الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 09 / نوفمبر 16:02

معرض حنيفة الفني بكفرياسيف / بقلم: شرف حسان

كل العرب
نُشر: 17/11/12 13:34,  حُتلن: 13:37

شرف حسان:

خلال عقد واحد من الزمن استطاع سلام انتاج أعمال فنية رائعة بابداعها وبمعانيها وتميزها

قصة حنيفة كما تبرزها الأعمال الإبداعية المصنوعة بتقنات ومواد متنوعة بفن راق وابداع بارع هي قصة كل أمرأة فلسطينية عاشت او تعيش حياتها العادية

ليس فن سلام ذياب لوحده مميز ورائع بل أيضاً شخصيته المتواضعه وحبه للعطاء ودعم كل ما هو ايجابي في المجتمع بهدوء مثير للاعجاب

يستحق الفنان سلام منير ذياب منا ومن كل محب للفن وداعم للحق والسلام كل التقدير على مشاريعه الفنية والابداعية وعلى مساهمته الرائدة في تطوير وإغناء الحياة الثقافية والفنيه لمجتمعنا العربي في البلاد. فخلال عقد واحد من الزمن، استطاع سلام انتاج أعمال فنية رائعة بابداعها وبمعانيها وتميزها، والمشاركة في عشرات المعارض المحلية والدوليه الجماعية والفردية، الى جانب عمله التربوي وعطائه غير المحدود في خدمة شعبه والقيم الإنسانية التي يؤمن بها.

التميز والابداع
معرضه الأخير "حنيفة"، الذي افتتح يوم السبت الماضي في جالري "ابداع" في كفر ياسيف، هو أية في التميز والابداع. يحمل المعرض اسم جدته التي فارقت الحياة قبل سنوات، والتي نراها في قسم من اللوحات والاعمال المعروضة. قصة حنيفة كما تبرزها الأعمال الإبداعية المصنوعة بتقنات ومواد متنوعة بفن راق وابداع بارع، هي قصة كل أمرأة فلسطينية عاشت او تعيش حياتها العادية، ولكن في كل شيء تقوم به رساله وعبره. في حياتنا اليومية لا نعي المعاني العميقة لمقولات ولافعال تنتج عن من يحيط بنا وخصوصاً تلك الأجيال التي عاشت النكبة وعاشت احداث تاريخية قاسية. لكن عندما نرى هذه الشخصيات على لوحة أبدعها فنان مثقف يتفاعل مع مجتمعه ونضالاته، يمكن ان نفهم هذه الرسائل ونعي العبر الهامة لأحداث بسيطة ومقولات عابرة تجري او جرت في حياتنا اليومية. لقد جعل سلام شخصية جدته تتفاعل مع المكان والزمان، مع الأحياء والجماد وحتى مع الأحداث التي جرت بعد وفاتها، كما برز ذلك في العمل الذي يحمل اسم "ربيع، 2012". شخصية جدة سلام ممكن ان تكون كل امرأة فلسطينية عاشت هذا الواقع المركب وأرادت ان تقول لنا ببساطة وربما بصمت او ابتسامة حلم كبير او رسالة صمود، تحد، تفاؤل او حب.

معرض "حنيفة" يشمل على اعمال كثيرة لا تحوي على صورة او اسم جدته، ولكن عندما توضع هذه الاعمال المختلفة في اطار معرض يحمل اسم "حنيفة"، لا بد ان يكون لها مغزى متصل بواقعنا الفلسطيني المركب، كما يبرز ذلك في لوحة "كف عن جعلي اعاني" و"مسلة" و"بين حضارتين" و"تاكسي بيروت" وغيرها. في الفن كل شيء له رمزيته ودلالته التي ترتبط بالسياق، وهنا يتركنا الفنان مع كم من الاسئلة والمواد للتفكير حول حياتنا الشخصية والعامة وحول مجتمعنا وواقعنا السياسي المركب وحول أحداث تاريخية جرت او تجري من حولنا. فماذا يريد الفنان ان يقول لنا في لوحاته "حنيفة ونابلس" و"ربيع" و"فستان جدتي" و"خريف جدتي" و"درويش في حيفا" و"كارثه في غزة" و"طلقة" و"جدار وترانسفير" و"جدتي والمصفاة" و"محسوم" وغيرها.

شخصية متواضعة
ليس فن سلام ذياب لوحده مميز ورائع، بل أيضاً شخصيته المتواضعه وحبه للعطاء ودعم كل ما هو ايجابي في المجتمع بهدوء مثير للاعجاب ودون البحث عن او انتظار المقابل المادي او الاجتماعي ودون العاب "الأنا". فنراه يوثق بعدسة كاميراته فعاليات هامة في أيام شعبنا التاريخية ونراه يشارك في نشاطات ثقافية وسياسية واجتماعية متنوعة ويقدم المشورة المهنية لتنفيذ فعاليات ثقافية على أحسن وجه والتطوع او شبه التطوع لتنفيذ مشاريع تربوية هامة، كمشروع "أطفال يرسمون حقوق الانسان" الذي قامت به جمعية حقوق المواطن على مدار عقد من الزمن. سلام ذياب هو مثال للمربي النقدي الذي يجعل من الفن ومن اي موضوع يدرسه فرصة للتحدث عن قيم إنسانيه وعن ضرورة التغيير للأفضل في المجتمع.

مسيرة مشرفة
هذا المعرض اذاً هو استمرار لمسيرة سلام ذياب الفنية والتربوية المشرفة. تجتمع فيه الثقافة والفكر مع الاحاسيس، الشخصي مع العام، الماضي مع الحاضر والمستقبل، المحلي مع العالمي. كل هذا بمشاركة فنانين من قوميات وجنسيات مختلفة وفي ذلك ايضاً رسالة هامة. اتمنى للفنان دوام التقدم والعطاء.

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع علي العنوان: alarab@alarab.net
 

مقالات متعلقة