الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 16 / مايو 04:01

باحث اميركي: انهاء الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي يتطلب وساطة اميركية

كل العرب
نُشر: 02/03/13 00:16,  حُتلن: 08:37

أبرز ما جاء في صحيفة "ذي انترناشونال هيرالد تربيون":
المحادثات المباشرة بين خصوم ألداء من دون وساطة فاعلة قد يكون أسوأ السبل الممكنة لمحاولة ايجاد حل للنزاع

اظهرت الابحاث التجريبية ان كل طرف يأتي الى المفاوضات ولديه قناعة انه يرى العالم كما هو على حقيقته، بينما الطرف الاخر يحمل وجهة نظر غير معقولة وخاطئة

السلام غير ممكن الا عندما يكون كل طرف مستعداً للتعبير بدقة عن رؤية لمستقبل لا يلبي مطالبه وحسب، وانما يجد الجانب الآخر ايضاً ان من الممكن تحمله

نشرت صحيفة "ذي انترناشونال هيرالد تربيون" مقالا رئيسيا الجمعة يتناول فيه كاتبه الين واينر مدير برنامج جامعة ستانفورد للقانون الدولي والمقارن والمدير المشارك لمركز ستانفورد الخاص بالصراع الدولي والتفاوض العوائق التي تتسبب في تعطيل التوصل الى اتفاق في المشكلات المستعصية. وهنا نص المقال: "أصبحت القناعة بان الصراع الفلسطيني الاسرائيلي لا يمكن التوصل الى حل له الا عن طريق "المحادثات المباشرة" شعارا معتمدا على مدى سنوات، خاصة بالنسبة الى الحكومة الاسرائيلية وحلفائها.

غير ان المحادثات المباشرة بين خصوم ألداء من دون وساطة فاعلة قد يكون أسوأ السبل الممكنة لمحاولة ايجاد حل للنزاع. فالمواجهة المباشرة مع الخصم عبر الطاولة يعزز من الحواجز النفسية حتى بالنسبة الى صفقة مشتركة الفائدة. وهكذا فانه اذا اشترك الاسرائيليون والفلسطينيون في جهود اخرى لانهاء صراعهم، فان دور وساطة اميركيا فاعلا ونشطا قد يكون حيويا في معالجة الحواجز النفسية والعوائق في الاتصالات التي ظلت حتى اليوم تعطل المحادثات.

ابحات بشأن الحواجز امام الصراع
واظهرت ابحاث اجريت في جامعة ستانفورد بشأن الحواجز امام ايجاد حل للصراعات ان العمليات النفسية تقوم بدور رئيس في توجيه مفاهيم وتصرفات الذين يحاولون ايجاد نهاية لصراعات سياسية تتسم بالعنف والتعنت.ذلك أن اطراف الصراع سجناء معتقداتهم التي تقوم على اساس تجاربهم السابقة، التي تحدد الاسلوب الذي ينظرون فيه الى انفسهم والى خصومهم. وبالنتيجة فان من الصعب عليهم تفسير المعلومات وتقييم المخاطر وتحديد الاولويات باسلوب عقلاني صرف. وحتى عندما تكن الصفقة مفيدة امامهم، فانهم يميلون نفسيا الى رفضها.
وهذه التحزبات تظهر في الواجهة خاصة عندما يواجه الاطراف بعضهم بعضا مباشرة عبر طاولة المفاوضات. واظهرت الابحاث التجريبية ان كل طرف يأتي الى المفاوضات ولديه قناعة انه يرى العالم كما هو على حقيقته، بينما الطرف الاخر يحمل وجهة نظر غير معقولة وخاطئة. وتتضح هذه الصورة في حالة الاسرائيليين والفلسطينيين. اذ ينظر الاسرائيليون الى انفسهم على انهم يواجهون تهديدا لوجودهم من اولئك الذين يفترض ان يتفاوضوا معهم. اما الفلسطينيون فينظرون الى انفسهم على انهم ضحايا احتلال غير مشروع وظالم.

النظرة الفلسطينية للمفاوضات
ومن وجهة النظر الفلسطينية، فانه ليس للمرء ان يعقد مفاوضات سلام مع لص استولى على ممتلكاته. ومن وجهة النظر الاسرائيلية، فانه ليس للمرء ان يتوقع التفاوض على حدود ممتلكات مع جار ملتزم بتدميره. ويبدو انه لا يُعقل ان يشترك الطرفان في التفاوض حول تبادل المصالح، وهما تحت تأثير وجهات النظر المختلفة اساسا. كما ان هناك ظاهرة نفسية اخرى تقوم بدور يطلق عليه اسم "رد الفعل التخفيضي"، وهي الميل الى التقليل من قيمة اي تنازلات يعرضها الطرف الاخر. "اذا كانوا مستعدين ليعرضوا هذا علينا، فان ما يعرضونه لا قيمة كبيرة له". على انه في حال عرض التنازل عبر طرف ثالث، فانه قد يحظى بتقييم اكثر واقعية. وثمة ظاهرة نفسية ثالثة تجعل المحادثات المباشرة من دون دور وساطة قوي اكثر صعوبةً، الا وهي النزعة الانسانية الطبيعية الى تعليق اهمية على الخسائر المتوقعة تفوق الفوائد المتوقعة على نطاق مساو.

من الصراع الى المفاوضات
والعامل الرابع هو ميل الجانبين كليهما في اي صراع الى الدخول في المفاوضات وهما يسعيان الى ما ينظران اليه كعدالة او استجابة لمظالمهم. وهذه رغبة طبيعية، ولا يمكن التوصل الى اتفاق اذا كان لا يلبي الحد الادنى من معايير العدالة. ومع ذلك فان السعي الى العدالة يمكن ان يقف في نهاية المطاف في طريق تحقيق تسوية لان الجانبين لهما وجهات نظر متباينة بشأن المعاناة الماضية التي خبراها وبشأن من هو المسؤول عنها.

الوساطة الأمريكية
ويمكن للوساطة ان تخفف من هذه الظواهر كلها – وهي المهمة التي يمكن للولايات المتحدة، بصفتها اللاعب الوحيد الذي يحظى بثقة الجانبين، ان تضطلع بها. ولكن الوساطة الرسمية ليست طلقة سحرية. ففي نهاية الامر توحي ابحاثنا بان السلام غير ممكن الا عندما يكون كل طرف مستعداً للتعبير بدقة عن رؤية لمستقبل لا يلبي مطالبه وحسب، وانما يجد الجانب الآخر ايضاً ان من الممكن تحمله.
ويتطلب بناء السلام ان يبدأ الجانبان في ترسيخ انماط سلوك تمكنهما من تصديق ان الثقة المتبادلة ممكنة. ويجب ان يقر الجانبان بالخسائر التي سيفرضها عليهما التوصل الى اتفاق لتمكينهما من ضمان فوائد السلام.
ولا يشكل اقناع الولايات المتحدة بان تكون الوسيط النشيط على هدي هذه المبادىء سوى خطوة اولى، ولكنها حاسمة الاهمية. وليس هناك من ضمان بان عملية سلام متجددة سوف تنجح، حتى بوساطة اميركية نشيطة. ولكن من دونها فان عملية سلام كهذه ستكون محكومة بالفشل بصورة شبه مؤكدة".
 

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.67
USD
4.00
EUR
4.66
GBP
242298.42
BTC
0.51
CNY