عبد اللطيف الحصري:
ناجي العلي هو البوصلة للتحرك السياسي الداخلي وأن المنظمات الفلسطينية تبنت بعضا من أفكاره وتوجهاته السياسية
أحمد أبو عرب:
ناجي العلي كان بمثابة مشروع شهادة كما هو حال كل فلسطيني يحمل هموم شعبه وكان رجل مشروع سياسي وليس فقط فنان كاريكاتير
ناجي العلي اغتيل ولا يمكن أن نرى إسرائيل خارج الصورة لأنها قد تكون قد استعملت أدوات عربية وفلسطينية لإغتياله والذي كان إغتيالا سياسيا
وصل الى موقع العرب وصحيفة كل العرب بيان صدر عن المركز الجماهيري في مدينة أم الفحم جاء فيه: "إكمالا لمسيرة العطاء في وحدة الوالدية والأسرة في المركز الجماهيري، قامت مجموعة "قمم وهمم" بتنظيم السهرة الثانية ضمن مشروعها "سهرة مع كتاب"، وذلك بشراكة عمل مع مسرح الميادين البلدي. وقد افتتح اللقاء بتلاوة قرآنية للشيخ يوسف إغبارية ومن ثم كلمة نائب رئيس البلدية الأخ مصطفى غليون، الذي وجه شكره للمركز الجماهيري وإدارته وطاقم العاملين فيه على طرحم لكثير من المشاريع والفعاليات التي تلبي إحتياجات جميع الشرائح في البلد، وأثنى على وحدة العمل النسائي لتواصلها الدائم مع شريحة النساء والعمل على تكوين مجموعات متنوعة مثل مجموعة قمم وهمم، وأبدى دعم البلدية الدائم لمثل هذه النشاطات والفعاليات".
جانب من المشاركين باللقاء
وأضاف البيان: "بعد ذلك بدأت الأمسية التي تناولت الحديث عن الفنان الفلسطيني ناجي العلي المبدع في الرسوم الكاريكاتورية والمقاتل من خلال فنه وريشتهِ، حيث قام عريف السهرة قرمان قرمان عضو مسرح الميادين، والذي أبدع بتقديمه لأهم المحطات في مسيرة ناجي العلي، بفتح المجال أمام الطالبة ندى بشير للتعريف بمجموعة قمم وهمم، ومن ثم تلتها الطالبة إهداء إغبارية بالحديث عن السيرة الذاتية لناجي العلي من خلال عرض شرائح مصورة. ثم كانت المداخلات الرئيسية لعدد من الباحثين والمهتمين بناجي العلي الفنان، من ضمنهم الفنانة التشكيلية حنان أبو حسين الحاصلة على اللقب الثاني في تاريخ الفن والحائزة على عدة جوائز داخل الدولة وخارجها، حيث عنونت محاضرتها بـ "المرأة في أعمال ناجي العلي"، فتكلمت عن شخصيات نسائية تكرر ظهورها في لوحاته وبيّنت مدى تأثره باللوحات التي كانت في عصر النهضة أمثال بتوتشلي، ليوناردو دافينشي ومالكا أنجلو وغيرهم من الفنانين في القرن الخامس عشر والسادس عشر، وبينت مدى تأثره بالمدرسة المسيحية وطريقة تصويره للمرأة الفلسطينية التي كانت حاضرة في النضال الوطني وجزء فعال ومحرض في الإنتفاضة، وتطرفت للشخصيات النسائية التي ظهرت في لوحاته وأنها قريبة منهُ مثلت عين الحلوة وفلسطين".
الصراع العربي
وتابع البيان: "بعد ذلك أبدع الفنان أحمد عادل من مسرح الميادين بتجسيده لشخصية حنظلة وتمثيله الصامت للوحات من كاريكاتوراته، ثم بدأ عبد اللطيف الحصري بمداخلته عن طبيعة الصراع العربي الإسرائيلي التي ترجمها ناجي العلي من خلال ريشته، حيث أشار الى أن ناجي العلي هو المحرض للإنتفاضة الأولى، إذ رسم حنظلة مع حجر يرجم الجيش الصهيوني. وأشار الى أن ناجي العلي هو البوصلة للتحرك السياسي الداخلي، وأن المنظمات الفلسطينية تبنت بعضا من أفكاره وتوجهاته السياسية. وقال محرر صحيفة الجريدة، أحمد أبو عرب في مداخلته حول علاقة ناجي العلي بالزعماء العرب أن ناجي العلي كان بمثابة مشروع شهادة، كما هو حال كل فلسطيني يحمل هموم شعبه. وأضاف قائلا: "إن ناجي العلي كان رجل مشروع سياسي وليس فقط فنان كاريكاتير"، ثم تناول العلاقة بين مصر بزعمائها منذ جمال عبد الناصر ومرورا بالسادات ووصولا حتى مبارك. وبين أحمد أبو عرب في مداخلته "كيف كان يرى ناجي العلي الزعيم الراحل جمال عبد الناصر والصورة الإيجابية التي رسمها ناجي لعبد الناصر والتي أظهر فيها زعيم مصر بأنه زعيم أمه، وأنه كان أمل العرب في العصر الحديث، أما السادات فقد بينه أنه زعيم ديكتاتوري مستبد وظالم، وأنه أول المفرطين بالحقوق العربية من خلال إتفاقية كامب ديفيد وما تلاها من إنفتاح بإتجاه الغرب الرأسمالي". كما عرج المحاضر على "العلاقة التي ربطت الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وبين الخلافات التي دارت بين الإثنين إبتداء من الخلاف الأيديولوجي، مرورا بالخلاف حول قضية خروج المنظمة من بيروت، والخلاف حول إتحاد الكتاب الفلسطينيين، والخلاف حول علاقات عرفات برشيدة مهران، وخلافات أخرى، يمكن أن نستفهم من خلالها صورة العلاقة بين الإثنين". واختتم المحاضر قائلا: "ناجي العلي اغتيل ولا يمكن أن نرى إسرائيل خارج الصورة، لأنها قد تكون قد استعملت أدوات عربية وفلسطينية لإغتياله،والذي كان إغتيالا سياسيا". ثم كانت مشاركات وتعقيبات من جمهور المدعوين تخللها عرض مستمر لأهم رسومات ناجي العلي، مما أثرى اللقاء وزاد من رقيّه. يشار الى أن اللقاءات مستمرة تحت إطار "سهرة مع كتاب" وبعناوين مختلفة" الى هنا نص البيان كما وصلنا.