الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 23 / نوفمبر 16:02

متى تتحرر سيناء من استعمار مبارك؟/ بقلم: وائل قنديل

كل العرب
نُشر: 07/08/12 21:00,  حُتلن: 11:17

وائل قنديل في مقاله:

العقلية القاصرة الضيقة لاتزال تقيم الجدران العازلة بين سيناء ومصر وكأن هناك إصرارا على أن تبقى هذه المساحة معزولة عن حضن الوطن

مبارك كان حريصا على أن تبقى سيناء بعيدا عن متناول يد المصريين باستثنائه هو والعائلة وأصفيائه من رجال أعمال الشاليهات والشواطئ السياحية

ستبقى سيناء نافذة مفتوحة على الخطر، ومسرحا للعبة الموت، مادامت تعيش في عزلة حقيقية عن بقية مصر.. ولن تتوقف عربدة الأعداء على أرضها، طالما بقيت سيناء في عقل النظام المصري مجرد فندق سياحي كبير، لا تمتد إليها يد التنمية وتحاول دمجها في نسيج المجتمع المصري. لقد بحت الأصوات تعترض على جهل وسخف التعامل مع أهالى سيناء باعتبارهم «البدو» في مقابل باقي المصريين باعتبارهم «الشعب المصري» غير أن العقلية القاصرة الضيقة لاتزال تقيم الجدران العازلة بين سيناء ومصر، وكأن هناك إصرارا على أن تبقى هذه المساحة معزولة عن حضن الوطن.

تذويب سيناء
إن مئات الدراسات والأبحاث تحدثت عن حتمية تذويب سيناء في مصر سكانيا وجغرافيا، بحيث تصبح التركيبة السكانية فيها متجانسة ومتناغمة مع مفاهيم المواطنة المتساوية والعادلة، وذلك لن يتأتى إلا من خلال إبداع حضاري يتجسد في خطط تنمية وزراعة وإعمار حقيقي يستهدف زراعة سيناء بالبشر والحياة، بدلا من تركها بيئة خصبة لكي تزرع بالسلاح والتنظيمات والألغام. كان الحلم أن تتسلح سيناء بالقنبلة السكانية المصنعة من جميع مكونات المجتمع المصري، غير أن الأمور مضت على نحو يؤكد إصرار نظام مبارك على استمرار حالة الفصل العنصري بين أهالى سيناء وبقية إخوانهم المصريين، ليبقى السيناوية هم البدو، بينما بقية الشعب المصري هم الحضر.. وبعد تحريرها من احتلال الصهاينة وقعت سيناء تحت حكم استعمار رجال أعمال العائلة المباركية.

عاصمة مصر السياسية
لقد كان مبارك حريصا على أن تبقى سيناء بعيدا عن متناول يد المصريين، باستثنائه هو والعائلة وأصفيائه من رجال أعمال الشاليهات والشواطئ السياحية، فكان حسين سالم هو الحاكم الفعلي لسيناء، وكانت شرم الشيخ هي عاصمة مصر السياسية بدلا من القاهرة، ومن وقتها تضاءل دور مصر وحجمها فى السياسة العالمية، لتصبح مجرد فندق كبير يستضيف وفود المتفاوضين.. وبالتوازى مع ذلك تفاقم اغتراب سيناء عن مصر، واتسعت المسافات بين المصريين وسيناء التي صارت بالنسبة لهم مجرد رحلة موسمية مكلفة، يشعر الذاهب للسياحة فيها بأنه فى غربة.

مشكلة سيناء ليست أمنية
ولا يمكن النظر إلى الجريمة التي وقعت أمس الأول على الحدود وأدت لاستشهاد 16 من جنودنا وضباطنا، بمعزل عن حالة الفراغ الموجودة في سيناء كلها، وهو ليس فراغا أمنيا فقط، بل هو فراغ حضاري، جعلها لقمة سائغة للمغامرين والمعربدين، الأمر الذي يتطلب فورا العمل على أن تعود سيناء لحكم الدولة المصرية، وأن ترفع دولة المخابرات يدها عنها، فالثابت أن مشكلة سيناء ليست أمنية، بقدر هو ناتجة عن العجز عن صناعة «وجود مصري» حقيقي فيها. أما التشبث بالكلام القديم الغارق في قاع النظرية الأمنية فقط، فلن ينتج سوى حوادث أخرى من هذا النوع، الذي تختلط فيها عناصر الغفلة مع التآمر مع العجز، إذ لا يمكن النظر إلى ما جرى بعيدا عن قرار فتح المعابر مع غزة المحاصرة، والحديث عن تزويد الفلسطينيين بالكهرباء، ولا يمكن لعاقل ألا يدرك أن هذه الأجواء الجديدة تجد من يتربص بها ويسعى لنسف أية جسور للتواصل بين مصر وفلسطين المحتلة.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة