الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 10 / نوفمبر 05:02

الكنيسة الارثوذكسية في سوريا تنعي شهيدها الأب فادي حداد

كل العرب
نُشر: 27/10/12 20:11,  حُتلن: 21:40

أبرز ما جاء في البيان:

تم اختطاف الأب فادي مع الوسيط الآخر الذي كان معه والفدية وسيارته الخاصة وبدأ المسلسل المأساوي بالتفاوض مع الخاطفين الذي طلبوا مبلغاً كبيراً من المال

نؤكد على جميع أبنائنا أن نبقى ثابتين في إيماننا ورجاءنا بقوة ربنا الذي أراد أن تكون لنا الحياة وتكون أفضل (يوحنا10:10) وندعوهم بمحبة المسيح أن يثبوا في أرضهم ووطنهم

كان الأمل أن تكون الضمائر صاحية لئلا تقع المأساة الأليمة وهذا ما حدث إذ تم العثور على جثة الأب فادي حداد صباح يوم الخميس الواقع في 25 تشرين الأول 2012 وعليها آثار تعذيب وتشويه لا توصف في منطقة دروشا

عممت بطريركية الروم الارثوذكس بيانا جاء فيه: "نعت بطريركية الروم الارثوذكس في دمشق الاب الشهيد فادي حداد الذي ذبح بطريقة بشعة من اولئك الذين لا رحمة في قلوبهم وهم لا يؤمنون بقيم اخلاقية او انسانية، وقد اصدرت البطريركية البيان التالي: "أيها المحب البشر بما أنك إله السلام وأبُ المراحم" نتوجه إليك بقلوبنا الحزينة طالبين منك الرحمة والغفران سائلين عطفك أن تهدينا إلى السلام وأن تتلطف بنا وتتعطف علينا وترشدنا على التعقل والوعي نحن البشر المخلوقين على صورتك ومثالك الإلهيين".

 
الأب فادي جميل الحداد

وتابع البيان: "بتاريخ الثامن عشر من شهر تشرين الأول الحالي، خرج قدس الأب فادي حداد كاهن رعية النبي الياس الغيور في مدينة قطنا في مهمة إنسانسة نبيلة سعياً لاستعاد أحد أبناء رعيته الذي كان قد خطف قبله بعدة أيام. ولكن ما حدث كان أصعب من المتوقع حيث تم اختطاف الأب فادي مع الوسيط الآخر الذي كان معه والفدية وسيارته الخاصة. وبدأ المسلسل المأساوي بالتفاوض مع الخاطفين الذي طلبوا مبلغاً كبيراً من المال".

حدث همجي ووحشي
وأردف البيان "وكان الأمل أن تكون الضمائر صاحية لئلا تقع المأساة الأليمة وهذا ما حدث إذ تم العثور على جثة الأب فادي حداد صباح يوم الخميس الواقع في 25 تشرين الأول 2012 وعليها آثار تعذيب وتشويه لا توصف في منطقة دروشا. وقد تعرف عليه قدس الأب الياس البابا كاهن بلدة حينة وقام بنقله إلى مستوصف البلدة وأخبر البطريركية بدمشق بإستشهاده ليكون دمه الزكي الطاهر قرباناً على مذبح المصالحة والوفاق. إننا نتوجه إلى الله تعالى طالبين له الرحمة والغفران، ولكننا بنفس الوقت، ندين بأشد العبارات هذا الحدث الهمجي والوحشي للتعرض للمدنيين والأبرياء ورجال الدين الذين يسعون لأن يكونوا رسل سلام يقربون بين القلوب ويضمدون جراح المتألمين ويعزون الحزانى ويقوون الضعفاء في هذا الظرف العصيب. ونعبر عن عمق ألمنا لما يشهده وطننا الحبيب من أعمال شائنة لم يعهدها تاريخه الطويل الحافل بالحياة المبنية على أسس المحبة والتعاون والسلام والوفاق. نناشد جميع المواطنين والهيئات الإنسانية كل ذويّ الإرادة الطيبة والنوايا الحسنة، وهم الأكثرية من أبناء شعبنا الطيب والمسالم والمحب للحياة، أن يشاركونا استنكار ما يجري من خطف وقتل وتدمير وسرقة وتعرض لأمن وسلامة المواطنين وندعوهم إلى الحوار والسلام والوفاق، وخاصة رجال الدين منهم. كذلك ندعو جميع أبناء هذا البلد إلى التعاون والتعاضد في هذه الظروف العصيبة من أجل تطويق الشرور المحدقة بنا أملاً إلى الوصول إلى وضع حد لها ولحمام الدم البريء الذي يجري يومياً ويسقط فيه الأبرياء من كافة أطياف المجتمع من أبناء الوطن. راجين الوصول إلى وضع حد نهائي لها عبر كافة السبل الإنسانية الآيلة إلى إحلال السلام بدل الحرب، والحب بدل الحقد والكراهية، والقربة بدل الغربة والبعد، كما شهد ويشهد تاريخنا الواحد".

حدود الفاجعة
وأضاف البيان نتوجه الى ابنائنا " أبنائنا الأحباء مؤكدين لهم أننا أبناء قيامة وحياة. لأن ربنا علمنا بقوله: "أنا هو الطريق والحق والحياة" وإننا أبناء الرجاء الذي يغلب كل شعور بشري بالضعف. ونذكرهم بأن صلب المخلص سبق قيامته من بين الأموات. وإن طريق اللجلجة انتهت بالحياة المتدفقة من القبر وبنور قيامة المخلص المجيدة. نؤكد على جميع أبنائنا أن نبقى ثابتين في إيماننا ورجاءنا بقوة ربنا الذي أراد أن تكون لنا الحياة وتكون أفضل (يوحنا10:10). وندعوهم بمحبة المسيح أن يثبوا في أرضهم ووطنهم، وأن لا نقف عند حدود الفاجعة نبكي على موتانا، لأن إرادة الحياة هي أن نكبر بإيماننا ورجاءنا. ونحثهم أن يمتد نظرنا إلى مستقبلنا الذي نبنيه نحن بقوة الإيمان من أجل تحقيق الحياة الحرة الكريمة لأبناء وطننا وشعبنا. نسأل الله أن يكون أستشهاد الكاهن الأب فادي حداد قرباناً مقدماً عن جميع أبناء هذا الوطن وختاماً للأحداث المؤلمة التي نعيشها في هذا الزمن الرديء. نسأل لفقيدنا وشهيدنا الحبيب رحمة الله الغنية الواسعة ونستلهمه الرحمة لشعبنا ووطننا الحبيب ولجميع شعوب وبلدان هذا الشرق المنكوب. صدر عن الدار البطريركية في 25 تشرين الأول 2012".

الأب فادي حداد في سطور
ولد الأب فادي جميل الحداد في مدينة قطنا بتاريخ 9/2/1969 من أبوين مسيحيين وغيورين هما جميل الحداد ووديعة العين وتعلم في مدارس قطنا، الابتدائية في مدرسة الثورة والإعدادية والثانوية في ثانوية البعث للبنين.
التحق بمعهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي في البلمند في لبنان بعد حصوله على الشهادة الثانوية، حيث تخرج منه بدرجة جيدة عام 1994 وتزوج وتمت رسامته كشماس إنجيلي في الكاتدرائية المريمية، في مدينة دمشق، أثناء الاحتفال بعيد شفيع صاحب الغبطة البطريرك إغناطيوس الرابع ھزيم تم وضع يد صاحب الغبطة عليه بتاريخ 14/7/1995. وتمت رسامته كاهناً بوضع يد صاحب السيادة المطران الياس كفوري (ميتروبوليت صيدا وصور ومرجعيون وراشيا الوادي)، الذي كان الوكيل البطريركي. وقد تسلم الخدمة في رعية قطنا، أثناء وضع حجر الأساس للكنيسة الجديدة، بواسطة صاحب الغبطة
إن الأب فادي الحداد هو من أبناء رعية قطنا حيث شارك في تأسيس مدارس الأحد الأرثوذكسية فيها مع الأبناء الورعين من الرعية وبمساعدة قدس الآباء الذين كانوا يأتون إلى قطنا ومنهم الأب نقولا بعلبكي والأب جورج بعلبكي تم العثور على جثة الأب فادي الحداد كاهن كنيسة مارالياس الغيور في قطنا مقتولاً في دروشا. فليكن ذكره مؤبداً.

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.75
USD
4.02
EUR
4.84
GBP
296639.17
BTC
0.52
CNY