الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 10 / نوفمبر 02:01

شكرا لجماهيرنا: الجبهة القوة الاولى في المجتمع العربي/ بقلم: النائب محمد بركة

كل العرب
نُشر: 25/01/13 13:35,  حُتلن: 17:30

النائب محمد بركة:

نعتز في الجبهة بأننا خاطبنا العقل والضمير بلغة احترام الناخب وبلغة الموقف والرصيد

نعتز في الجبهة بانجازنا والارتفاع الطفيف في عدد الاصوات وبالطبع كنا نرغب في أن يكون انجازنا أكبر

نعتز بهذه الثقة الغالية وكما كنا الأكثر مواظبة والأكثر عملا والأكثر رصيدا والأكثر حضورا في الدورة المنتهية سنكون في الدورة الجديدة

طوال الحملة الانتخابية دعوْنا الى رفع نسبة التصويت بين العرب لضمان أمرين الأول تعزيز تمثيلنا في الكنيست والثاني المساهمة في اسقاط نتنياهو

موقف الجبهة واضح من تشكيل الحكومة المقبلة، وبالأخص ضرورة العمل المشترك بكل الوسائل المتاحة لمنع حكومة الكوارث برئاسة بنيامين نتنياهو من العودة الى السلطة

سقط لبيد في امتحان الديمقراطية فقد اعلن حجته الاساسية لرفض الجسم المانع بأنه لا يريد أن يكون في جسم مانع مع العرب أو كما قال في حملته الانتخابية: "مع من أقيم جسما مانعا؟ مع محمد بركة وحنين زعبي؟"

بداية اتقدم بالشكر الجزيل لعشرات ألوف المصوتين، أكثر من 113 الفا، الذين وضعوا ثقتهم بالجبهة، وبخطها وبرنامجها وبقائمتها. إننا نعتز بهذه الثقة الغالية، وكما كنا الأكثر مواظبة، والأكثر عملا والأكثر رصيدا، والأكثر حضورا في الدورة المنتهية، سنكون في الدورة الجديدة. تبدأ الجبهة وكتلتها الدورة الجديدة بالإصرار على أداء دور متميز، من ناحية، ومن ناحية أخرى، التمسك ببوصلة العمل المبدئي الذي يحترم ويحمي الناس ومصالحهم، ويناضل من أجل السلام العادل والديمقراطية.

الحكومة المقبلة وموقفنا
موقف الجبهة واضح من تشكيل الحكومة المقبلة، وبالأخص ضرورة العمل المشترك بكل الوسائل المتاحة، لمنع حكومة الكوارث برئاسة بنيامين نتنياهو من العودة الى السلطة، ولذلك، ولدى المشاورات التي سيجريها رئيس الدولة لتشكيل الحكومة الجديدة، فإن موقفنا سيكون مركبا من ثلاث نقاط.
1- ضد تكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة.
2- القاء المهمة على نائب يلتزم بعدم مشاركة اليمين في الحكومة.
3- أن يلتزم المكلف بتشكيل الحكومة بالعودة الى المفاوضات مع الجانب الفلسطيني، حسب قرارات الشرعية الدولية، ويوقف نهج المغامرة الحربية ضد إيران. ويتبنى خطة اقتصادية اجتماعية متكاملة تضمن مبادئ العدالة الاجتماعية، وتضمن المساواة للجماهير العربية، خلال مدة زمنية محدودة، يجري الاتفاق عليها، ويعمل لصد ووقف التشريعات العنصرية.

صناعة اليأس: حزب نتنياهو غير الخفي
واضح أن الجمهور في اسرائيل قد أخرج بطاقة صفراء لليكود واليمين، حسب تعبير رئيس الكنيست رؤوفين رفلين، هذه البطاقة كان يمكن أن تكون بطاقة حمراء، لو توّفر شرطان، واحد بعد الانتخابات والآخر كان يجب أن يكون قد توفر قبل الانتخابات:
1- أن يلتزم حزب "يش عتيد" بعدم الدخول الى حكومة نتنياهو، وهذا الأمر الذي سأعود عليه لاحقا.
2- أن تكون نسبة التصويت بين العرب مساوية لنسبة التصويت بين اليهود، على الأقل، وحينها لن يتمكن لنتنياهو من البقاء في الحكم.
والحقيقة، أننا طوال الحملة الانتخابية دعوْنا الى رفع نسبة التصويت بين العرب، لضمان أمرين، الأول تعزيز تمثيلنا في الكنيست، والثاني المساهمة في اسقاط نتنياهو.
هناك من تعامل مع هذه الدعوة كمجرد دعاية انتخابية، أما وقد وضعت الانتخابات أوزارها، فلا شك في أن امكانية نتنياهو تولي رئاسة الحكومة واردة، بفضل صناعة الاحباط واللامبالاة والمقاطعة، التي مارسها البعض في المجتمع العربي.
قلنا إن "من لا يصوت، فإنه يصوت، ولكن لنتنياهو"، ولذلك، ربما يجدر بنا الآن ارسال برقيات التهنئة لأصحاب صناعة الاحباط واللا مبالاة والمقاطعة، بمناسبة "فوز مرشحهم برئاسة الحكومة، السيد بنيامين (بيبي) نتنياهو".
وربما أيضا، يجدر بنا أن ننصح هؤلاء بالوقوف قليلا أمام المرآة والتمعن قليلا في وجوههم عند كل موجة غلاء، على الأقل، دون الحديث عن الموضوع السياسي واستشراس العنصرية.

حصان طروادة
يتضح الآن أن حزب "يش عتيد" برئاسة يائير لبيد، كان بمثابة حصان طروادة في المعسكر المقابل لنتنياهو ولليمين.
في جريدة نتنياهو اليومية (يسرائيل هيوم) كتب ماتي طوخفيلد، أمس الخميس (24/1/2013)، "بين شركاء المستقبل نتنياهو ولبيد يوجد تنسيق كامل تقريبا، لبيد كان يعلم بأمر المؤتمر الصحفي الذي عرض فيه نتنياهو الخطوط العريضة لحكومته المقبلة، بينما كان يعلم نتنياهو سلفا، بأن لبيد ينوي إنزال مسألة الجسم المانع عن الأجندة السياسية. وأن تنسيق المواقف بين الاثنين تواصل على مدى أسابيع طويلة وتعاظم في اليوم الأخير".

الاحتجاج الاجتماعي
لقد استثمر لبيد الاحتجاج الاجتماعي، ونجح في تجيير أجزاء منه لمصلحته الانتخابية، بحجة حماية الطبقات الوسطى، ولكننا نعرف أن لبيد يتبنى خطا اقتصاديا متحيزا لرأس المال، وللطبقات العليا "والوسطى" حسب مفاهيمه، ولذلك، فإن خطورة وجوده في الحكومة الى جانب نتنياهو، ستكون موجهة بالأساس ضد الطبقات الفقيرة، ولقضية العدالة الاجتماعية، وضد جماهيرنا العربية.
أما حديث لبيد عن استئناف العملية التفاوضية، فإن الأمر لا يتعدى ضريبة كلامية، يؤديها لمصوتيه، بينما واقع الأمر هو أن نتنياهو سيواصل المماطلة، للابتعاد عن الحل، وسيبتعد عن العملية التفاوضية، حتى يستوفي جنونه الاستيطاني، وبالأخص في القدس وحولها، ومن مستوطنة معاليه أدوميم، وحتى البحر الميت، لبتر الضفة الغربية الى قسمين، وانزال ضربة قاضية لحل الدولتين.
لقد سقط لبيد في امتحان الديمقراطية، فقد اعلن حجته الاساسية لرفض الجسم المانع بأنه لا يريد أن يكون في جسم مانع مع العرب، أو كما قال في حملته الانتخابية: "مع من أقيم جسما مانعا؟ مع محمد بركة وحنين زعبي؟"، بهذا التصريح كشف لبيد أن الثمرة لم تسقط بعيدا عن الشجرة، فهكذا كان أبوه، بالمفهوم السياسي، لذلك من غير المستبعد أن يتسلق لبيد على موضوع ما يسمى بـ "المساواة في تحمّل العبء" لدى الجماهير العربية أيضا. لست أدري، ولربما أن الوقت بات متأخرا لتعليق أي امل ديمقراطي عليه، ولكن البيّنة ملقاة عليه.

الربيع العربي

في البدء ملاحظتان:

1- في الماضي كانت الأحزاب الصهيونية والقوائم العربية المرتبطة بالمباي، تستميل الناس بالرشوة والواسطة، والابتزاز وأحيانا بالتهديد. هذا العهد قد انتهى فيما يخص تلك القوائم العربية.
2- نحن مع حركة الشعوب العربية، ضد الأنظمة الدكتاتورية والقمعية، ونحن مع الربيع العربي في هذا الموضوع. لكن ظهر جانب آخر للربيع العربي، وهو دخول أميركا وحلفائها واذنابها لتحريف الارادة الشعبية، والعمل على تغيير الأنظمة مع الابقاء على الدولة في الحظيرة الأميركية. وظهر دور المال العربي وخاصة قطر وغيرها كعنصر مهم في عملية الاستلاب والتحريف وشراء قوى معارضة.
ترددنا على مدى سنوات طويلة في الحديث حول موضوع المال السياسي، الذي يؤدي أول ما يؤدي، الى تلويث المناخ الوطني بين جماهيرنا العربية ويستغل معاناة الناس، وتحويل ارادتهم السياسية (أصواتهم) الى سلعة. لكن في الانتخابات المنقضية، بلغ السيل الزبى، وعمّت الأجواء رائحة كريهة لهذا التلوث.. هذا التلوث ليس ربيعا عربيا، إنما الجانب الأقذر في هذا الربيع. مصادر التلوث معروفة، ومن ينشرها معروفون، وقد يكون للحديث بقية.

نعتز ونواصل
نعتز في الجبهة بانجازنا والارتفاع الطفيف في عدد الاصوات، وبالطبع كنا نرغب في أن يكون انجازنا أكبر. نعتز في الجبهة بأننا خاطبنا العقل والضمير بلغة احترام الناخب وبلغة الموقف والرصيد. نعتز في الجبهة أن الأصوات التي حصلنا عليها نقية من التلوث، وذلك دون الطعن بكل أصوات الآخرين على الاطلاق. نعتز بأننا وقفنا بشرف في مواجهة تديين السياسة، ليس فقط من أحزاب دينية، وفي مواجهة المال السياسي، بالموارد الرسمية الشحيحة، ولكن بالعزيمة القوية والغنية.
نعتز بكتلتنا المتميزة في الدورة البرلمانية المنتهية، ونعتز بكتلتنا في الدورة الجديدة، التي سينضم لها خلال الفترة البرلمانية الجديدة الرفيقان نبيلة إسبنيولي وأيمن عودة، وفق ما أعلنّا أنا ورفيقي د. حنا سويد في مجلس الجبهة.
يا جذرنا الحي تشبث
واضربي في القاع يا أصول
هنا لنا ماض وحاضر ومستقبل
كأننا عشرون مستحيل 

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة