أحمد قريع:
قضية توسيع معاليه أدوميم الى ما بعد منطقة E1 ليست فقط قضية سياسية تولتها عناوين الأخبار مؤخرا بل إنها ايضا مسألة اقتصادية من الدرجة الأولى والتي قد تؤثر على مستقبل الإقتصاد الفلسطيني
توسيع معاليه ادوميم سيؤدي الى وضع الحواجز الجديدة التي ستضر بفرع السياحة في السلطة الفلسطينية وقد تكون السياحة أهم أساس لإقتصاد السلطة لأنها لا تملك مورد اقتصادي آخر يحتوي على مزايا نسبية مثل هذا
"قضية توسيع "معاليه أدوميم" الى ما بعد منطقة E1 ليست فقط قضية سياسية تولتها عناوين الأخبار مؤخرا، بل إنها ايضا مسألة اقتصادية من الدرجة الأولى والتي قد تؤثر على مستقبل الإقتصاد الفلسطيني" هذا ما يظنه أحمد قريع (أبو العلاء) وهو من كان يشغل منصب رئيس البرلمان الفلسطيني بين سنوات 2003 الى 2006. أبو العلاء (75 عاما) هو موظف في بنك وخبير اقتصادي في الأصل، يسكن في بلدة أبو ديس شرقي القدس حيث يمكن من هناك أن نطل على "معاليه أدوميم" وعلى المنطقة المتنازع عليها من الشمال، والتي تطلب حكومة اسرائيل أن تؤسس بها "مبسيريت أدوميم".
أحمد قريع
يشرح أبو العلاء أن "توسيع معاليه ادوميم سيؤدي الى وضع الحواجز الجديدة التي ستضر بفرع السياحة في السلطة الفلسطينية، وقد تكون السياحة أهم أساس لإقتصاد السلطة، لأنها لا تملك مورد اقتصادي آخر يحتوي على مزايا نسبية مثل هذا". هذه السياحة تعتمد اليوم بشكل خاص على المصلين المسيحيين والذين يزداد عددهم في السنوات الاخيرة، إلا أن أبا العلاء يعتقد بوجود ايضا قدرة كبيرة للمصلين المسلمين وهي قدرة غير مستغلة اليوم.
زيارة المسجد الأقصى
يرغب ملايين المسلمين بزيارة المسجد الأقصى، وهو المسجد الذي صعد منه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم الى السماء ونزل بالقرآن، والموجود في شرقي القدس التي ستصبح حسب رأي الفلسطينيين دولتهم وعاصمتهم، والطريقة الوحيدة لفعل هذا بدون أن يضطروا الى المرور بتفتيش اسرائيلي هي من الشرق من الأردن. يعتقد أبو العلاء أنه "إذا اضطر المصلون المسلمين الى المرور عبر الحواجز في معاليه أدوميم فإنهم سيتراجعون وما من احتمال أن يأتوا بأعداد كبيرة". ومن وثائق نشرتها في السنة السابقة محطة الجزيرة أنه "في شهر أيار 2008 وفي نطاق عمله كرئيس الطاقم المفاوضات مع اسرائيل عرض أبو العلاء على وزيرة الخارجية حينها تسيبي ليفني أن تخلي اسرائيل معاليه ادوميم أو أن ينتقل سكان المدينة الى التواجد تحت حكم فلسطيني، وقد قامت ليفني برفض هذا الإقتراح كليا وقالت بشأن نقل معاليه ادوميم الى حكم فلسطيني "هذا غير واقعي، سيقومون بقتلهم في صبيحة اليوم التالي"".
مقاطعات فلسطينية واسرائيلية
في نظرة أخرى يمكن القول أن مسألة البناء في E1 كتوسيع "معاليه أدوميم" ليست فقط مسألة الفصل بين شمال الدولة الفلسطينية المستقبلية وجنوبها، بل ايضا سؤال عن مستقبل البلدات اليهودية والعربية التي تتواجد في المنطقة. بناء اسرائيل في هذه المنطقة سيجعل من أبو ديس، العيزيرية، عناتا الزعيم والمزيد من البلدات العربية مقاطعات مزدحمة ومغلقة وخالية من الأراضي الإحتياطية من أجل التوسع والتطور، وبالمقابل فإن البناء العربي في هذه المناطق سيجعل من معاليه أدوميم، كفار أدوميم وغيرها من المستوطنات المحاذية بلدات نائية ومنفصلة وهذه هي اذا خلاصة المعركة.