محمد كناعنة في مقاله:
المعركة التي نخوضها ليست موجّهة ضد الاحزاب العربية الفاعلة الممثلة بالكنيست الصهيوني رغم أن هذه الاحزاب تخوض حربا اعلامية شرسة
الخلافات المستعرة بين هذه الاحزاب هو ما تمثله فهذه الاحزاب اختارت هذا الدرب ونحن اخترنا دربنا لنا الحق في نقاشهم كما لهم ذلك
اننا نختلف مع اعضاء الكنيست العرب واحزابهم مبدئيا في الموقف في هذا التفصيل المبدئي بالذات ولكننا نحترم نشاطهم وتربطنا علاقة وطيدة معهم خاصة المناضلين منهم
مشروع المقاطعة يرتبط ارتباطا مباشرا بعملنا ونشاطنا الجماهيري الشعبي والاعلامي موازيا لرؤية نضالية في بناء المؤسسات ودعم المؤسسات القائمة على قاعدة انها مؤسسات شعبية وطنية تحزم قوانين شعبنا وقضاياه
في نهاية المطاف "المواطنة الإسرائيلية" هي الهدف وهي سقف العمل البرلماني للأحزاب العربية طبعا هنالك من لا يخفي هذه الحقيقة ويناضل في سبيلها كالجبهة مثلا وهنالك من لا يناضل الا في سبيلها ويحاول ان يخفي الحقيقة كالتجمع مثلا
ما مشاركة العرب في مسرحية البرلمان هذه الا دخولا في فخ لعبة الديمقراطية وكانت هذه المشاركة بمثابة ورقة التين التي تستر عورة وعنصرية الصهيونية من باب أن العرب في "اسرائيل" هم "مواطنين" ويتمتعون بالحقوق الاساسية من التصويت والترشيح
ليست الانتخابات للبرلمان الصهيوني -الكنيست- إلا محطة أخرى من المحطات النضالية التي يجب أن تنوطها جماهير شعبنا في الداخل الفلسطيني على قاعدة فضح، ليست الديمقراطية الزائفة فقط وإنما الأساس الاستعماري الكولنيالي لهذه المؤسسة القائمة على أنقاض شعبنا وحقه في تقرير المصير، ولهذا السبب بالذات واكبت حركة أبناء البلد على طرح شعار المقاطعة المبدئية لانتخابات الكنيست الصهيوني.
مواجهة الأسرلة
لا بد هنا وقبل الدخول في تفاصيل الموقف من المؤسسة الصهيونية وتحليل معاني المقاطعة في مواجهة الأسرلة، الاندماج والتطبيع، لا بد الاشارة الى ملاحظتين: الاولى أن هذه المعركة التي نخوضها ليست موجّهة ضد الاحزاب العربية الفاعلة الممثلة بالكنيست الصهيوني، رغم أن هذه الاحزاب تخوض حربا اعلامية شرسة في الاعلام العبري والعربي ومقالات البعض من قادتها او من يدور في فلكهم تنضح بما ينم عن ضحالة في الفكر والادب ومهارة في العذر، وتصبح الخلافات المستعرة بين هذه الاحزاب هو ما تمثله، فهذه الاحزاب اختارت هذا الدرب – فمنها المناضل ومنها من هو مارق على هذا الدرب – ونحن اخترنا دربنا لنا الحق في نقاشهم كما لهم ذلك ولكن بعيدا عن استعمال كلمات وتعابير واساليب لا ترتقي الى مستوى من يقول بالوحدة الكفاحية لمواجهة السياسة العنصرية، ومع اننا نختلف مع اعضاء الكنيست العرب واحزابهم مبدأيا في الموقف في هذا التفصيل المبدأي بالذات ولكننا نحترم نشاطهم وتربطنا علاقة وطيدة معهم خاصة المناضلين منهم.
مشروع المقاطعة المبدئية
والملاحظة الثانية تتعلق بأداء حركة ابناء البلد، تحديدا في مشروع المقاطعة المبدئية فعلى مدار عقود مضت ابقت ابناء البلد هذا المشروع في اطار الشعار المبدئي، نظّرت له، بيانات مقالات ودراسات، ولم يتعد الامر ذلك حتى العام 2000 حيث كان البيان الشهير في برنامج المقاطعة، بمعنى اننا سنخرج لشارع وسنعمل على ان نكون حاضرين بين الناس لشرح الموقف والدعوة له، وفعلا كان ذلك على مدار 3 اعوام، واعتبرنا أن مشروع المقاطعة يرتبط ارتباطا مباشرا بعملنا ونشاطنا الجماهيري الشعبي والاعلامي موازيا لرؤية نضالية في بناء المؤسسات ودعم المؤسسات القائمة على قاعدة انها مؤسسات شعبية وطنية تحزم قوانين شعبنا وقضاياه، (هذا لا يمثل الدكاكين ومصالح المتكرشين) ليعود ويتقهقر هذا المشروع لأسباب موضوعية والاهم والاخطر لاسباب ذاتية، هنا ومن باب النقد الذاتي والقراءة النقدية لواقع الحركة وفعلها بهذا المشروع .
إعادة النظر
بالذات أقول أن أداءنا لا يرتقي الى مستوى الشعار، والمطلوب إعادة النظر في اساليب العمل ليصبح الموقف حاضرا في ذهنية، وبين أوساط الجماهير، فرغم ان نسبة المقاطعة للكنيست تتجاوز نسبة 60% - وقد تفوق ذلك لو توقف تزوير الاصوات من قبل الاحزاب – ولكن ابناء البلد ما زالت بعيدة ذاتيا عن استثمار هذه النتيجة سياسيا وجماهيريا، مما يدعونا الى الوقوف جديا ونقديا امام هذا الحال وصولا الى رؤية برنامجية نضالية ترتقي الى مستوى الموقف المبدأي، وقد يكون هذا الاخفاق سببا في حالة الضباب التي تنشرها ساحة ال 48 سياسيا وفكريا. اما اذا ذهبنا الى معنى المشاركة في هذه الانتخابات فليس امامنا الا ان نعود ونؤكد على قانون الانتخابات وتسجيل الاحزاب الذي ينصح على الالتزام بعدم المس بشكل واضح او مبطن بيهودية الدولة وديمقراطيتها وايضا الموافقة على قانون "العودة" واللذي يشمل كل يهود العالم فقط.
دولتان لشعبين
والاحزاب العربية وقوائمها قاطبة تخوض الانتخابات ومسجلة لدى مسجل الاحزاب من وزارة الداخلية الصهيونية على اساس هذا القانون، قد يكون هذا امرا ليس ذا اهمية لدى البعض ولكن هذا الاساس هو ما يحدد سقف برنامج هذه الاحزاب وقوائمها فجميعها لا تتعدى، سياسيا، شعار دولة الى جانب دولة، بمعنى "دولتين لشعبين" او فلسطين في حدود الرابع من حزيران 1967، و"اسرائيل" على مناطق ال 48 وما محاولة البعض اللعب على الشعار الا من باب البحث عن مبررات للتمايز عن الاخرين، ففي نهاية المطاف "المواطنة الاسرائيلية" هي الهدف وهي سقف العمل البرلماني لهذه الاحزاب، (طبعا هنالك من لا يخفي هذه الحقيقة ويناضل في سبيلها كالجبهة مثلا وهنالك من لا يناضل الا في سبيلها ويحاول ان يخفي الحقيقة كالتجمع مثلا). فمنذ إنشائها على أنقاض شعبنا قامت "دولة اسرائيل" وعبر برلمانها – الكنيست- تسن عشرات، لا بل ومئات القوانين العنصرية الاستعمارية بهدف نزع الشرعية عن وجودنا على هذه الارض- الوطن.
فخ لعبة الديمقراطية
وما مشاركة العرب في مسرحية البرلمان هذه الا دخولا في فخ لعبة الديمقراطية، وكانت هذه المشاركة بمثابة، ورقة التين التي تستر عورة وعنصرية الصهيونية من باب أن العرب في "اسرائيل" هم "مواطنين" ويتمتعون بالحقوق الاساسية من التصويت والترشيح، مناقشة ومعارضة القرارات والقوانين اللتي تسن في اعلى هيئة تشريعية في الدولة، طبعا مع الالتزام في قوانين اللعبة. وفي المقال القادم سأتناول لماذا علينا أن نقاطع الانتخابات للكنيست كمشروع تطبيعي مع الفكرة الصهيونية .
محمد كناعنه أبو أسعد -حركة أبناء البلد
سجن شطة 08/01/2013
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net