دينيس روس المساعد السابق للرئيس الأمريكي:
مرسي فرض الحكم المدني على البلاد بقراراته بإزاحة قادة "العسكري" من مناصبهم مستغلا في ذلك حادث الهجوم على نقطة رفح الحدودية ومصرع 16 جنديا
البيانات التي تأتي من مصر لا تبشر بالخير فالتقارير الإخبارية تؤكد أن ما لا يقل عن 100 ألف قبطي غادروا مصر فضلا عن الجهود التي تمارس مؤخرا لإرهاب الإعلام
مكتب الرئاسة الإسرائيلي لم يعلن عن محتوى هذه المراسلات بين الطرفين سوى بعد الحصول على موافقة الطرف المصري وقد تزامن مع ذلك اتهام الجماعة للجانب الإسرائيلي بالتسبب في أحداث رفح "وهو أمر يعلمون جيدا أنه غير حقيقي
قال دينيس روس الاستشاري بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى إن جماعة "الإخوان المسلمون" في مصر متناقضة تماما فهي أحيانا تعترف بالواقع وأحيانا تختلقه بناءً على أكاذيب موضحا أن مخاوف البعض من صعود هذا الفصيل للحكم يعززه خروج 100 ألف قبطي من البلاد فضلا عن حشد الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي لقواته في سيناء بدون علم الجانب الإسرائيلي وهو ما يعتبر مؤشرا سيئا على درجة التزامه بمعاهد السلام. وواصل حديثه –في مقال له بصحيفة واشنطن بوست الأمريكية- قائلا إن مخاوف البعض من أن تكون قرارات الرئيس المصري المنتخب الدكتور محمد مرسي بإقالة قادة المجلس العسكري خطوة نحو إحكام قبضتها على السلطة يعززها تعيين صلاح عبد المقصود وزيرا للإعلام وتغيير 50 من رؤساء تحرير الصحف القومية، وكذلك توجيه التهمة لإسلام عفيفي رئيس تحرير جريدة الدستور بإهانة الرئيس.
الرئيس الأمريكي باراك أوباما
وتابع المساعد السابق للرئيس الأمريكي باراك أوباما لشئون الشرق الأوسط أن مرسي فرض الحكم المدني على البلاد بقراراته بإزاحة قادة "العسكري" من مناصبهم مستغلا في ذلك حادث الهجوم على نقطة رفح الحدودية ومصرع 16 جنديا في الخامس من الشهر الجاري، ولكن التخوف السابق ذكره يعززه "التغير الواضح الذي طرأ على النبرة الإعلامية للتليفزيون الرسمي للدولة في صالح الرئيس". ويضيف روس: "حصول الرئيس مرسي على السلطة التشريعية يعني أن الرئيس وجماعة "الإخوان المسلمون" قد استحوذا على كل مؤسسات البلاد في يدهما وبالتالي لا مناص لهما من التهرب من مسئوليتهما عن أي شئ قد يحدث في مصر في ظل أوضاع اقتصادية متدهورة، وها هي الجماعة التي –قبل تمكينها من السلطة- ترفض اتجاه الدولة للاقتراض من صندوق النقد الدولي تسعى لاقتراض مبلغ 3.2 مليار دولار من أجل إنعاش الاقتصاد واستكمال مشروع النهضة الخاص بهم".
أحداث رفح
ويسلط روس الذي كان مسئولا رفيع المستوى بوكالة الأمن القومي الأمريكية بين عامي 2009 و2011 على ما يعتقد أنه تناقض في أداء جماعة الإخوان المسلمون التي أحيانا ما تعترف بالواقع وأحيانا ما ترفضه وهو ما حدث عندما نفى الدكتور محمد مرسي ما أثير بشأن رد الرئيس على برقية تهنئة توجه بها الرئيس الإسرائيلي شيعمون بيريز لمرسي، حيث أكد روس أن مكتب الرئاسة الإسرائيلي لم يعلن عن محتوى هذه المراسلات بين الطرفين سوى بعد الحصول على موافقة الطرف المصري وقد تزامن مع ذلك اتهام الجماعة للجانب الإسرائيلي بالتسبب في أحداث رفح "وهو أمر يعلمون جيدا أنه غير حقيقي". ويطرح مستشار الرئيس السابق تساؤلا في هذا السياق: ما الذي يمكن أن نستخلصه من تصرفات جماعة الإخوان التي تعترف بالحقيقة تارة وتنفيها تارة أخرى وتصر على الحقيقة التي تعلن عنها هي فقط؟ نستخلص من ذلك أن الجماعة ما زالت مرتبطة بعقيدتها الفكرية دون تغيير وليس بإمكانها أن تعترف بأي حقيقة أو تصرف من شأنه أن يتعرض لتلك العقيدة".
الخلافات السياسية
ويستطرد: "ولكن الولايات المتحدة لا يجب عليها أن تتعايش مع الحقائق البديلة التي تروج لها الجماعة كلما اضطرت لذلك ولا يجب أن توافق على كل ما تفعله أيضا والخلافات في السياسة بصفة عامة يمكن تقبلها ولكن ما لا يمكن تقبله هو التنكر للحقيقة والترويج لحقائق أخرى بديلة مبنية على أكاذيب وخيالات". ويؤكد روس أنه يجب على الرئيس مرسي وجماعة "الإخوان المسلمون" والشعب المصري أن يعرفوا "أننا قادرون على حشد المجتمع الدولي والمؤسسات الاقتصادية العالمية من أجل مساعدة مصر بشرط أن تعمد حكومتها إلى الالتزام بحقوق الأقليات والمرأة والقبول بالتعددية السياسية واحترام تعهداتها الدولية بما فيها اتفاقية السلام مع إسرائيل".
مغادرة الأقباط من مصر
ويختتم روس كلامه قائلا: "البيانات التي تأتي من مصر لا تبشر بالخير، فالتقارير الإخبارية تؤكد أن ما لا يقل عن 100 ألف قبطي غادروا مصر فضلا عن الجهود التي تمارس مؤخرا لإرهاب الإعلام، وحشد الرئيس للقوات المصرية في سيناء بدون إخطار مسبق للجانب الإسرائيلي حسبما تنص اتفاقية السلام المبرمة بين الجانبين، وإذا استمر هذا السلوك فالدعم الأمريكي الاقتصادي بالضرورة هو الآخر لن يستمر".