سيناء جمال زحالقة من قرية كفرقرع في الثلاثينات من عمرها، من اوائل النساء في المثلث ممن تقلدن مناصب لادارة مدارس ومؤسسات تربوية وتعليمية، فهي تقوم ومنذ نحو عامين على أدارة مدرسة الرحمة للتعليم الخاص، المدرسة التي فازت قبل عدة ايام بجائزة لواء حيفا كافضل مدرسة، وتم ترشيحها للتنافس على جائزة وزارة المعارف لافضل مدرسة في البلاد. 
سيناء متزوجة من الدكتور ادريس زحالقة وام ل: سمات، عمر ومحمد، فهي من مواليد قرية جت المثلث حيث انهت دراستها الثانوية هناك، وحاصلة على اللقب الاول في التربية الخاصة من كلية دافيد يلين، معلمة مؤهلة للتعليم الخاص، حاصلة على اللقب الثاني لتطوير مناهج التعليم من جامعة تل ابيب، دروة انهاء لاعداد المديرين من كلية اورانيم وبصدد التحضير للدكتوراه في موضوع القياس والتقييم.

سيناء جمال زحالقة

تقول سيناء زحالقة مديرة مدرسة الرحمة للتعليم الخاص:"  أنطلقت بمشواري كمدرسة  للدمج في البساتين والمرحلتين الابتدائية والاعدادية، ومن ثم كمرشدة للتعليم الخاص في وزارة المعارف، ونائبة لمدير مركز ماتيا في ام الفحم لتقديم الدعم لكافة الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة، ودمجهم في الاطر التعليمية العادية، وفي العام 2003 قمت بتركيز تطبيق القانون بدمج الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة في مسار التعليم العادي، حيث قمت بارشاد طواقم المعلمين والمعلمات".

 منذ عامين انتقلت سيناء لادارة مدرسة الرحمة للتعليم الخاص، وتعتبر اول أمرأة تتقلد هذا المنصب، على الرغم من ان المدرسة تعتبر من اوائل المدارس للتعليم الخاص في المثلث. قبل ان تتسلم سيناء الادارة، عانت المدرسة الكثير من المشاكل والصعوبات ووصلت الى حد هجرة الطلاب والاطفال المعاقين للمدرسة وبحثهم عن اطر تعليمية بديلة، ووصل الوضع الى زعزعة ثقة الاهالي بالمدرسة. الكثير من الصعوبات والتحديات واجهت المديرة سيناء في بداية مشوارها، وعملت منذ البداية على أعادة هيكلة المدرسة واعادة الثقة بها وايصالها الى بر الامان، واليوم الانطلاق بها نحو التطور والتقدم، بحيث أن المدرسة توفر مختلف اطر التعليم الخاص ومختلف الخدمات والعلاجات والاستشارة المهنية، وطواقم عمل مهنية وفقا لما ينص عليه قانون التعليم الخاص، هناك 21 معلم ومعلمة، طاقم علاجي متخصص مؤلف من ثمانية أشخاص، طاقم مساعدات مؤلف من 14 مساعدة مؤهلة وطاقم من المرشدات العلاجيات ليوم التعليم المطول مؤلف من 5  مرشدات. الطاقم  مؤلف  60% من النساء و 40% من الشباب.

 تضيف سيناء زحالقة:" كاول مديرة تدير مدرسة الرحمة للتعليم الخاص في باقة الغربية، واجهتني الكثير من الصعوبات والتحديات، كان لدي أدراك وتحديدا لهذه الصعوبات وتشخيص المشكلة واسباب انعدام الثقة من قبل الجمهور والاهالي بالمدرسة، فالكثير من الامور كانت واضحة، مباشرة قمت مع الطاقم المهني ببناء خطة عمل، مع الايمان والقناعة بقدراتنا جميعا  على احداث التغيير، والاهم الثقة بقدرات هؤلاء الطلاب والطالبات، واعتبارهم ذوي قدرات وأمكانيات خاصة. بغية احداث التغيير الامر بحاجة لسيرورة عمل، اعادة الثقة باي مؤسسة ليس بالامر السهل، جمهور الهدف هم الطلاب واهاليهم حيث عملنا جاهدين لنعيد ثقتهم بالمؤسسة والطاقم،  والعمل وفق مهنية".
 توضح سيناء:"لدينا طواقم مهنية، لكن المهم كيفية تفعيل هذه الطواقم وتوظيفها واستثمارها باهدافها لتوفير كافة الخدمات والاطر، وضعنا الدراسات والابحاث، حول كيفية استغلال البيئة المحيطة بالمدرسة لدمج طلابنا بالمجتمع واشراكهم بالحياة العامة ودمجهم بالبيئة المحيطة والتعاون مع المدراس والروضات القريبة، من خلال المشاريع والفعاليات المشتركة، والاهم تفعيل طلابنا داخل وخارج المدرسة، من خلال مشاريع تمكنهم من اثبات ذاتهم وقدراتهم وامكانياتهم. بدوري توجهت الى الكثير من الصناديق والجمعيات الداعمة لرصد الميزانيات، بالمقابل الكثير من اهل الخير ورجال الاعمال قدموا تبرعهم السخي، وبدورنا استثمارنا هذه التبرعات للنهوض بالمدرسة وتطويرها الامر الذي اتي بمردوده الايجابي على طلابنا".

تؤكد سيناء:" المهنية بالمدرسة، من خلال الشراكة والتعاون والتنسيق واشراك الاهالي والمجتمع بما يحدث داخل اروقة المدرسة، من هنا نتجت ثقة متبادلة. نعمل دائما على تدعيم وتقوية الطواقم المهنية، والاستثمار بالمعرفة والمعلومات لايصالها بالشكل السليم والصحيح للطلاب. نهتم كذلك بالتواصل والشراكة مع الاهل، من خلال اشراكهم بالعملية التربوية والتعليمية والعلاجية لاولادهم، الى جانب دعم الاهل من خلال مجموعات داعمه وتوجيههم لمعرفة ابنائهم والقدرات الكامنة لديهم، فمن هنا أخذت تبنى الثقة. لذا الجميع يتقبل ما تقوم به المدرسة، وهناك تقبل تام من قبل طاقم الرجال لكون المدير أمراة، دائما لديهم الرغبة في الشراكة التعاون التقييم، بغض النظر ان كان المدير امراة او رجل، الشراكة تذوب الكثير من الامور، الجميع في طاقم المدرسة شركاء في التخطيط والتنفيذ".