الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 27 / أبريل 18:02

تعليم الأهل الامانة للاطفال الصغار

أماني حصادية -
نُشر: 30/01/13 12:19,  حُتلن: 12:31

من الأمانة أن نصون المولود ونرعاه في كل شيء فهو غير قادر على فعل أى شيء

إذا رزق الزوجان بطفل فيجب اختيار الاسم الحسن له وأن يكون الاسم من أسباب سعادته لا تعاسته

يمن الله على عباده بنعمه التي لا تحصى، ومن أعظم هذه النعم هبة الاولاد، الذين إذا صلحوا كانوا عونا لآبائهم في الدنيا، وذخرا ومضاعفة للمقام في الآخرة، وهذه النعمة الجليلة – كسائر النعم- هي فتن واختبارات، وقد نص القرآن الكريم على أن الأولاد فتنة، قال تعالى: {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} التغابن -15.



إنها فتنة وابتلاء، وكثير من الناس من يغتر بهذه النعمة، فيتعامل معها على أنها منحة محضة، ويتعامل مع أولاده وكأنهم ملك له، فيظن أن له كامل الحرية في التعامل معهم وتربيتهم والتصرف في أمورهم، ناسيًا أو متناسيًا أن الأبناء أمانة، سوف نُسأل عنها أمام الله، وسوف يبقى عملهم في أثرنا، فهم آباء وأمهات المستقبل، وهم أعمدة الأمة والمجتمع غدًا.

وبإدراك أن الأبناء أمانة، فيجب أن يُعرف أن لهذه الأمانة قواعد وضوابط، وهذه بعض القواعد والضوابط لأداء هذه الأمانة على وجهها:


1- من اللحظة الأولى لميلاد الطفل بل من قبل مولده أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتخير للنطف فان العرق دساس، فالمعايير التي تقوم على أساسها الاسرة التي سوف ينشأ فيها الطفل تخضع للشرع والمنهج الرباني، والالتزام بالمعايير الشرعية في اختيار شريك الحياة، هي إدراك لقيمة الأمانة في إنجاب وتنشئة الأبناء منذ البداية.
هذه المعايير تتلخص في الاهتمام بالمكون الديني والأخلاقي في كلٍ من الزوج والزوجة، أما تضييع الدين والخلق فهي بداية التفريط في أداء الأمانة.

2- ثم إذا رزق الزوجان بطفل فيجب اختيار الاسم الحسن له، وأن يكون الاسم من أسباب سعادته لا تعاسته، فالاسم سيرافقه طوال حياته، وهو أمارة تكريم الأبوين وتقديرهما لنعمة الله، يجب أن يكون الاسم تكريما للطفل وليس تكريما لشخص آخر من العائلة نحبه فنسمي باسمه الطفل وإن كان امه غريبًا أو له معنى يخجب منه الطفل كلما كبر وواجه الحياة.

وأداء الامانة في اختيار اسم المولود يكون باتباع المنهج النبوي الكريم باختيار الأسماء الحسنة التي تدعو للتفاؤل والانشراح، وليست انسياقًا مع الحالة النفسية للأب أو للأم في وقت ما كما يفعل البعض، فقد روى مسلم في صحيحه" أنه عليه الصلاة والسلام غير اسم عاصية -بنت سماها أهلها عاصية- إلى جميلة.
وأتي صلى الله عليه وسلم برجل يقال له: أصرَم –مأخوذ من الصرامة - فسماه صلى الله عليه وسلم زُرعة. رواه أبو داود.

3- ومن الأمانة أن نصون المولود ونرعاه في كل شيء فهو غير قادر على فعل أى شيء، فعلينا الاهتمام بالتغذية السليمة، ومراقبة نموه الصحي، وغرس نبتة النظام بأن يكون تناوله لرضعاته بصورة منتظمة تعود عليه بالفائدة والراحة.

4- ومن الامانة إحاطتئه بكل الحنان والعاطفة المطلوبة لهذا النبت الصغير، وألا يلقى به فى الحضانات أو فى أيدى المربيات، بل على الآباء والأمهات أن يكونوا على قدر المسئولية، وأن يدركوا أن الإنجاب يقتضي التزامًا ليس ماديًا فحسب بل نفسي وعاطفي، وأن شكل الحياة سيتغير بهذا العضو الجديد في الأسرة.

5- ومن أداء الأمانة ألا نكذب على أطفالنا بل نصدق معهم دائما، فإن تعويدهم على الصدق فى طفولتهم سيخلق جيلا مؤمنا لا يلجأ إلى الكذب، ومن نذلك أن نفي بوعودنا معهم،ونعودهم الصدق في الحديث.

6- ومن الأمانة أن نلاعبهم ونشاركهم في بعض ألعابهم، ونحاول زرع القيم المناسبة أثناء ذلك، وأن تكون حكاياتنا لهم بسيطة وتحمل الترفيه والمعنى الجميل.

7- ومن أراد أن يؤدي الأمانة على حقها فلتكن عينه على أطفاله ليتلمس مواضع المواهب والإبدعات في بداية ظهورها ويتعهدها بالراعية والنمو حتى ولو كانت تختلف عن أحلامنا، فالمهم هي أحلامهم هم، ومواهبهم الفعلية، وليس تعويض ما نشعر أنه ينقصنا، فنتلمس مواهبهم مع التوجيه الصحيح، ومراعاة تقوى الله، فكل ميسر لما خلق له ولا يعيبنا أن نلجأ لبعض المتخصصين في هذه المواهب حتى يرشدونا إلى التوجيه السليم.

8- ولا ننسى تعليمهم السباحة وألعاب الرماية وركوب الخيل إن كان ذلك متاحًا، أو ركوب الدرجات ونحوها، وبالمعنى الشامل تعليمهم القيادة والرياضة سبيل مهم إلى ذلك، حسب ما هو متاح لكل فرد بما يناسبه.

9- من الأمانة أن نعلمهم في كل مرحلة، وحسب أعمارهم تعاليم ديننا وهدى نبينا بما يناسب هذه المرحلة، قال صلى الله عليه وسلم: (( مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر)). رواه أبو داود وقال الألباني: صحيح.
وقال أهل العلم في هذا الحديث أن الأبناء يختلفون، فمنهم من يجدي معه الثواب أكثر، ومنهم من يحتاج إلى عقاب غير عنيف، وأن الحكمة تقتضي البدء بالثواب والتشجيع قبل التوبيخ والعقاب.

10- ومن الامانة ألا نحرج أطفالنا أمام الغير، وأن نزرع بداخلهم حب العطاء والإحسان فى كل شىء حتى مع الحيوانات والطيور، وضرب الامثلة لهم فى ذلك، وأن نعلمهم التسامح والرفق.

11- من الأمانة ألا نجعل أولادنا يتحملون مشاكلنا الأسرية، أو أن يكونوا نستخدمهم كوسيلة تهديد لأحد الوالدين، قال تعالى: { (لاَ تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلاَ مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ} البقرة -233

12- ومن الأمانة الحرص على نجعل لهم من وقتنا ما نصطحبهم به إلى المتنزهات والمعالم التي تمتعهم وتفيدهم وتضفي الجو الأسرى الطيب.

13- ومن علامات الأمانة الهامة الحرص على العدل بين الأبناء، ليس في الأمور المادية وحدها، بل وفي الاهتمام والإقبال والتعاطف، فلا يقبل الأبوين أحده الأبناء دون الآخرين، أو يخصه بعطاء لهوى النفس، فهذا يقسى قلوبهم بين بعضهم البعض وبينهم وبين آبائهم وأمهاتهم.

14- بعض الأسر تبالغ في الحرص على أن يتفرغ أولادها للمذاكرة والدروس خاصة أيام الامتحانات، ولو كان ذلك على حساب أدائهم للصلوات أو بعضها، وإذا حضر أحد الأقارب من ذوي الأرحام تنبه الأم عليه ألا يخرج من حجرته لتحيته، حتى لا يضيع وقت المذاكرة، وهذا يرسخ في ذهنه ترتيب للأولويات يضره ويضر من علمه ذلك في المستقبل، فيتعلم ويتعود ألا يقدم شيئا أو أحدًا على ما ينشغل به من أعمال ومهام، فيضيع بره لوالديه، أو طاعته لربه في المستقبل بحجة الانشغال في العمل، والسعي للنجاح.

15- ومن الأمانة إذا كبر الأطفال، وأرادوا الالتحاق بالكليات والجامعات أن نفرض عليهم اختياراتنا لحاجة فى نفوسنا، بل علينا إرشادهم ليكونوا رأيهم ويختاروا مجال لعلم والعمل.
ثم إذا أراد أحدهم اختيار شريك حياته فلنساعدهم على أن يكون الاختيار على هدى النبي المختار، وألا نختار نحن ويكون اختيارنا لرغبتنا في مصاهرة أسرة معينة ليشار إلينا بالبنان أو لتحقيق مصلحة خاصة لنا، فمن الأمانة أن نضع الأمانة على طريقها الصحيح.

مقالات متعلقة