ويا أولى الأبصار ويا أولى الصيام.
لذلك نذكّر أولئك الناس الذين ما زالوا يعتنقون العصبية والقبليّة العمياء والكبرياء والرياء وأصحاب الظلم والاستبداد نذكّركم بقول الله تعالى: (واتقوا فتنة لا تصيبنّ الذين ظلموا منكم خاصّة واعلموا أن الله شديد العقاب)’ ويقول عليه الصلاة والسلام :"اتّق الله حيث ما كنت واتبع السيّئة الحسنة تَمحُها وخالق الناس بخلق حسن"
نسأل الله لنا ولكم العفو والعافية وحسن الخاتمة...

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة