لا شك أن الوضع الحالي في مجتمعنا العربي مزري وأقل ما يحتاج له هو تغيير جذري لعقول الآباء قبل الابناء ، ومن ما يجتذب عقول شبابنا الخفيفة وغير الواعية هو إهمال جوانب مهمة في حياته والاجتذاب نحو المقاهي وشرب الأرجيلة و السجائر. وبالطبع فقد فَقَد الآباء السيطرة على ابنائهم ، ويا للشاب في هذا الزمان ما اضعفه ، حين تغويه سيجارة تحمل السموم والمواد المسرطنة ، فقط من أجل أن يتباهى أمام بنت الجيران أو زميلة الدراسة ، ويشرب الأرجيلة ويقصر من عمره ليقول الناس فلان كبر، بدلا من الاهتمام في أمور مهمة في حياته اليومية وكذلك الشباب الذين في العشرينات بدلاً من ايجاد عمل مناسب أو استكمال الدراسة لا يستحي ولا يخجل من أن يطلب مصاريفه من أهله ليسهر بها، ويا للشاب الوقح عندما يطلب من أخته أن تصرف عليه.
ناهيك عن المقاهي التي تستضيفهم وتقدم لهم أكبر الخدمات و الإغراءات ، ولا ننسى الفتية المراهقين في مرحلتي الثانوية والإعدادية الذين هم تحت الجيل يملأون المقاهي ومحلات الأرجيلة ويشربونها بدون كلل ولا ملل، إضافة إلى التدخين داخل المدارس بدون إنتباه المعلمين الساذجين. وسؤالي لهولاء الشباب أصحاب خفة العقل ، ألا تعرفوا أضرار التدخين ؟ لقد تشبع الشاب العربي بما يكفي من الحملات والمحاضرات ومكافحات التدخين وعرض أضرارها من الصغر، فالطفل منذ نعومة أظافره يبدأ بتعلم أضرار التدخين ولكن كل هذا شكلياً لا أكثر.
وكثرت في الآونة الأخيرة عادة شرب السجاير الإلكترونية ، رغم أنه لم يثبت بعد أنها تضر إلا أنه من غير المحبذ ومن غير اللائق استخدامها ولا تعكس صورة مثالية للمدخن، وهناك احتمال أن تؤدي إلى شرب السجائر العادية، فلا بد من مكافحتها للشباب! ومن أكثر ما يغيظني هو الأب المدخن الذي يضرب إبنه في حال سمع أو رأى أنه يدخن ويقول بيت الشعر:
لا تنه عن خلق وتأته بمثله *** عار عليك إن فعلت عظيم
وما يغيظني أكثر الأهل الذين لا يكترثون لأبنائهم المدخنين ويعطون لهم التشجيع في السهر بحجة أن هذه اجتماعيات وعقل متفتح لكي لا يضل حبيس البيت كالمجانين! في النهاية نحن لا نريد للشاب أن يقلع عن العادات السيئة بضغوطات من قبل الأهل أو سيطرة، إنما على الشاب غير الواعي أن يبحث عن طرق حياة بعين ثاقبة وبرجاحة عقل لا خفة عقل ومراهقة، يجب أن تعلموا أيها الناس بأن المجتمع يسير من سيء لأسوأ و كل فرد من أفراد هذا المجتمع مسؤول، فكفاكم أيها الناس تخلفاً ورجعيةً لأنه ينبغي لكل واحد الإهتمام بأساسيات الحياة لديه، وأقول للشباب "أنين المقاهي" أليس من الأولى أن يهتم الشاب في أسرته وعمله ودراسته خير من تفاهة ما تفعلون؟
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net